رؤية الناس وهم يتحكمون في هرم قيمهم في الحلقة الدراسية (موعد مع المصير) هي مكافأة رائعة بالنظر لذلك التضاد الواضح بين ما كانوا عليه بعد ظهر الجمعة حين بدأت الحلقة وبين مساء الأحد لدى انتهائها فبحدوث التحولات يبدأ السحر أذكر رجلا (جرته) زوجته لحضور الحلقة الدراسية دون أن يكون راغبا في لك وحين بدأنا الحديث عن القيم وإمكانية إجراء تغيير فيها أخذ يقول بإصرار (لست أحتاج لتغيير أي من قيمي) وبالناسبة كانت القيمة التي تحتل المركز الأول في قائمته هي الحرية! وقد أخذ يصد أي محاولة (لإجباره) على تغيير أي شيء في حياته لا يريد تغييره، قلت له في النهاية: (أعرف بأنك لست مجبرا على إجراء أي تغييرات, كما أنني أعلم أنك حر, ولذلك فإنني متأكد بأنك حر لإضافة قيم قليلة فأي قيم ستكون مفيدة لك في اعتقادك لكي تضيفها بحيث تعزز نوعية حياتك, بل وربما لتؤثر على مصيرك النهائي؟).

وبعد لحظات من التفكير قال: حسنا ربما كانت المرونة قيمة حسنة يمكنني إضافتها، بدأنا من أسفل القائمة صعودا وانتهينا عند الرقم 4 من القائمة، في اللحظة التي قرر فيها هذا الرجل المكان الصحيح لقيمته الجديدة صرخ مشارك آخر كان يجلس خلفه – وهو يعمل كمعالج للأمراض بتقويم العود الفقري يدويا chiropractor صرخ قائلا: هل رأيتم ما حدث؟ كان الأمر واضحا بحيث أن عديدين في القاعة لاحظوه, إذ آن الوضعية الجسمانية لهذا الرجل أخذت تتبدل أمام أعيننا وحين تبنى المرونة كأحد عناصر نظام قيمة بدا وكأن هيئته أخذت تسترخي وترتاح, حيث تغيرت وضعية جلسته على مقعده وبدا وكأنه يتنفس بحرية أكبر بل أن تعابير وجهه تغيرت حين استرخت عضلات وجهه وتخلت عن توترها وحين أصبحت المرونة واحدة من أولوياته, أصبح من الواضح أن جهازه العصبي قد تلقى الرسالة ثم قلت له: هل هنالك قيم أخرى قد تود إضافتها إلى قائمتك؟

فكر الرجل للحظة ثم أضاف: ربما التسامح؟ قال ذلك بلهجة سؤال وحينذاك ضج الحضور ضاحكين من جديد فقد كان هذا رجلا بدأ وهو يشتعل بالعداء والتوتر, وها وهو الآن يتغير بمعدل 180 درجة وبينما كان يحاول أن يدرج (التسامح) على قائمة هرم قيمه كان من الجميل أن ترى التغييرات الأخرى التي بدت على قسماته وتنفسه وعضلات وجهه وملامحه وخلال جلسات الحلقة الدراسية كلها ذهل الحاضرون للتغيرات الدراماتيكية التي نتجت عن إضافة هاتين القيمتين إلى قائمته إذ أخذ يتحدث مع الآخرين بنعومة أكبر في صوته, وبدا وكأن وجهه ينتفخ وتبدو عليه تعابير أكثر, كما بدا وكأنه يتواصل مع الناس بسبل لم يعهدها من قبل. والآن, وبعد مرور ثلاث سنوات لم تعد الحرية مدرجة على قائمته وازدادت العلاقة حرارة بينه وبين زوجته وتوسعت بدرجة لا تقاس.










المرجع: أيقظ قواك الخفية
اسم الكاتب: انتوني روبنز
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2003
رقم الطبعة: الخامسة
رقم الصفحة: 395-396
كلمات مفتاحية: التحكم بالقيم - تغيير نظام السلوك – تغيير الحالة الفسيولوجية
أرسل بواسطة: داري قدور
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=255