فكر لحظة في علاقة ما تعتز بها، وتشعر بأنك في حاجة حقيقية إلى تحسينها. قد تكون هذه العلاقة مع أحد أفراد الأسرة، أو في العمل، أو مع صديق. وبينما تفكر في هذه العلاقة حاول أن تتصل بعمق ذاتك من الداخل، واسأل نفسك هذا السؤال:
ما هو الشيء الوحيد الذي لو قمت به لتحسنت هذه العلاقة؟
وأنت تفكر في السؤال هل خطر ببالك إجابة ما؟ هل تشعر بثقة بأن القيام بهذا الشيء سيحسن من هذه العلاقة؟ كيف عرفت ذلك؟
عندما نسأل هذه الأسئلة، نجد معظم الناس لديهم شعور مباشر بشيء ما يمكن القيام به، ويحقق التأثير المطلوب إنهم يعرفون أن ذلك الشيء سيحسن تلك العلاقة.
"كيف تعرف أن ذلك سيحسن العلاقة؟". تكون الإجابة عادةً:
"أنا أعرف".
بالنسبة للأغلبية، الأمر لا يعني أنهم جربوا ذلك من قبل في نفس الظروف، أو حتى في ظروف مماثلة. ولا هي بالضرورة التفكير المنطقي المتسلسل. ولكنه معرفة عميقة آتية من الداخل تؤكد بأن ذلك هو الأمر الصحيح الذي يجب عمله، والثقة بأن ذلك سيحقق نتائج جيدة.
"هل تشعر بأن الإجابة التي جئت بها منسجمة مع مبدأ الشمال الحقيقي؟".
"نعم".
"هل هي في دائرة تأثيرك؟".
"نعم".
قد يكون ذلك أمراً صعباً، ولكن هل تستطيع القيام به؟".
"نعم".

هذه المعرفة الداخلية العميقة يبدو أنها تأتي قاعدة داخلية ذاتية من المبادئ التي ترفع من جودة الحياة متى استقيناها من مواقف معينة. إنه نفس نوع المعرفة التي نشعر بها عندما نجلس لصياغة رسالتنا في الحياة، أو عندما نجلس لإعداد خطة الأسبوع. الآن ماذا لو أنك يوماً بيوم، ولحظةً بلحظة، استطعت أن تتصل عميقاً بهذه المعرفة الداخلية؟ في خصم معرفة اليوم بدلاً من اتخاذ قرارات مبنية فقط على الطوارئ والضغوط الاجتماعية، وتوقعات الآخرين، وعلى حلول تجنب الألم سريعة وسهلة؟
ماذا لو استطعت أن تبني قراراتك هذه على هذه الحكمة الداخلية؟ ماذا لو استطعت تنفيذ هذه القرارات بفاعلية؟
هل يحقق ذلك الأثر الطيب في حياتك؟

يقولstephen: تحدثت منذ عدة سنوات إلى مجموعة من طلبة الجامعة حول موضوع الإنصات والعيش بسلام مع الضمير. أثناء ذلك قمنا بتدريب معين حول الإنصات بعمق على الصوت الداخلي، والاتصال بالذات وسماع صوت الضمير. "ماذا يمكنك أن تفعل لكي تصبح طالباً أفضل؟ ماذا يمكنك أن تفعل لكي تكون ابنا وابنتا أو زميلاً أفضل؟ ماذا يمكنك أن تفعل لكي تحيا حياة أفضل؟
بعد ذلك، جاءتني إحدى الطالبات قائلة "كيف يمكنني التأكد من أن ما أسمعه من داخلي هو حقيقة ضميري؟" وهذا السؤال يسأله الكثيرون: "كيف أتأكد من أن هذا الصوت فعلاً هو صوت ضميري أنا وليس صوت الضمير الاجتماعي، أو ما أملته علي ظروف نشأتي أو أنه مجرد تمنيات شخصية؟ قلت: هل أثناء تمرين الإنصات، هل شعرت بإحساس ما؟
أجابت "نعم، فهناك الكثير من الأشياء التي أود القيام بها لأصبح شخصاً أفضل".
أحسنت، كل ما عليك هو تنفيذ هذه الأشياء، وعند تنفيذها ستشعرين بالألفة مع هذا الصوت الداخلي، والذي سيعطيك الإجابة على ذلك التساؤل". لاحظت انفعالها، فقلت: "اعتقد أن هذه الإجابة غير كافية بالنسبة لك؟" أجابت: "لا" قلت: "لماذا؟" ردت ليست لدي أعذار بعد ذلك".
بعد عام، حاضرت في نفس الجامعة حول موضوع آخر.

جاءتني نفس السيدة مذكرة إياي بالسؤال السابق الذي سألته منذ عام. قالت: "لقد نفذت تلك الأشياء وبجدية. لقد بدأت دراسة أدبيات الحكمة الإنسانية بجدية تامة. تصالحت مع أشخاص معينين كنت قد اتخذت قراراً بالبعد عنهم؛ لأنني لا أحبهم. أصبحت أكثر تعاوناً مع الغير خاصة في البيت. تجنبت السلبية كطالبة، اكتشفت أن لي دوراً قيادياً كطالبة. حاولت أن أكون أكثر مرحاً مع إخوتي. وأكثر أدباً في الحديث مع والدي.

أصبحت إنسانة أقل غضبا ودفاعا. إنني أعرف الآن الفرق بين الكثير من الأصوات القادمة من داخل النفس أو من خارجها". بعد عدة سنوات، كنت أتحدث مع مجموعة من المتدربين في ولاية أخرى، وجاءتني هذه السيدة مرة أخرى، تسأل:" هل تحب أن تسمع الحلقة الثالثة؟". فأجبتها بالإيجاب. فقالت: "لا أصدق ذلك التأثير الهائل الذي حدث في حياتي بفعل إدراكي الداخلي. إن بداخلي الآن مرشداً ذاتياً. إنني أشعر إلى أين أنا ذاهبة؟ وما هو هدفي في كل ما أقوم به؟ وطالما كنت صادقة مع هذا الإحساس فإن كل أموري تسير في اتجاه تحقيق المطلوب".










المرجع: إدارة الأولويات
اسم الكاتب: ستيفن ر.كوفي
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2000
رقم الطبعة: الأولى
رقم الصفحة: 247-251
كلمات مفتاحية: الإنصات للضمير – البوصلة الداخلية – التوافق مع الضمير – المرشد الداخلي
أرسل بواسطة: أحمد الخطيب
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...il.thtml?id=91