إن أولئك الذين ينصتون إلى صوت الضمير، ويعيشون وفق ما يليه، لا يقنعون بالراحة التي تترتب على إدمان الطوارئ، وترضية الآخرين، أو الشعور بالأمن من خلال الأعباء الكثيرة والانشغال كل دقيقة أثناء اليوم. ولكن هؤلاء يشعرون بالإنجاز العميق حتى في خصم التحديات والمشكلات، يذهبون إلى النوم في نهاية اليوم، وكلهم ثقة بأنهم قد قاموا بالأشياء الأهم التي كان من الواجب إنجازها خلال اليوم. إنهم يصلون إلى حد عميق من الرضا الداخلي وجودة الحياة. إنهم لا يضيعون الوقت في التبرير والتحليل، والإمساك بتلابيب النفس، وإلقاء اللوم على الغير والظروف، في كل موقف هم فيه. لديهم شعور مقدس بالقيادة والسيطرة حول دورهم في الحياة، والقدرة على الاستجابة، والعطاء، والمعنى في الحياة. إن لديهم الصلابة في المحن، ورصيدهم من حساب الكرامة والصلابة عند أعلى مستوى.

الغريب أنه على الرغم من كل النتائج السلبية لعدم إرضاء الضمير إلا أننا كثيراً ما نختار عدم إرضائه. يقول stephen: حديثاً، عندما حاولت ركوب تاكسي في مدينة كندية كبيرة قال عامل الفندق، وهو يضع حقائبي في التاكسي لسائق التاكسي: "الدكتورCOVEY يريد الذهاب إلى المطار" ساعتها اعتقد سائق التاكسي أنني طبيب وبدأ يسرد مشكلاته الطبية، ولكني حاولت أن أفهمه أنني لست كذلك. ولكن لأن لغته الإنجليزية كانت ضعيفة فلم يفهم ما قلته، لذلك قررت أن أنصت إليه صامتاً.

كلما توغل هذا السائق في مشكلاته كلما شعرت أن مشكلة هذا الشخص هي ضياع الشخصية والصلابة والكرامة. لقد كان يعيش حياة مزدوجة من الكذب والخداع. كان خوفه الأول أن تضبطه الشرطة، وكان ذلك يؤثر على صحته. كنت أجلس أنا في المقعد الخلفي دون حزام للأمان في حين كان يتحدث هو عن ضعف بصره وهو يقود سيارته على الطريق السريع. حتى عندما توقفنا أمام مبنى المطار قال: "سأحاول التحايل في الحصول على زبون آخر دون أن أنتظر لمدة ساعتين في صف السيارات وفقاً للقواعد المفروض إتباعها هنا. ولكن إذا ضبطتني الشرطة فسأصبح في مشكلة وسيصادرون رخصة قيادتي. فما رأيك يا دكتور؟".
أخيراً، قلت له: "هل تعرف أن مصدر كل مشكلاتك لأنك لا تعيش وفق ما يمليه ضميرك؟ أنت تعرف بداخلك ماذا يجب عليك عمله". فرد علي: "ولكنني لا أستطيع أن أجد ما يكفي من الدخل إذا فعلت ذلك!".
قلت له: "أين إيمانك؟ ضع إيمانك في مبادئك وكرامتك عندها ستحصل على الأمان النفسي، وستأتيك الحكمة".
بدا أن شيئاً ما قد لمسه من الداخل. بدا أنه أصبح منفتحاً وقابلاً للاتصالات والتعليم، ثم قال: "هل تعتقد أن ذلك سيأتي بالنتيجة؟".
قلت: "أنا متأكد من ذلك، ولكن عليك أن تلتزم من داخل قلبك. تخيل نفسك تعيش وفق المبادئ السامية للحياة التي قامت عليها كل حضارات الإنسان. لا تخادع، ولا تكذب، ولا تسرق، عامل الناس باحترام".
قال: "هل تعتقد أن ذلك سيحل المشكلة؟!".
قلت: "نعم".
في النهاية رفض أن يأخذ (البقشيش)، واحتضنني قائلاً: "سأنفذ كل ما قلته، إنني أشعر بالتحسن فعلاً".

الناس يعرفون ذلك. داخل عمق حياتهم يعرفون ما يجب عليهم عمله. وهم يعرفون أن ذلك سيرفع من جودة الحياة. التحدي هو أن نطور الشخصية والقدرة إلى الإنصات إلى ذلك الضمير والعيش طبقاً له. أي أن نتصرف بكرامة وصلابة في لحظة الاختيار.









المرجع: إدارة الأولويات
اسم الكاتب: ستيفن ر.كوفي
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2000
رقم الطبعة: الأولى
رقم الصفحة: 271- 273
كلمات مفتاحية: التوافق مع الضمير - الإيمان بالمبادىء والقيم – الإنصات إلى صوت الضمير – الرضا الداخلي – القدرة على الاستجابة مع صوت الضمير – الصلابة في المحن
أرسل بواسطة: محمد طه
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...il.thtml?id=93