كان لأبي الأسود الدؤلي جارا متطفلا لايأتيه إلا وقت الطعام

فيأكل ما بين يديه ولا يترك له شيئا , وكان من طبيعة هذا المتطفل
...

أن يشد أبا الأسود لكلامه وهو ينشغل بالأكل ففطن أبو الأسود إلى نيته

فأتاه مرة وهو يتغدى في السوق , فجلس المتطفل بجانبه وسلم عليه

فرد أبو الأسود السلام ,

ثم قال له : إني مررتُ بأهلك

قال أبو الأسود : كذلك كان طريقك

قال : وامرأتك حبلى

قال أبو الأسود : كذلك كان عهدي بها

قال : فقد ولدت

قال أبو الأسود : كان لابد لها أن تلد

قال : ولدت غلامين

قال أبو الأسود : كذلك كانت أمها

قال : مات أحدهما

قال أبو الأسود : ما كانت تقوى على إرضاع الاثنين

قال : ثم مات الآخر

قال أبو الأسود : ما كان ليقوى على البقاء بعد موت أخيه

قال : وماتت الأم

قال أبو الأسود : ماتت حزنا على ولديها

قال : ما أطيب طعامك !

قال أبو الأسود : لذلك أكلته وحدي و والله لاذقته يا متطفل