-
الجار المتطفل
كان لأبي الأسود الدؤلي جارا متطفلا لايأتيه إلا وقت الطعام
فيأكل ما بين يديه ولا يترك له شيئا , وكان من طبيعة هذا المتطفل
...
أن يشد أبا الأسود لكلامه وهو ينشغل بالأكل ففطن أبو الأسود إلى نيته
فأتاه مرة وهو يتغدى في السوق , فجلس المتطفل بجانبه وسلم عليه
فرد أبو الأسود السلام ,
ثم قال له : إني مررتُ بأهلك
قال أبو الأسود : كذلك كان طريقك
قال : وامرأتك حبلى
قال أبو الأسود : كذلك كان عهدي بها
قال : فقد ولدت
قال أبو الأسود : كان لابد لها أن تلد
قال : ولدت غلامين
قال أبو الأسود : كذلك كانت أمها
قال : مات أحدهما
قال أبو الأسود : ما كانت تقوى على إرضاع الاثنين
قال : ثم مات الآخر
قال أبو الأسود : ما كان ليقوى على البقاء بعد موت أخيه
قال : وماتت الأم
قال أبو الأسود : ماتت حزنا على ولديها
قال : ما أطيب طعامك !
قال أبو الأسود : لذلك أكلته وحدي و والله لاذقته يا متطفل
-
الخنفساء
رأى رجل خنفساء فقال : لماذا خلق الله تعالى هذه الخنفساء القبيحة المنظر الخبيثة الرائحة !
فابتلاه الله بدمامل على جلده عجز عن إبرائها أمهر الأطباء، وبينما هو ذات يوم في شرفة داره متألمًا
إذ سمع صوت طبيب ينادي في الطريق يعلن عن نفسه.
... ... فقال : هاتوه، فقالوا :وما يصنع طبيب طرقي وقد عجز عنك حذاق الأطباء .
قال : لا بد منه.
فلما دخل عليه وعاين دمامله، طلب أن يحضروا له خنفساء، فضحكوا، فقال المريض وقد تذكر ما قال من قبل :
أحضروا ما طلب فقتلها الطبيب وأحرقها وجعل منها لصاقة، فبريء بإذن الله.
أحيان كثيرة تخرج منا مثل هذه الكلمات ..
لماذا خلق الله الحشرات السامة ؟
ولماذا خلق الحشرات أصلا ؟
وما الفائدة من خلق الثعبان ؟
ولماذا خلق الله الحشرات تعيش معنا في نفس الكوكب ؟
لماذا القطط كثيرة ومنتشرة بين البيوت وفي الحدائق وبكل مكان ؟
لماذا الفئران والعناكب ؟ ..............
وتفكرنا من قبل أن الله لطيف يعلم سرائر الخلق وإن خفت ودقت ..
(أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) (الملك : 14 )
وأن الله حكيم كل شيء عنده بميزان .. وأنه يضع كل شيء في موضعه ..
وأن الله رحمن رحيم رؤوف بعباده ... يعلم مصالحهم فيجريها لهم طائعة رحمة بهم ..
وغيرها كثير مما قصر عنه علمنا ..
إذن فلنجعل ونحول كل مانسأل عنه آية ودلالة على قدرة الله وبديع صنعه ..
(وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) (الجاثية : 4 )
ولنردد دائما
ســبـــحـــان الله