بعد أربعة أشهر قضاها في إحدى شركات القطاع الخاص، فوجئ زياد برئيسه يخبره بأن عليه المرور على الإدارة المالية لصرف مستحقاته عن هذا الشهر، بعد أن قررت الشركة الاستغناء عن خدماته.
كان الأمر مفاجئا وصادما بالنسبة له، حتى إنه اعتقد للحظات أنه أمام أحد الكوابيس العديدة التى اعتادت أن تداهمه في منامه بين الحين والآخر، غير أن صوت رئيسه الذي أحس أنه في هذا الصباح أكثر قسوة من أي وقت مضى، نبهه أنه قد أصبح عاطلا بالفعل، بعد أن حصل على فرصة عمل بالشركة بعد شهور من العناء الطويل في سجن البطالة التي لا ترحم.

بعد أربعة أشهر قضاها في إحدى شركات القطاع الخاص، فوجئ زياد برئيسه يخبره بأن عليه المرور على الإدارة المالية لصرف مستحقاته عن هذا الشهر، بعد أن قررت الشركة الاستغناء عن خدماته.
كان الأمر مفاجئا وصادما بالنسبة له، حتى إنه اعتقد للحظات أنه أمام أحد الكوابيس العديدة التى اعتادت أن تداهمه في منامه بين الحين والآخر، غير أن صوت رئيسه الذي أحس أنه في هذا الصباح أكثر قسوة من أي وقت مضى، نبهه أنه قد أصبح عاطلا بالفعل، بعد أن حصل على فرصة عمل بالشركة بعد شهور من العناء الطويل في سجن البطالة التي لا ترحم.

بخطوات متثاقلة عاد زياد إلى منزله هذا اليوم مبكرا بأكثر من ثلاث ساعات عن الموعد الذى اعتادت والدته أن يصل إلى المنزل فيه كل يوم، وبدأ اضطرابها واضحا وهي تنظر إلى عينيه اللتين كانتا تمتلئان بحسرة بالغة: "لا شيء يا أمي، فقط شعرت ببعض الإرهاق فقررت العودة مبكرا". هكذا جاء رده عليها سريعا وغير مقنعا لها في الوقت نفسه، وهو ما دفعها للنظر في وجهه بتمعن لدقائق، اعترف على إثرها بكل شيء، وكانت صدمته كبيره عندما وجد علامات الارتياح بادية على وجهها بوضوح شديد، وذلك قبل أن تعترف بأن عمله السابق لم يكن يريحها على الإطلاق، فقد كان مجهدا وغير مجز على الإطلاق.

سألها عن الحل من وجهة نظرها، فقالت له: ولماذا لا تقوم بإقامة أحد المشروعات الصغيرة التي يمكن لك من خلالها أن تحقق ذاتك بعيدا عن قيد الوظيفة.. صمت قليلا قبل أن يقاطعها، ولكن الأمر يبدو مخاطرة، فوجئ بردها حاسما: المخاطرة أفضل من أن تظل منتظرا للأبد وأنت مكتوف اليد.
بعد فترة من التفكير أحس زياد أن كلام والدته يبدو مقنعا، كما أنه ليس هناك من الناحية العملية أى بديل آخر، فالوظائف الحكومية أصبحت في هذا الزمن عملة صعبة ليس من اليسير الحصول عليها مهما طال الانتظار، أما فرص العمل بالقطاع الخاص فشعارها جهد كبير بأقل القليل، وفى أية لحظة يمكن أن تجد نفسك تجوب الشوارع من جديد بحثا عن فرصة عمل بعد أن كنت فى عداد من يعملون.

للوهلة الأولى بدا الأمر بالنسبة لزياد أشبه ما يكون بالمعضلة، فهناك كم كبير من المشروعات الصغيرة، إلا أن المطبق منها على أرض الواقع والذي أثبت نجاحه يبدو محدودا، وبالتالي فإنه في نهاية المطاف قد يجد نفسه ليس أكثر من مقلد، وهو ما لا يتيح له فرصة كبيرة لمنافسة الكثيرين ممن سبقوه، وقبل هذا كله فإن مشكلته الرئيسية هي من أين يحصل على الأموال التي يحتاج إليها أي مشروع مهما كان صغيرا؟

مبلغ كبير
بعد بحث وتقصٍّ، وجد زياد أخيرا ضالته في إقامة مشروع لتنقية وتجهيز الأعشاب الطبية والعطرية، فالفكرة تبدو جديدة، ولم يقم أحد فى محيط سكنه بتطبيقها من قبل، ولكن المشكلة أن المشروع يحتاج لآلات ومكونات عديدة، وهو ما يتطلب مبلغا ماليا كبيرا. ليست هناك مشكله، هكذا أخبرته والدته التي قالت له إن لديها مبالغا ماليا قامت بادخاره في وقت سابق، وإنه يمكن أن يأخذه على سبيل القرض، وكانت المشكلة أنه كان في حاجة إلى مبلغ آخر حتى تكتمل التكلفة التي يحتاج إليها المشروع.

وبينما كان يتحدث عن المشكله التي تواجهه مع أحد أصدقائه، فوجئ بأحدهم يعلن عن تحمسه الشديد للفكرة واستعداده ليقوم بالدخول معه كشريك بالمبلغ الذي ينقصه، وهنا شعر زياد بأن التحدي الحقيقي الذي يواجهه هو متى يبدأ؟ المعلومات التى كانت متوافرة لديه كانت تشير إلى أن النباتات والأعشاب العطرية تعتبر من المحاصيل غير التقليدية متعددة الاستخدامات التي عرفت منذ آلاف السنين، حيث تستخدم بصفة مباشرة وغير مباشرة في كثير من الصناعات الغذائية وصناعة الدواء والعطور ومستحضرات التجمل.

نجاح المشروع كان متوقعا في ظل ما عرفه عن أن النباتات العطرية تحظى بالاهتمام الكافي؛ بسبب وجود الروائح العطرية الصناعية الجاهزة، ولكن حاليا هناك عودة لاستخدام كل ما هو طبيعي، مما جعل النباتات العطرية والطبية في مقدمة تلك المواد التي يتم التعامل معها.

مراحل الإنتاج
وعلى لسانه يروي زياد تجربته قائلا: إن التعامل مع النباتات الطبية والعطرية يتطلب المرور بعدة مراحل، هى:

استقبال النباتات الطبية عن طريق وحدة استقبال (عبارة عن قادوس توضع فيه النباتات)، ووزنها وتحديد مدى نقاوتها وبالتالي تحديد سعرها، حيث إن النباتات المطلوب التعامل معها يجب أن تكون على درجة عالية من النقاء، وخالية من الأتربة والقش ومخلفات الزراعة والحقل، وفي هذه المرحلة نحتاج لوجود أيدي عاملة كثيرة.

ويتنوع شكل النبات المطلوب التعامل معه، ونعني بذلك الجزء الأهم فيه، حيث يختلف هذا الجزء من نبات لآخر، فهناك نبات تؤخذ أوراقه مثل النعناع، وهناك ما يؤخذ ثماره وبذوره مثل الكسبرة والكمون والينسون، وأخيرا هناك ما يستفاد بأزهاره مثل الشيح البلدي والبابونج.
يتم نقل النباتات على سيور لمرحلة الفرز، حيث يتم ذلك من خلال غرابيل للتنظيف الابتدائي للتخلص من الشوائب الرئيسية، ثم مناخل خاصة للتخلص مما يتبقى من شوائب.

بعد ذلك نبدأ مرحلة تجهيز المنتج النهائي، وهذه تختلف تبعا لنوعية النباتات، حيث يتم ذلك إما بإزالة أعناق النبات مثلما في حالة الشمر والكمون، أو أي معاملات أخرى تتناسب مع المنتج المطلوب تجهيزه، ويستلزم هنا وجود وحدة ماكينة لإزالة العنق. ثم تأتي مرحلة أخرى من الغربلة والتنظيف، حيث يتم إمرار النباتات على مجموعة هزازات للتنظيف النهائي، ثم إمراره على وحدة التطهير والتعقيم. ونصل للمرحلة الأخيرة وهي مرحلة التعبئة، وهي تتم تبعا لطلب العميل ولطبيعة المنتج، حيث إن هناك ما يناسبه التعبئة في شكائر ورق أو شكائر بلاستيك أو عبوات كرتون أو أظرف صغيرة سعتها 2 جرام تقريبا. وتحتاج عملية التعبئة إلى أجولة من البولي إيثيلين وعلب كرتون.
ويشير زياد إلى أنه تمكن من استرداد المبلغ الذي قام بدفعه في المشروع خلال ثلاث سنوات، وبعد ذلك بدأ فى جني الأرباح التي عوضته عن الوظيفة التي ظل يبحث عنها دون أن يجدها










الكلمات المفتاحية:الأمل- اتخاذ القرار- الحزم مع النفس- التحدي-البدء بالعمل- استمتع بعملك
http://www.islamtime.net/details.php...nmyaإسلام تايم ـ السيد شحتة 15/7/2007

أرسل بواسطة: شرقي نادية أمال
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=730