ظلت ذبابة تصطدم بنافذة مغلقة، مجهدة نفسها بالطيران نحو النافذة دون أن تستطيع الخروج منها، إلى أن هلكت الذبابة من الإجهاد، في حين كان بالقرب من النافذة باب مفتوح، وكان سبيلها إلى الحرية.. هذا السلوك وأمثاله يدل على انعدام المرونة.

من ناحية أخرى، فإن الدراسات التي أجريت على الفئران هي بمثابة مثال جيد على المرونة الفعلية. وضع الباحثون فأراً في متاهة وفي نهايتها وضعوا قطعة من الجبن. فاستعمل الفأر حاسة الشم للتحرك في المتاهة حتى وصل إلى الجبن. وكرر الباحثون هذه التجربة لمدة أسبوع، وفي نهايته قاموا بتغيير مكان الجبن. وكان الفأر يتجه إلى المكان الذي اعتاده للحصول على الجبن، لكن في هذه المرة لم يجد شيئاً. وبعد محاولات عديدة باءت بالفشل، تأقلم الفأر مع الموقف الجديد وبدأ بالبحث بدلاً من التوجه إلى المكان القديم ونشط في بحثه حتى وفق في النهاية ونال مكافأته. ومع أن لهذين المثالين متغيرات خاصة، إلا أنهما يسلطان الضوء على إمكانية الحصول على نتائج أفضل بإبداء المرونة، كما أنهما يوضحان كيف أن للمرونة أو عدمهما تأثير على حدوث نتيجة معينة.

وإذا جاز التعبير يتصرف العديد من الناس كالذبابة، ويعيدون ويكررون أنماط السلوك الفاشلة، ويقولون نفس الأشياء، ويفعلون ذات الأشياء، وفي النهاية يسودهم التعب والإجهاد وأيضاً الإحباط. لا تنسى أن تظل مرناً في كل شيء تفعله، حيث أن المرونة هي القوة









المرجع: فن الاتصال اللامحدود
اسم الكاتب: ابراهيم الفقي
دار النشر: المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية
سنةالنشر: 2001
رقم الصفحة: 26 -27
كلمات مفتاحية: المرونة – تغيير السلوك – أهداف – عادات – التركيز - التغيير
أرسل بواسطة: أحمد الخطيب
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=278