الأميرة والثور المسحور


في إحدى المملكات القديمة جدا,كانت أميرة جميلة تعيش مع والديها في قصرهم الكبير وكانت هذه الأميرة مزعجة وتحب التسلط على الناس وتكره مساعدتهم.
وفي أحد الأيام أرادت الأميرة أن تذهب مع والدها في رحلته للصيد فطلبت من عامل الإسطبل أن يحضر لها فرسها و يجهزه وكان عامل الإسطبل ولدا صغيرا بالسن فقال للأميرة « عفوا يا سمو الأميرة أنا جديد ولا أعرف أية فرس لك « فقالت الأميرة «أنا الأميرة هل يجب أن أجهز فرسي بنفسي .. سأطلب من والدي أن يطردك عندما يعود « وذهبت الأميرة بنفسها إلى الإسطبل لأخذ فرسها فتبعها الفتى الصغير واختبأ في احد الأماكن بالإسطبل و كان في الإسطبل ثور دخلت الأميرة تبحث عن فرسها وبينما هي كذلك سمعت صوتا يقول « أيتها الأميرة .. أيتها الأميرة أرجوك ساعديني « التفتت الأميرة ولكنها لم تجد أحدا سوى الحيوانات ثم سمعت من جديد « أيتها الأميرة أنا هنا في يسارك « التفتت الأميرة فرأت الثور المسحور فقالت «لا شك بأني أتخيل « فقال لها الثور المسحور « لا أنت لا تتخيلين هذا أنا أتحدث « فقالت الأميرة «ولكنك حيوان والحيوانات لا تتكلم بلغة البشر « فقال لها « أنا في الأصل شاب قد تحولت إلى ثور بسبب ساحرة غبية « ففكرت الأميرة قليلا وتذكرت قصة الأميرة والضفدع الذي تبين بأنه أمير وتذكرت قصة شريك والأميرة فيونا وقصة الأميرة البجعة وقالت في نفسها هناك ساحرة مجنونة في المنطقة ربما سحرته أيضا فصدقته وسألته «لماذا حولتك إلى ثور لماذا لم تحولك إلى شيء أخر كضفدع أو غول أو بطة ؟!» فقال الثور المسحور «لأنني وسيم جدا , جمالي كالقمر في الليل والشمس في النهار فغارت مني لأنها بشعة وحولتني هكذا «فقالت له الأميرة « وكيف يمكنني مساعدتك ؟ « فقال لها « هل ستساعدينني حقا !!ظننت انك لا تحبين مساعدة الآخرين !!!»
فقالت له بالتأكيد أنا أحب مساعدة الجميع لا تصدق غير هذا فقط اخبرني كيف أساعدك»فقال لها «الطريقة الوحيدة حتى أعود بشرا هي أن أجد .....» فقطعت الأميرة كلامه وقالت « الحب الحقيقي « فقال لها «لالالا عن أي حب تتكلمين !الطريقة الوحيدة لأعود بشرا هي بأن أجد عشبهة سحرية وآكلها فأعود بشرا من جديد فهل ستساعدينني « فكرت الأميرة في نفسها قائلة «إذا ساعدته ليتحول إلى بشر سيصبح أميرا وسيما مثل بقية القصص التي سمعت عنها»فقالت له « نعم بالتأكيد سأساعدك « وأخرجته من القصر وانطلقا للبحث عن العشبة السحرية فتبعهما عامل الإسطبل سرا دون علم الأميرة وبعد رحلة طويلة وصلا إلى أهل قرية فقراء جدا أرادوا أن يقتلوا الثور المسحور ويأكلوه فمنعتهم الأميرة من ذلك ووعدتهم بالمساعدة بعد أن تتم مهمتها , حتى أنها قامت برهن تاجها الذهبي عندهم كرهينة وبعد كل هذا التعب وجد الثور المسحور العشبة فقال « لقد وجدتها وجدتها .. العشبه المطلوبة التي أراها في أحلامي دائما , ألعشبة التي ستعيدني بشرا من جديد» فقالت له الأميرة والسعادة تغمرها « هيا كلها ماذا تنتظر « فأكل الثور المسحور العشبة وانطلقت قوة رهيبة منه وضوء ساطع وردي ثم ابيض فإذا بالثور المسحور قد تحول إلى رجل شاب , سمين جدا , ذي شوارب كسعف النخلة ورأس أصلع كالبطيخة وعينين حولاتين « فصرخت الأميرة بأقصى صوتها اااااااااااه ماذا حدث من أنت « فقال لها « مولاتي شكرا لمساعدتك لي « فقالت « ماذا أنا ساعدتك ؟ أنت مستحيل ؟؟ أنا ساعدت أميرا وسيما وليس ... ليس... أنت» فقال لها من «قال إني أمير أنا لست أميرا أنا فلاح عادي « فقالت « لست أميرا فهمناها ولكنك قلت بأنك وسيم جدا مثل القمر بالليل والشمس بالنهار والساحرة غارت منك!!!!وأنت تبدو مثل ... مثل..» فقال لها» الساحرة حولتني هكذا لأنني ناديتها بصاحبة الأنف الطويل ولو لم اقل لك ذلك لم تساعديني» في هذه الإثناء جاء عامل الإسطبل وقال « شكرا سيدتي لمساعدتك أخي حولته الساحرة إلى ثور لأنه أساء إليها فجلبته إلى القصر لأنني لم استطع المرور من تلك القرية الفقيرة لأنهم كانوا سيأكلون أخي فوضعته في الإسطبل وأملت بأن يساعدني والدك.
بعد ذلك عادت الاميرة الى قصرها وخسرت معظم اموالها للناس الفقراء الذين وعدتهم بالمساعدة مقابل ان لا يأكلوا الثور وتعلمت ان لا تتكبر على الاخرين ولا تحكم عليهم مسبقا فتندم .
!!
جريدة الرأي
ابواب