في إحدى المرات جاءني شاب في عيادتي في مونتريال وقال لي: أنا لم أبكِ أي مرة في حياتي ولا أظن أنني أعرف حتى كيف أقوم بذلك"... ولما سألته عن السبب الذي جعله يعتقد ذلك، كان جوابه" أنا لم أرَ والدي يبكي ولا مرة في حياته وكان دائماً ما يقولن لي إن البكاء ليس من سمة الرجال ". وفي نفس اليوم قابلت شاباً آخر وقال لي :أنا أحتاج لمساعدتك فأنا أبكي بسهولة جداً وأخشى أن يظن الناس أنني ضعيف... فسألته عن سر هذا البكاء، فكان رده:

كان أبي وأمي يبكيان بسهولة سواء في حالة الفرح أو في حالة الحزن وكانا دائماً ما يرددان على مسامعي أن البكاء هو تنفيس عن العواطف".

هكذا نرى أن أحد الشابين قد جاءني ليتعلم كيف يبكي، والثاني ليتعلم كيف يتوقف عن البكاء، وقد تعلم كل منهما هذا السلوك عن طريق والديه.

قال فيليب زيمباردو في كتابه ضروريات علم النفس والحياة :نحن نتعلم في صغرنا القواعد العامة للحياة وطرق السلوك من نماذج الكبار المحيطين بنا "... فالأطفال يراقبون ويتذكرون ويتحمسون لتقليد سلوك الكبار كما أن لديهم القدرة أن يذهبوا لمدى أبعد من الذي يقومون بملاحظته وسماعه.








المرجع: قوة التحكم بالذات
اسم الكاتب: ابرهيم الفقي
دار النشر: المركز الكندي للبرمجة اللغوية العصبية
سنة النشر: 2000
رقم الصفحة: 104-105
كلمات مفتاحية: البرمجة السلبية – تغيير السلوك – البرمجة الإيجابية - العواطف
أرسل بواسطة: أحمد الخطيب
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=307