ذات مرة, وقع خلاف بيني أنا وشركائي مع شخص كان يقوم ببعض الأعمال لنا. ولذا, عقدنا معه اجتماعا, وبدأته بمحاولة إيجاد إطار إيجابي ذاكرا رغبتي في الخروج بنتيجة ترضي الطرفين, فذكر عدم اهتمامه بأي من هذه الأشياء. حيث قال: إن لدي هذا المال, وسوف أتمسك به أنا فقط, أريد أن يتوقف محاميكم عن الاتصال بي وإزعاجي. ولذا فقد بدأ بأسلوب الابتعاد عن الأمور. فقلت: (إننا نرغب في حل هذه المشكلة لأننا جميعا ملتزمون بمساعدة أنفسنا والآخرين على التمتع بحياة أفضل, وهو ما سنحققه إن عملنا معا). فقال (لسنا جميعا ملتزمين بمساعدة الآخرين. ولا أهتم بذلك مطلقا, كل ما أهتم به هو أن أخرج من هذا الاجتماع سعيدا) ومع مضي الوقت بتحقيق القليل من التقدم, أصبح واضحا أنه يبتعد عن الأمور, وأنه يقيس الأمور تبعا لمصلحته, ولا يوفق بين الأمور, وله إطار مرجعية داخلي, ولا يؤمن بالأمور إلا إذا شاهدها وسمعها بنفسه مع تأكيدها بصورة مستمرة.

لم تسهم هذه البرامج العليا في التوصل إلى أرضية يتحقق عليها تواصل كامل. لقد تحدثنا لساعتين دون إحراز تقدم, وأوشكت عندها على الكف عن المحاولة. ولكن خطرت في بالي فكرة رائعة, فغيرت في أسلوبي وقلت له (أتعلم أن نفس الفكرة التي تراودك تراودني أنا ثم بعد ذلك قمت بمحاولة ناجحة معه, فتخلصت من إطار مرجعيته الداخلي, الذي لم أستطع التلاعب به بالكلمات, وجعلته إطارا خارجيا من آجل أن أتحكم فيه. فقلت له:
(إن هذه الفكرة لدى هنا في عقلي، وأمامك الآن ستون ثانية, فلتتخذ قراراك وإلا ستخسر خسارة جسيمة, وأنا نفسي لن أخسر, أما أنت فستخسر) وانطلقت من هذه النقطة. فقلت له: سوف تخسر) (الابتعاد عن شيء ما) لأنك لا تعتقد بإمكانية التوصل إلى حل. حسنا, لقد كان ممن لا يوفقون, ولذا, بدأ في الاعتقاد في العكس, وهو وجود حل.

ثم بعد ذلك واصلت حديثي إليه قائلا: (من الأفضل أن تناقش الفكرة في داخلك (إطار مرجعية داخلي) إذا كنت مستعدا لدفع الثمن الذي يتحتم عليك دفعه يوما تلو الآخر نتيجة للقرار الذي ستتخذه اليوم، لأنني سأذكر للناس _باستمرار_ (استراتيجية إقناعه) الطريقة التي تصرفت بها هنا، وبما قمت به.

أمامك دقيقة واحدة لتتخذ فيها قرارك. فعليك الآن أن تقرر إذا كنت تريد أن تصل إلى حل, وإلا ستخسر كل شيء إلى الأبد. فلتخبرني لترى إذا كنت صادقا. قد تطلب الأمر عشرين ثانية قبل أن يهب قائلا: (انظروا أيها السادة لقد كنت دائما أرغب في العمل معكم. وأنا أعرف أن بإمكاننا حل هذه المشكلة) ولم يفعل ذلك وهو يشعر بالغضب أو الحنق. وقد خرج من الاجتماع بحماس, كما لو كنا أصدقاء قدامى.

وقال (لقد أردت فقط أن أعرف إن كان بإمكاننا أن نفهم بعضنا البعض) فلماذا كان ايجابيا إلى هذه الدرجة بعد مرور ساعتين كاملتين؟ (السر في ذلك, هو أنني (استخدمت برامجه العليا لحفزه, ولم استخدم في ذلك نموذجي عن العالم) إن ما قلته لهذا الرجل كنت سأعتبره إهانة لو وجه لي. لقد اعتدت أن أشعر بالضيق ممن يتصرفون بأسلوب يناقض أسلوبي حتى عرفت أن الأفراد يستخدمون برامج عليا وأنماطا مختلفة.









المرجع: قدرات غير محدودة
اسم الكاتب: انتوني روبنز
رقم الصفحة: 366-368
دار النشر: مكتبة جرير
كلمات مفتاحية: البرامج العليا (أسلوب العمل) - التحفيز بواسطة البرامج العليا
أرسل بواسطة: إدارة الموقع
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...il.thtml?id=32