اليوم ..اليوم اتخذ القرار
كانت ربة بيت و أم لأربعة أولاد، الابن الأكبر لديه 17عاماً و الثاني 12و الثالث 8 سنوات و الأصغر 5 سنوات، حياتها الزوجية مستقرة و هادئة. وفي يوم من الأيام وجدت نفسها محبطة ويائسة من حياتها، وبدأت تناقش إحدى صديقاتها عن المسؤول عن تحديد مصير الإنسان، هل هو الإنسان؟ أم هي الظروف؟! ، و توصلت مع صديقتها إلى نقطة هامة هي أن الإنسان هو الذي يحدد مصير نفسه وليست الظروف هي التي تصنعه, ثم توصلت إلى نتيجة هامةأدت بها إلى أن تسأل نفسها بصوت مسموع أمام صديقتها أسئلة صريحة في لحظة صدق مع النفس :
أين أنا على خريطة العالم؟ ماذا صنعت لنفسي؟ وماذا حققت لذاتي؟ وأين هي طموحاتي؟ وأحلامي وآمالي؟ الآن.. الجميع في سباق مع الزمن إلا أنا خرجت من المدرسة لكي أتزوج و أنا في سن السابعة عشر في الصف الثاني الثانوي، وجلست في البيت بعد الزواج و تفرغت لتربية الأولاد، صحيح أني أربي جيل و أخدم زوجي وأساعد كل فرد في الأسرة لكي يحقق هدفه، أما أنا فأين أهدافي ؟!و أين أنا من هذا كله؟!
وتقول عن نفسها أنها إنسانة فاشلة ما بدأت برنامجاً قط في حياتها إلا و فشلت فيه و لم تكمله :
• دخلت المدرسة حتى وصلت إلى الصف الثاني الثانوي و لم تكمل تعليمها.
• بدأت في تعلم الطباعة لكي تحصل على وظيفة و لكنها لم تكمل البرنامج.
• بدأت في تعلم الخياطة ووجدتها مهنة سخيفة و مملة، و توقفت بعد عدة أيام.
• بدأت العمل في حضانة الأطفال، وتركت العمل بعد عدة شهور نتيجة لبعض الصعوبات.
ولكنها أخيراً اتخذت القرار أن تغير في حياتها، و وضعت خطة بأن تستكمل تعليمها.
• في البداية واجهت بعض الصعوبات، لكنها تغلبت عليها، فكانت أول خطوة قامت بها أنها دخلت امتحان الثانوية العامة و نجحت بتقدير مقبول.
• الخطوة الثانية التحقت بالجامعة (كلية التجارة) حيث واجهت مجموعة من الصعوبات و لكنها تغلبت عليها جميعها، فكل مشكلة وجدت لديها الحل، وحصلت على البكالوريوس بعد أربع سنوات.
• حصلت على الماجستير في إدارة الأعمال بعد ثلاث سنوات دراسية في الجامعة.
• وهي الآن تحضر للدكتوراه !!
و تتجلى في هذه القصة الواقعية أهمية القرار، فباتخاذ القرار الجاد القوي انقلبت حياتها رأساً على عقب
و حققت النجاح في رسالتها الشخصية.
المفضلات