استمر و لا تيأس
كان في مقتبل العمر عندما اشترى قطعة أرض بمبلغ كبير، و اقترض من هذا المبلغ الجزء الأكبر كي يحقق حلمه و هو التنقيب عن الماس، وعندما علم أن هذه الأرض مملوءة بالماس و تحتاج إلى معدات و عمال، عزم على شرائها و لم يدخر وسعاً أن يجمع المال الذي ادخره في شبابه لكي يحقق حلمه، واقترض الجزء الباقي من البنك حتى يستطيع أن يبدأ المشروع.
و بعد أشهر من الحفر و التنقيب لم يعثر العمال و المهندسون على شيء، و يئس الرجل من الحصول على الماس فقرر التوقف و التخلي عن العمل ثم أنهى خدمات العمال و المهندسين و باع الأرض، و الآلات و المعدات بثمن زهيد, ثم دخل في موجة من الحزن نتيجة لخسارته... حتى أنه كان لا يغادر منزله و اعتزل الناس و الحياة العامة، حتى وجدوه ميتاً في بيته .
بعد عدة أيام من موته، اشترى الأرض شخص آخر و صمم أن يجد الكنز المخبأ في هذه الأرض و الذي يحكي عنه الناس.
وعيّن فريقاً من المهندسين والعمال وبنفس الآلات والمعدات، بدأ فريق العمل المهمة الشاقة, و بعد تسعة أشهر من التنقيب و العمل الشاق ليلاً نهاراً، بدأ العمال يجدون تباشير الماس على بعد عشرة أمتار بدءاً من المكان الذي أوقف فيه المالك السابق البحث و التنقيب عن الماس .
و أصبح المالك الجديد للأرض، بعد فترة وجيزة يمتلك أغنى مناجم الماس في البلاد .
و لو عرف الشخص الآخر كم كان قريباً من النجاح عندما توقف لما يئس أبداً و لأصر على النجاح .
والآن عندما تمسك بالورقة والقلم لتعلن ولادة رسالتك الشخصية في هذه الحياة, تذكر.... أنك وضعت البذرة الأولى في توازنك النفسي مع هذه الحياة الصاخبة، وبينما أنت تعيش وتحب وتتعلم وترنو إلى هدف سامٍ في عمل صالح وخالد إلى ما بعد موتك، تكون بذلك قد رويت بذرتك الأولى بالماء الطاهر....
المفضلات