إذا تحديت ذاتك، فإنك سوف تنمو وتتغير حياتك، سيكون استشرافك إيجابياً، ليس من السهل دائماً بلوغ أهدافك ولكن هذا ليس مبرراً للتوقف، لا تقل أبداً: أنا انتهيت.

ليكن طموحك عالياً.. جرب أشياء جديدة .. حاول دائماً .. تحدِ ذاتك.

يحتاج كل شخص شيئاً يطمح إلى تحقيقه، يمكنك أن تسميه تحدياً، أو هدفاً، هذا ما يجعلنا بشراً، إن التحديات هي التي حولتنا من أهل الكهوف إلى السعي لبلوغ النجوم.

إذا تحديت ذاتك، فإنك سوف تنمو وتتغير حياتك، ستشعر بالتفاؤل لمستقبلك.

ليس من السهل دائماً بلوغ أهدافك ولكن هذا ليس مبرراً للتوقف، لا تقل أبداً: أنا انتهيت. وإنما قل لنفسك: “يمكنني فعله وسأظل أحاول إلى أن أفوز”، في رأيي، هناك نوعان من التحدي، أحدهما هو أن أبذل أقصى ما أستطيع في العمل، والثاني هو أن أبحث عن مغامرة، أحاول أن أفعل كليهما، أحاول أن أمتد إلى أقصى حد..

وبالنسبة لي : فأنا مندفع.. أحب تحدي البحث عن أشياء جديدة وأفكار جديدة، فالبحث متعة.

واجهت أوّل تحدٍ كبير عندما كنت في الرابعة أو الخامسة من عمري حين ذهبنا في أحد فصول الصيف إلى الاسكندرية لمدة أسبوعين بصحبة عماتي وأحد أعمامي، عندما وصلنا إلى هناك، ركضت على الشاطئ وركزت في البحر، لم أكن أستطيع السباحة وراهنتني عمتي بمبلغ عشرة جنيهات بأنني لن أتمكن من تعلم السباحة بحلول نهاية العطلة، قبلت الرهان واثقاً من أنني سأربحه، كان البحر في معظم الأيام هائجاً وكانت الأمواج عالية، ولكنني حاولت لساعات، وكنت يوماً تلو الآخر أتخبط في الماء وإحدى قدمي في القعر، أصبح جسمي أزرق من البرد وابتلعت كمية كبيرة من ماء البحر ولكن لم أستطع السباحة رغم ذلك... قالت عمتي بلطف: “لا تهتم ، هناك دائماً السنة التالية”.

لقد خسرت الرهان وكنت متأكداً من أنها سوف تنسى الأمر في السنة القادمة.. وفي رحلة العودة إلى بيتنا في السيارة، نظرت خارج النافذة. كم كنت أرغب في تعلم السباحة، كرهت أن أخسر الرهان، كان يوماً حاراً وفي خمسينيات القرن العشرين كانت الطرق ضيقة جدّاً، لم نكن نسير بسرعة كبيرة حين رأيت نهراً، لم نكن قد عدنا إلى منزلنا وبالتالي ما زلنا حقاً في عطلة، عرفت أنها آخر فرصة لي للفوز.

صرخت قائلاً: “أوقفوا السيارة” كان والداي على علم بالرهان وعلى الرغم من أنهما من الواضح لم يكونا ليفعلا ما قلته حين كنت في ذلك العمر، فكرت في أن والدي عرفت ما أريد وكم كان الأمر يعني لي. فانحرف إلى حافة الطريق وتوقف وسألني: “ما الأمر؟ ”قالت أُمّي: “أكيد الرهان” ، قفزت خارج السيارة ونزعت ملابسي وركضت عبر حقل إلى النهر، وحين وصلت إلى حافة النهر، شعرت بالخوف، كان النهر يبدو عميقاً وسريع الجريان فوق صخور، كان هناك جزء موحل تشرب الأبقار منه، كان من السهل الوصول إلى الماء من هناك، أدرت رأسي ورأيت الجميع واقفين يراقبونني، ابتسمت أُمّي ولوحت لي بيدها وقالت بصوتٍ عالٍ “يمكنك فعله ”.
مشيت عبر الوحل وخضت في الماء، وما إن وصلت وسط الماء حتى علقت في التيار، غطست إلى الأسفل واختنقت، صعدت وجرفني التيار باتجاه مجرى النهر، أخذت نفساً عميقاً واسترخيت، علمت أن بوسعي فعله، وضعت إحدى قدميّ على صخرة واندفعت، وسرعان ما كنت أسبح، سبحت في دائرة صعبة ولكنني ربحت الرهان، سمعت العائلة تهلل فرحاً على حافة النهر، وعندما زحفت خارج النهر كنت منهكاً ولكنني فخوراً جدّاً، زحفت عبر الوحل لأصل إلى عمتي التي كانت تلوح بالجنيهات العشرة قائلة: “أحسنت”.