مشرف
- معدل تقييم المستوى
- 34
خطة رمي الحجر لاجتداب زمردة..!
خطة " رمي حجر لاجتذاب زمردة " على حد تعبيرها تعني أنك ترمي قطعة من الحجر لهدف اجتذاب زمردة مرمية من الآخرين. ومنذ القدم يعتبر التواضع لدى الصينيين من الفضائل الحميدة، لذلك يقولون دائما بعد ابداء ملاحظاتهم في المناسبات العلنية:" إنني طرحت هذه الآراء كرمية حجر خشن لعلها تجتذب زمردة يرميها الآخرون "
ويذكر أن قصة " رمي حجر لاجتذاب زمردة " جاءت أصلا في أسرة تانغ الملكية الصينية القديمة التي يرجع تاريخها الى القرن التاسع الميلادي حيث ظهر أثناء تلك الفترة التاريخية عدد كبير من الشعراء البارزين الذين تركوا كمية كبيرة من الأشعار والقصائد الرائعة المنتشرة جيلا بعد جيل حتى يومنا هذا. ومن بينهم الشاعر المشهور تشاو شوآن الذي كان يتوجه دائما الى أحد المعابد الجميلة المنظر بمدينة سو تشو شرقي الصين ليزوره وينظم فيه أشعارا وقصائد أثناء الاستمتاع بالمناظر الجميلة هناك. وكان يسكن بالقرب من المعبد شاعر آخر إسمه تشانغ جيآن، وعندما عرف أن تشاو شوآن غالبا ما يأتي الى المعبد ويكتب على جدرانه أشعاره، ذهب في يوم من الأيام الى المعبد وكتب سطورا من صدر البيت الشعري فقط على جدار المعبد ثم انصرف. وبعد يوم زار تشاو شوآن فعلا هذا المعبد، وعندما قرأ تلك السطور تأثر بها إلا أنه تعجب بعدم اكمال الشاعر لشعره هذا. فأخذ القلم وقام باضافة عجز البيت الشعري ليكون كاملا. وبعد أن قرأ الناس هذا الشعر المنظم من الشاعرين قدروه، كما أعجبهم أكثر نصفه الأخير التي كتبه تشاو شوآن. وعندما عرف تشانغ جيآن الخبر، قال إني كتبتُ النصف الاول باعتباره قطعة خشنة من الحجارة لاجتذاب النصف الأخير الذي أرى أنه رائع للغاية يشبه زمردة. ومنذ ذلك الوقت نشأ هذا المثل الصيني المشهور الذي يعتبر أيضا احدى الخطط التي تستخدم أيضا في العمليات العسكرية.
تطبيق خطة " رمي حجر لاجتذاب زمردة " في الأعمال العسكرية يعني عرض طعم صغير باعتباره خدعة لتنطلي على العدو. وهناك قصة حقيقية شهدت تطبيق هذه الخطة.
في عام 700 الميلادي، حيث كانت الصين في عهد الممالك العديدة المتحاربة. وكانت كل مملكة تسعى لتوسيع آراضيها بالقوة، ومن بينها مملكة تشو التي كانت تحاول دائما شن الحرب للاستيلاء على مدينة محاذية لها تُعرف باسم " جياو تشنغ " ورغم أن جيش مملكة تشو قوي، إلا أن مدينة جياو تشنغ تستند الى موقعها الجغرافي المتفوق وسورها المتين وحصونها المنيعة تدافع وتقاوم هجوم جيش مملكة تشو بكل بسالة وشجاعة. وبعد مرور أكثر من شهر لم يحقق جيش مملكة تشو أي تقدم. وأمام هذا الوضع جلس قادة الجيش معا يبحثون عن طريقة لتغيير الوضع. ورأوا أن مدينة جياو تشنغ قد أصبحت محاصرة منذ أكثر من شهر، ويبدو أن كل الامدادات فيها وخاصة الاخشاب التي تستخدم للتدفئة واعداد الأطعمة أصبحت قليلة غير كافية لاحتياجات العسكريين والمدنيين بالمدينة. فوضعوا حيلة ثم نفذوها. وفي اليوم التالي ارسلوا عددا من الجنود في أزياء مدنية عادية ليصعدوا الى الجبل القريب من المدينة لقطع الأشجار وجمع الحطب. وبعد أن شاهد ذلك الجنود داخل المدينة والذين يعانون نقصا شديدا في الحطب رأوا أن الفرصة قد حانت، فخرج بعضهم الى خارج المدينة واعترضوا طريق عودة هؤلاء الحطّابين المتنكرين، وخطفوا منهم الحطب وعادوا بها الى المدينة. وفي اليوم الثاني والثالث خرج هؤلاء الحطابون أيضا الى الجبل لجمع الأحشاب والحطب بينما أعترضهم أيضا جنود المدينة في طريق عودتهم وخطفوا الحطب منهم. ومع مرور الايام أصبحت يقظة قادة المدينة وحذرهم تتراخى بالتدريج وأرسلوا عددا متزايدا من الجنود كل يوم الى خطف الحطب من أولئك الحطّابين المتنكرين. وذات يوم خرج الكثير من جنود المدينة كعادتهم لخطف الحطب فهرب الحطّابون جميعا فطاردوهم الجنود، ودخلوا بعد ذلك الى موقع الكمين الذي تمت اقامته حسب الخطة التي وضعها قائد جيش مملكة تشو. وعندما نضجت الفرصة بدأ أفراد الكمين يهاجمون جنود المدينة وقضوا عليهم ثم توجهوا بسرعة الى المدينة التي أصبحت ضعيفة الدفاع بسبب خروج معظم الجنود منها فاحتلوها بسهولة. فاستولت مملكة تشو بهذه الحيلة على مدينة جيانغ تشنغ.
تستخدم خطة " رمي حجر لاجتذاب زمردة " كثيرا أيضا في المجتمع الحديث مثلا يريد بعض نجوم الفن والشخصيات الاجتماعية المشهورة توسيع سمعتهم وتأثيراتهم وزيادة فرص عرض صورهم وأسمائهم على الصحف وشاشات التلفزيون ووسائل الإعلام الأخرى فيصنعون عمدا أخبارا تتعلق بحياتهم العاطفية وحتى أن بعضها مختلق. ومع زيادة انتشار هذه الأخبار تزداد سمعتهم وشهرتهم. الأمر الذي يوفر لهم المزيد من الفرص لكسب المزيد من النوافع والأموال. أما في القطاع التجاري فتستخدم هذه الخطة أكثر لهدف تحقيق الانتصار على المنافسين وترويج السلع.
منقول...... الصين الدولية
Accept the pain and get ready for success
المفضلات