“الحياة ليست معقدة. نحن من نعقدها. إن الحياة بسيطة و الأشياء البسيطة فيها هي الأشياء الصحيحة” –أوسكار وايلد


لما كنا صغارا كانت الحياة أسهل، أليس كذلك؟ الحقيقة أن الحياة لا زالت سهلة وستبقى سهلة على الدوام. المتغير الوحيد في المعادلة هو أننا صرنا كبارا وكلما كبرنا أكثر كلما صعبنا الأمور على انفسنا.


لما كنا صغارا كنا نرى الحياة بعين حالمة لا ترى تعقيدات الحياة. كنا نعرف ما نريد ولم تكن لدينا أوهام عن الحياة. كنا نحب من يبتسم من الناس ونتجنب العبوسين. كنا نأكل لما نحس بالجوع ونشرب حين العطش وننام لما نحس بالتعب.


وكبرنا وصارت عقولنا وأرواحنا ملوثة بأوهام وتأثيرات سلبية تأتينا من الخارج. وصرنا نشكك في ما تمليه علينا قلوبنا وحدسنا. وكلما ظهر أمامنا عائق أو ألم ما سرعان ما نسقط. ولأن هذا قد تكرر كثيرا فإننا قد قررنا أننا لسنا بحاجة لأن نفشل مرة أخرى وعوض أن نحل المشكل الذي أدى بنا إلى الفشل فإننا قررنا عدم المحاولة من الأصل.


كنتيجة لهذا، صرنا نأكل الكثير من الطعام ونشرب الخمور لنملئ فراغنا الروحي. صرنا نعمل لوقت متأخر من الليل لنتجنب مشاكل البيت. صرنا نقبل بشَره على التسوق وعلى الألعاب ونخون أنفسنا والآخرين بصمت. وحينما لا ينفع التسوق فإننا نحاول أن نعيش فوق طاقتنا ونستعمل كذبات لنستر كذبات أخرى ونأكل ونشرب بشره فقط لنحس بأننا لا زلنا بخير.


ومع مرور الزمن، حياتنا تزداد جحيما وتزداد الهوة تتسع بين ما نعيشه وما نريده.
هنا بعض الطرق لتعرف ما إن كنت تعقد حياتك أكثر من اللازم وبعض الأفكار لتبسطها وتجلب اليسر والسهولة لحياتك.


1- تنتظر من الأخرين أن يعطوك إجابات أنت وحدك من يملكها
لفترة كبيرة من حياتنا، وخصوصا في طفولتنا، يوجهنا الآخرون بشكل دائم ويلقننونا كيف نفكر ويخبروننا بما هو جيد وما ليس جيدا…إلخ. أنت لم تعد بحاجة لهذه التوجيهات. ثق بنفسك واستفت قلبك. لأنك حينما تتوقف عن القيام بما يريده الآخرون وتبدأ باتباع قلبك وحدسك فإنك ستجد نا تبحث عنه

2- تترك الآخرين يلومونك لأنك تعيش الحياة التي تريدها ويحسسونك بالذنب لذلك.
ما دمت لا تجرح ولا تتعدى على أحد، عش حياتك كما تريد أنت. أحيانا نفقد ذواتنا ونحن نحاول أن نعيش لأجل شخص آخر، أن نرقى لتطلعاته وأن نبهره وننال إعجابه. أعد النظر في قراراتك إن كنت تفعل هذا باستمرار. عش وأحب الحياة وقم بما يجعلك سعيدا لأن العلاقات تنتهي غير أنك ستعيش مع ذاتك لبقية حياتك.


3- تسمح للأشخاص المضرين بأن يأخذوا أجمل ما فيك.
إنك لا ينبغي لك أن تشعر بالتأنيب لأنك طردت أشخاصا مضرين من حياتك حتى وإن كانوا أقربائك، اصدقائك أو من تحبهم. لا ينبغي لك أن تجعل في حياتك مكانا لمن يسببون لك الألم ويشعرونك بأنك دنيء وصغير. بإمكانك أن تسمح لهم بالبقاء إن هم بدأوا يحاولون أن يغيروا من طريقة تصرفهم. لكن إذا ما أصروا على أن يتهكموا على أحساسيسك ويعاملونك بطريقة غيبر جيدة فإن عليهم أن يرحلوا أو أن تطردهم

4. أنت تدور في دائرة من الدراما والحزن.

– كيف تريد لحياتك أن تتغير وأنت لا زلت تغتاب الآخرين وتسيء لهم باستمرار باللفظ والفعل؟ اجعل من اليوم يوما تتحدث فيه فقط عن إيجابيات الآخرين وكل ما هو جيد فيهم وتمتنع فيه عن ذكر مساوئهم وادع أصدقائك لأن يقوموا بنفس الشيء. وتستطيع أن تتجاهل بكل أدب من يرفض طلبك منهم. واعلم أن أشياء رائعة وجميلة ستحدث في حياتك ما إن تبدأ بالابتعاد عن السلبية ومن يروجون لها والاقتراب من الإيجابية. لا تتأثر بدراما الآخرين, مر بها بسلام وحافظ على توازنك وسلامك الداخلي

5. أنت تفسر ما يقوم به الآخرون بشكل سلبي (سوء الظن)
–صديقك الذي لم يرسل لك رسالة اليوم أو زميلك الذي ذهب للمطعم دون أن يدعوك. باستطاعتك أن تحس من خلال هذا بأن هؤلاء يحتقرونك أو يحسدونك أو لم يعودوا يهتموا لأمرك. لكن ما الذي أعطاك هذا الانطباع؟ إنك تقوم بربط هذه الأفعال البريئة بظنون سيئة وتأحذها على أنها شتيمة في حقك. فضلا منك, لا تفعل هذا بنفسك ولا تأخذ هذه الأمور وما شابهها على محمل شخصي. ولا تربط أفعال الآخرين البريئة بظنون سيئة. واجعل من اليوم يوما ترى فيه الجيد في كل من تلتقيهم (وإذا لم تستطع فاعلم أن الشيطان منعك )


6. أنت تخاف كثيرا من أن الآخرين قد يسرقون ما تملكه
. –اجعل هذا نداء يوقظك من سباتك, خصوصا إن كنت فنانا, كاتبا, مقاولا أو تلميذا ذكيا. في الحياة, ما نربحه من مشاركة المعرفة والمعلومات مع الآخرين أكبر بكثير مما نربحه حين نخفيها عنهم. لا تقلق بشأن الناس الذي يسرقون أعمالك. كن صادقا, خدوما وأتقن بشكل جيد ما تقوم به. حينها لن يستطيع أي منافس أن يتفوق عليك.


7. أنت تحاول أن تتنافس مع غيرك.
–إن حاولت أن تتنافس مع الآخرين فإنك ستصير سيئا(على الأقل معنويا). غير أنك إن حاولت التنافس مع نفسك (النسخة السابقة منك) فإنك ستصير أفضل. الأمر بهذه البساطة.


8. أنت تأخذ أكثر مما تعطي.
– أحد أفضل الوسائل لعلاج القلق وفقدان شخص عزيز هو بأن تعطي للآخرين وأن تساعدهم. تَطَوَّع. لا يلزمك أن تفعل شيئا ضخما أو عملا منظما لتفعل هذا: كلمة لطيفة, تشجيع لشخص ما, زيارة شخص وحيد أو مريض. ابتعد شيئا ما عن اهتماماتك الشخصية. لأنه في الحياة هناك نوعان من الناس: هناك المنفقون (مالهم, وقتهم…) وهناك الذي يأخدون باستمرار. المنفقون سعداء. أما الذي الآخرون فلا زالوا يبحثون بتعاسة عما في الأرض من جيد فيأخذوه.


9. أنت تركز على الشعبية على حساب الفاعلية.
ابحث عن الاحترام لا عن الاهتمام. لأنه يبقى طويلا وهو الأنفع في النهاية. قم بالأشياء التي لها نفع دائم (قليل دائم خير من كثير منقطع). وقبل كل شيء, لا تخلط بين الشعبية وبين التأثير الحقيقي لما تقوم به. أنت تكون مشهورا, يعني أنك صرت محبوبا لفترة من الزمن. أما أن تكون فاعلا ومؤثرا فيعني أنك قمت بخلق تغيير سيظل للأبد مهما كان بسيطا

10. تحاول باستمرار أن تحرق المراحل وأن تسلك أسهل الطريق.
افعل ما هو جيد لا ما هو أسهل. قم بالشيء الجيد حتى ولو لم يكن يعرف أحدهم. لماذا؟ لأنك ستعرف.


11- أنت تركز في في كل شيء ما عدا ما تعيشه الآن
. ـــ أنت لا تستطيع أن تغير الأمس، غير أنك تستطيع أن تفسد يومك بالقلق بشأن ما سيحصل غدا، كن حاضرا. الغد سيأتي في وقته تماما كما تكشف لك اللأمس.


12- أنت غارق في دوامة أخطائك.
— من المهم أن نسامح أنفسنا على أخطائنا ونحن بحاجة لأن نستفيد منها ونمضي للأمام. أعطي نفسك وعدا بأن لا تعرفها بماضيك. الحياة السعيدة والناجحة ليست تلك التي تخلو من المشاكل؛ بل هي تلك التي تكون قادرا فيها على أن تتجاوز أخطائك


13- أنت من الناس الذين إما أن يأخذوها كاملة أو أن لا يأخذوا شيئا (يا أسود يا أبيض)
–النجاح المثالي لا يوجد أبدا كما لا يوجد فشل كامل. لهذا فمحاولة أن تصف شيئا ما بتطرف (أبيض#أسود أو نجاح#فشل) هو محض مضيعة للوقت. ولتعلم أو الحياة هي سلسلة متصلة من اللحظات الغير مثالية المليئة بعدد لا نهائي من الفرص والاحتمالات. وقبل كل هذا، لا تدع النجاح يخترق عقلك وامنع الفشل من الدخول لقلبك.


14- تتوقع من الحياة أن تكون دائما سعيدة.
– العالم قد يكون مكانا صعبا. قد تعاني من الألم، الخيانة أو الفقدان. هذه الأمور قد تضيع عليك سعادتك، لكن، لا تفقد الأمل. فكر فقط في دائرة الين يان (في الصورة) والتي تعني في الفلسفة الصينية أن القوى المتضادة في اتصال دائم. في المعاناة، قد تجد القوة. وحين تفقد عزيزا عليك قد يجدد ذلك من تقديرك لحياتك وللآخرين الذين بقوا معك. أنت لا تستطيع أن تبعد التعاسة عن حياتك دون أن تُبعد معها السعادة.


15- تفكر باستمرار في أسوء السيناريوهات.
— أحيانا يقوم عقلك بربط أحداث بشكل غير منطقي. ويحدث أن تتوقع أن ألما في الحنجرة يهدد حياتك أو أن رخصة السياقة التي فقدتها ستسقط في يد شخص سينتحل صفتك ويسبب لك المشاكل.
إن تفكيرا سلبيا بهذا الشكل لا يجلب إلا السلبيات وسيبعدك أكثر عن السعادة وسينزلك للأسفل إن لم تستبدله بتفكير منطقي وبحسن ظن. وكل ما في الأمر هو : هل ترى العالم بنظارات الخوف والشك أم بنظارات الأمل والاستمتاع؟ أنت تختار. في كل الحالات، ستصل لقدرك ويبقى السؤال هو ما إن كنت تريد أن تصل له بابتسامة أم بتهجم.


16- تترك الخسارة تلتهمك.
— أحيانا يلزمك أن تعمل لسعادتك لأن بعض المنعطفات في حياتنا تكون صعبة التجاوز بالتفكير الإيجابي وفقط. هل أنت بحاجة لأن تسامح أحدا؟ هل أنت بحاجة لأن تخرج من علاقة فاشلة؟ الحياة مليئة بالخسارات. لكن، السعادة لن تكون ممكنة دونها. إن تساعدنا على أن نقدر ونستمتع بالأوقات الطيبة وأن نكبر وننمي أنفسنا. إن كنت تضحي لأجل أن ترى النور في حياتك، اعلم أنك لست وحيدا. ابحث عن شخص يتفهم احتياجاتك وشاركه همومك ونجاحاتك واجعله يدعمك. لا تدع الخسارة تلتهمك.


17- أنت تتجنب مواجهة الحقيقة.
— الحقيقة لا تختفي بمجرد أن نهملها؛ إنها تبقى موجودة. لن تستطيع أن تجد السلام بتجنب الحقيقة. عليك أن تحس بها. اجمع مخاوفك ونقاط ضعفك وضعها تحت الضوء وتقبلها. إن ألم مواجهة الحقيقة سيعود عليك بالربح في الأمد البعيد، أقسم لك بذلك.


18- أنت تؤجل اتخاذ قراراتك.
— القرارات السيئة تكون في الغالب أفضل من القرارات الغير متخذة. عدم اتخاذك القرار يؤجل المشكل وفقط؛ أما القرارت الخاطئة فهي تعلمك كيف تتخذ قرارات جيدة مستقبلا. في النهاية، سنقوم غالبا بالندم على الفرص التي لم نستفد منها والعلاقات التي تجنبناها والقرارات التي انتظرنا كثيرا لنتخذها