هي كذلك كما قرأتها .. نعم أتحدث إليك .. و أدعوك .. أبحث عنك في عينيك ..
( جيد ,ليس فعليا لكن بما أنك بدأت قراءة هذا المقال فافتح عقلك وكن مستعدا لما سأقوله ) ,أنه ليس لك فرصة لتفعل شيئا قيما .


أخبرك أنه إذا كان باستطاعتك قراءة هذا المقال حتى النهاية ,و النظر للقائمة وأن تدعي الثقة في نفسك ,فيجب أن تقلق قليلا ..


في الواقع، يجب أن تكون قلقا للغاية ,وأن تترك كل شيء وتسأل نفسك فورا عن الهدف من وجودك على هذه الأرض. ابحث عن مرآة، تأملك جيدا ,أنظر في عيونك وارفع يدك واصفع وجهك ..


أ فعلتها ؟ كرر هذا حتى تشعر به في كل حواسك ,ثم واصل قراءة المقال عندما تكون مستعدا .


أنا أحدثك عن مهارات الحياة صديقي ,صديقتي!




أنا لا أتحدث عن الدراسة بجد ,ولا عن ماذا تقوم به يوميا .. أنا لا أتحدث عن التدخين والتسكع والسهر والوقت الذي تضيعه أمام المواقع الإجتماعية .


أنا أتحدث عن خروجك من غرفتك ,عن تحركاتك ,عن الأشياء الأخرى التي تقوم بها من مهارات , مغادرتك لمنزل أسرتك ,تركك لعملك , وإنتقالك بهدف اكتساب خبر أكثر فعالية من ذي قبل .


خبر ومهارات باستطاعتك تطويرها في عالمك الحقيقي ,خارجا عن فقاعة أمان والديك ,وذلك النظام التعليمي المدمر .


المهارات التي وجب أن تكون على استعداد لدفع الثمن للحصول عليها. المهارات التي أصبحت مهددة بالإنقراض .


المهارات التي لا يمكن تدريسها في الفصول و لا وجود لها في الكتب المدرسية ,تلك المهارات التي لا يمكن اكتسابها إلا بالعمل الدؤوب والسعي ,وتعلم كيفية الطيران بعد القفز من جرف مرتفع .



مهارات لا تستطيع تطويرها إلا عندما تجد نفسك الحقيقة ,عندما تضع نفسك على خط واحتمالية الفشل .


المهارات التي لا يمكن أن تطورها إلا عندما تكون على استعداد لخوض غمار المخاطرة بكل ما تملك من أجل شيء واحد مذهل .


المهارات التي تعتقد أنها حتى الان لديك ..


في الأساس , ما أحاول أن أخبرك أنه في هذه اللعبة المسماة الحياة ليس هناك فرصة ..
#. لأنك لم تفشل بما فيه الكفاية


لأنك مرتاح في وضعك الحالي ولأنك اخترت عدم المحاولة .


لأنه من السهل التحدث عن تعلم شيء جديد (البرمجة مثلا) بدلا من تعلمها فعلا .
لأنك تعتقد أن كل شيء صعب أو معقد للغاية لذا سوف تقرر أن تتجاوزه أو أن تؤجله للغد .
لأنك تكره وظيفتك لا تريد إستبدالها لأنه من السهل أن ترفض شيئا على أن تقوم بتغييره .
لأنني أفشل ,أتعلم كيف أوجهني نحو الأمام ,كعملية صلب المعادن ,أضع نفسي في النار لألين لأستطيع تشكيل سيف مشحوذ مصقول من شأنه أن يقطعك في النصف إن لم تكن مكافئا له في الصلابة .


#. لأنك تهتم بما يعتقده الاخرين عنك


لأنك تعتقد أنك تكون مختلفا فقط عندما تكون مختلفا بنفس الطريقة التي يختلف بها الاخرين .


لأنك تخشى أن تظهر نفسك الحقيقية لكي لا يشهد لك العالم , تعتقد أن بما أنك تحكم على الناس فهم بدورهم أيضا سيحكمون عليك .


لأنك تهتم بالأشياء التي لديك على الأشياء التي قمت بها .


لأن أثناء إنفاقك للمال على الملابس الفاخرة والسيارات ووجبات الطعام المبالغ فيها ,سأقوم بالإستثمار في نفسي , وأثناء محاولتك للتناسب مع العالم سأجعل العالم يتناسب معي .


لأني وبكل تهور وجرأة سأفرض نفسي على العالم .سأكون في مأمن من اراء الناس عني .فالراحة في معرفة واستكشاف الإستثنائية .


#. لأنك تعتقد أنك ذكي أكثر مما تبدو


لأنك فعلت ما فعله الجميع ,ودرست ما درسوه وقرأت ما قرؤوه ,لأنك عملت وتعلمت ما أجبروك عليه لتجتاز الإختبارات ,اعتقدت أن بهذا أصبحت ذكيا .


لأنك تعتقد أن التعليم لا يتم إلا بالمدارس .


لأنه حين كنت تدرس في الكلية ,كنت أدرس أنا الحياة , لأنه بدلا من التعلم عن العالم في أحد الفصول اخرج وتعلم من خلال معايشته .


لأنني أعرف أكثر مما درسته في ورقة بالجامعة ,فالذكاء ليس فيما تعلمته وإنما في كيف عشت .


لأنني يمكنني أن أجتاز إختباراتك إن أردت ,لكن لا يمكنك الوقوف ولو للحظة لمواجهة اختبارات الحياة .


تلك الإختبارات التي لا تقيم بالدرجات . اختبارات تصنف بشرط واحد بسيط : البقاء على قيد الحياة!.


#. لأنك لا تقرأ


لأنك لا تقرأ الأمور المطلوبة منك أو لا تقرأ شيئا على الإطلاق .


لأنك تعتقد أن التاريخ ممل والفلسفة غباء .


لأنك تفضل الجلوس ومشاهدة برامج أو أشياء لا جدوى منها بدل اشتكشاف أشياء جديدة ,والغوص في عقل شخص اخر والتجوال في حياتهم في محاولة فهم أفضل للعالم من حولك .


لأنك ترفض الإعتراف أن كل هذه القوة التي بالعالم أتت من كلمات الذين عاشوا قبلنا ,أي أن شيء بإمكانك الحصول عليه ما عليك إلا البحث بين الكلمات في الكتب المتوفرة الان أكثر من أي وقت مضى .



لأنك ربما لا تقرأ هذا المقال إلا لأنك تشعر أنه يتوجب عليك قراءته .


لأن الناس التي تقرأ تعلم هذه الأشياء بالفعل .


لأنك تستطيع أن تقود حصانا إلى الماء ولكنك لن تسطيع إجباره على الشرب .


#. لأنك تفتقر الفضول


لأنك تسمع الأخبار من ثرثرات التلفاز ووائل الإعلام الأخرى التي توججها الدولة , لأنك لا تسأل نفسك هذا السؤال البسيط ” ماذا لو كان هذا كله كذب ؟ “,ولا تتقبل احتمالية أن ربما هو كذلك .


لأنه ربما وسائل الإعلام هدفها أن تبقيك مشتتا .


لأنك تعتقد أنني أعلم كل شيء وترفض أن تكون لا تعلم أي شيء .


لأنه حين كنت مشغولا في لعب كاندي كراش والمزرعة السعيدة ,كنت أنا أقرأ عن الإنفجار العظيم وميكانيكا الكم .



#. لأنك لا تسأل كثيرا


لأنك لا تسأل نفسك . لأنك لا تفهم قوة الأسئلة في الحياة , لأنك لا تعترف بالإختلافات ,لأنك تقف مع ما تعرفه أمام ما يتلوه عليه شخص اخر من حقيقة , لأن ليس لديك القدرة على السؤال في واقعك ,لأنك تفصل البقاء في رتابتك .


لأنني أعلم أنك ستعطيني كل المعلومات لأدمرك عندما أتيح لك الفرصة لتتحدث .


لأني أدرس سلوكيات الإنسان وأنت تتجاهل الجميع إلا نفسك .


لأن السيطرة لا تأتي بقدف الناس وإنما من الهيكلة الصحيحة للأسئلة.



#. لأنك لا تستطيع تقبل الحقيقة


لأنك ترفض أن تعترف بأنك لا تعرف حتى الأشياء التي تعرف.


لأنه ليس هناك مقال على الأنترنيت من شأنه أن يعوضك عن الوقت الذي بذرته .


لأنه حتى وإن قلت لك كل شيء يمكن أن يكون مختلفا غدا , ستنتظر الغد ثم تخطط ماذا ستفعل .


لأنك تعتقد أني إذا لم أعترف لك فأنا لم أعرفك بعد .


لأنك كنت تسير غافلا عن العالم من حولك , تجهل واقعك مغمضا عينيك مديرا وجهك عنه ,فلو تذوقت لأدركت كيف أن الواقع جميل .


لأنك ستصبح مدمنا في لحظة . غير قادر على سحب نفسك من حلمة الحقيقة .


في النهاية غير قادر على فهم نفسك ولا ما حولك .


وأخيرا يجب أن تعلم أن الشيء الوحيد الذي بمقدوره تغيير كل شيء هو أنت .