(كلنا نعاني من التوتر بين الحين والآخر، ولا يوجد ما يخيف في هذا الأمر، لكن كيفية التعامل مع التوتر هو الذي يحقق الفرق).
كارول تركنجتون
الضغوطات الكبيرة قد تؤذي نفوسنا، وتعطل من طاقتنا، وتضعف معدل إنجازنا، (ففي عام 1977م، قامت مؤسسة العلوم الدولية بالولايات المتحدة بدراسة، توصلت فيها إلى أن التوتر هو أحد المشاكل الرئيسية التي تؤثر على حياتنا اليومية، وأنه يمكن أن يؤدي إلى القصور النفسي والجسمي والاجتماعي، كما أنه يتسبب في خسارة 10 مليون دولار سنويًّا، تنفق على أسرَّة المستشفيات، وعلى أيام بدون عمل، أو كتعويضات صحية).
وكذلك التوتر القليل جدًّا؛ فإنه لا يكسب النفس صلابتها في مواجهة التحديات، ولا يُصقِل مهاراتك حتى تصل إلى النجاح وتحوز التميز، فلابد أن تمر على جسر الضغوطات والمعاناة في سبيل النجاح والتميز.
ولذا، فعليك بالقلق أو التوتر الحميد، الذي يخبرنا عنه الدكتور عبد الكريم بكار، فيقول: (القلق إذا زاد على حد معين أربك المرء، وشلَّ فاعليته، لكن إذا ظل في حدوده الطبيعية؛ فإنه يعد منشطًا قويًّا للخيال، إذا وُظِّفَ في العثور على بعض الحلول، أو ارتياد بعض الآفاق الجديدة).
وحتى نتعامل مع التوتر لابد من خطوتين هامتين:
1. كيف نعالج التوتر؟
2. كيف نقي أنفسنا من التوتر؟
أولًا ـ كيف نعالج التوتر؟
1. التوكل على الله تعالى وتفويض الأمر إليه
2. اليقين في تفريج الله لهموم الإنسان.
3. تقوى الله عز وجل.
4. تفويض المهام إلى غيرك.
5. التنظيم والتخطيط الجيد.
6. التوقع لتلك المواقف التي قد تصيبك بالتوتر، أو قد تخلق ضغوطات متزايدة عليك، والاستعداد لها مسبقًا.
7. راحة ذهنية لمدة دقائق.
الواجب العملي:
وإليك ـ عزيزي القارئ ـ جملة من النصائح الغالية، من أجل التخلص من تلك التوترات والضغوطات الزائدة عن الحد، ومن أهم تلك النصائح ما يلي:
1. اسعِ في تفويض المهام التي يمكن لغيرك القيام بها.
2. تنفَّس بطريقة 4-2-8 بمعنى أن تأخذ شهيقًا ببطء وعد حتى 4، ثم احتفظ بنفَسك وعد 2، ثم أخرج الزفير ببط من الفم وعد حتى 8، وقم بتكرير هذا التمرين 10 مرات.
3. رتب أولوياتك.
4. مارس هواية تحبها، واجعل لها وقتًا كل يوم، حتى ولو لدقائق معدودات.
5. نَفِّس عن مشاكلك وهمومك، بأن تناقشها مع شخص تثق فيه وفي آرائه، أو بأن تكتب حول المشكلة التي تصيبك بالتوتر، وأن تدوِّن بعض الأفكار حول كيفية التعامل مع تلك المشكلة.
6. احرص على تناول الغذاء الصحي المتوازن، وخذ قسطًا كافيًا من النوم، وقلِّل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل القهوة والشاي؛ فهي تزيد من التوتر على عكس ما يعتقد الكثيرون.
ثانيًا ـ كيف نقي أنفسنا من التوتر؟
إن الإنسان الناجح يحتاج إلى كمية كبيرة من الطاقة لكي يستطيع أن يبذل الجهد المطلوب للنجاح، وهذه الطاقة لا يمكن الحفاظ عليها بدون تغذية سليمة، وتنفس صحيح.
التنفس السليم:
يقول الدكتور "ووبر" الحاصل على جائزة نوبل في علم وظائف الخلايا: (إن الأوكسجين ضروري لتكوين خلايا صحية سليمة، وإن نوعية الحياة التي تعيشها يحددها نوعية خلايا جسمك).
أنواع التنفس: وهناك نوعان من التنفس، وهما:
النوع الأول: التنفس التفريغي: وهو التنفس الذي ينقي خلايا الدم من أي شائبةٍ قد تتسبب في انسدادها، وطريقة التنفس التفريغي:
1. استنشق من الأنف حتى العد إلى 4 واملأ الرئتين بالهواء.
2. احتفظ بالهواء داخل الجسم حتى العد إلى 10.
3. فرغ الهواء ببطء من الفم حتى العد إلى 5.
4. كرر التمرين بحيث تزيد من مدة الاحتفاظ بالهواء داخل الجسم وتقوم بتفريغه في الزفير في نصف المدة التي احتفظت بها، فمثلًا إذا احتفظت بالهواء لمدة 14 عدة فليكن الزفير لمدة 7 عدات، ولو احتفظت بالهواء لمدة 20 عدة، فقم بالزفير لمدة 10 عدات، وهكذا.
النوع الثاني: التنفس لتوليد الطاقة: ويكون كالتالي:
1. استنشق الهواء من الأنف حتى العد إلى40 .
2. فرغ الهواء من الفم حتى العد إلى 4، وكأنك تقوم بإطفاء شمعة.
3. قم بهذا التمرين 10 مرات.
قم بممارسة هذين التمرينين يوميًّا، مرة في الصباح، ومرة في منتصف اليوم، ومرة في المساء.
المفضلات