أعتقد أننا جميعا نسعى لنيل شيء ما في هذه الحياة، والذي بالحصول عليه نعتقد أننا سننال جزءا لو بسيطا من الترضية النفسية، وكلما كبر هذا الحلم ازداد التشويق في حياة الفرد، وكلما اقتربنا من الحصول عليه زادت هذه الفرحة، هذا الشيء المرغوب فيه أو هذا الحلم هو الذي نصطلح عليه الهدف . لكن القليلون إن لم نقل القليلون جدا هم الذين يرافقهم العزم والصير والمثابرة، ويتسلحون بالإيمان بالقدرة على بلوغ مسعاهم هذا؛ لذلك رأيت من الواجب ولو باختصار توجيه من يرغبون في التخطيط لأهدافهم لبلوغها عبر جملة من الخطوات، والتي تتمثل غالباً في
1 الإيمان: معنى هذا أن الشخص إذا أراد بلوغ هدفه فعليه أولا وقبل كل شيء أن يتأكد من أن هذا الهدف يمثل إيماناً عميقاً لديه، أي أنه هدفه هو وليس هدف شخصٍ آخر أعجبه فانقاد وراءه، لأن هذا الجزء من التخطيط هو الذي يرفع المعنويات على طريق الإنجاز، أو يحطم الإنسان إن هو اكتشف في منتصف الطريق أن هدفه لم يكن من إيمانياته وإنما كان بالأحرى من بقايا ما تأثر به من الآخرين
2 الواقعية: من أكبر ما يحرر الباحث عن بلوغ أهدافه في الحياة وإنجاز مشروعاته هو عنصر الواقعية إذ يستحيل على الإنسان الجري واللهث وراء سراب لأنه مهما بلغت سرعته فهو لن يصل تماما. ومن السهل التأكد مما إذا كان هدفك واقعيا أم غير ذلك، إذ أن الهدف الواقعي يقاس بقدرة تطبيقه على الواقع وبمدى توفر الوسائل المفضية لبلوغه، وما دون ذلك فهو من قبيل اللاواقعية
3 الصياغة الإيجابية: إن من أبلغ ما يدفع الإنسان نحو السعي لتجسيد أحلامه فعلاً على أرض الواقع هو أن تكون الجملة التي يصيغ بها أهدافه إيجابية وليس خلاف ذلك، مثلا أن يقول : سأطور قدراتي البدنية، فهذا سيوحي له بكل الإيجابية التي تولدها اللياقة البدنية. لكن لو حدث العكس وقال:سأفعل كل ما في وسعي لأقلع عن التدخين، فإن هاجس التدخين سيظل يطارده حتى وإن تمكن فب الأخير من الغقلاع فعلا، غير أن الطريق ستكون أطول والهواجس فسه أكثر
4 تحديد زمن الإنجاز: إن معظم الأهداف تنقسم إلى قصيرة، متوسطة وطويلة المدى، فبالنسبة للأولى التقسيم الزماني لها لا يكون مطلبا ملحا دائما، في حين المتوسطة والطويلة فمن المؤكد أنها تحتاج أن تجزأ إلى أقسام زمنية إما بالأسابيع أوالأشهر أو حتى بالسنوات. وهذا ما يجعل من تقسيمها مرحلياً أدعى لتنفيدها بسرعه ودقة
5 تجهيز الاحتياجات: لا يمكن للأهداف أن تنجز فقط بالأفكار، بل لا بد لها من وسائل وحاجات تتأرجح بين المادية والبشرية، فطبيعة هدفك هي التي تقرر نوع الاحتياجات والوسائل
6 المعرفة العامة بالهدف: من الضروري جدا بل من الحيوي أن تكون على دراية بطبيعة هدفك، من حيث الصعوبة في الإنجاز والسهولة، من حيث البساطة في التركيب والصعوبة، من حيث القابيلة للتطبيق من عدمها، فهذا من الضرورة بمكان أن يجعل هدفك يوميا ببين عينينك فيسهل عليك التحفز لإنجازه والإحساس بالانجداب غليه، كما يقول ستيفن كوفي: إنطلق والنهاية أمام عينيك. ومما يجعله بين عينيك فعلا هو معرفتها حقا
أسأل الله، في الأخير، أن أكون قد بينت ولو بإيجاز بعض ما تستدعيه عملية تحديد الأهداف، وكيفية تجسيدها مبدئيا. وأسأل الله ان ينفع بها كل باحث عنها. وبالله التوفيق.