لماذا لاتتحاور مع أبيك؟
يسعى بعض الأبناء الى آبائهم,أو يسعى إليهم آباؤهم,ويفتحون باباً لحوار في مشكلة,ويفضي الابن بما في صدره,أو يسعى إليه والداه لجره الى منطقة الصدق,ويعده الأب بأن ماسيقوله سيكون محل حفظ ولن يطلع عليه احدأ,ثم يفاجأ الابن بأن ماأفضى به أصبح نهباً مستباحاً,ويعرفه كل من في البيت أو الآخرون!!ويطوي الابن الألم في صدره,ولكنه قد تعلم درساً,وهو ألا يفضي بما لديه للأب أو للأم,ولن يصدق وعودهم بعد ذلك!!
ومن ثم ينبغي أن يشعر الابن بانفتاح قلب وعقل أبيه,وأن هذا القلب مستودعاً أميناً للسر,يحفظ فيه الابن اسراره,ويفضي بهمومه,وهو مطمئن ألا يطلع عليه أحد.
وقد يكون نقض مااتفق عليه الأب بألا يفي بوعوده التي قطعها على نفسه.
2- ليس عندهم استعداد
الحوار مثل لعبة تنس الطاولة,لابد أن يتبادله الطرفان!! وكثيراً مايحجم الأبناء عن الحوار مع آبائهم,لاستشعارهم بأن الأب أو الأم ليس لديه استعداد للحوار,ويشعر المرء بحاجته الى فهم هذه الكلمة والمقصد منها,وماذا يقصد الأبناء بعدم الاستعداد؟وكيف كونوا هذه الفكرة عن والديهم؟
نعم..الحوار مع الأبناء ليس مصادفة,إنه حقيقة في حاجة الى استعداد,استعداد في تناول الموضوع كأصدقاء,إلا مايتعلق بالأمور الحاكمة والحساسة,وحتى هذه المنطقة لابد أن يتعرف الابن على طريقة تفكير أبيه,وكيف بنى وجهة نظره,والأشياء التي يستند إليها,والحوار مع الأبناء يتطلب استعداداً في الإنصات والاستماع الجيدين,والا يتم في إطار مناخ تحكمه قواعد السيطرة,وأن يتعود الآباء أن يكون حوارهم مع الأبناء في جو هادىء لايتعجل الوصول الى قرار.
3- يذكروننا دائماً بأنهم أكبر منا
نعم,نحن أكبر من أبنائنا!!ولكن ليس معنى ذلك ان نأخذ لهم قراراتهم,أو نحمل إليهم هذه الكلمات دائماً وكأنها سيف مسلط على رقابهم,(ليست لديكم الخبرة الكافية,ليس لديكم الوعي الكامل بما تفعلون...),إنه إحساس بغيض!!
وأتساءل حقيقة: لماذا نطلب نحن هذا الإحساس ونلح عليه,وأبناؤنا يعترفون به طواعية في قرارة أنفسهم؟
يقول أحد الشباب : (الآباء غالباً يعترضون على أسلوب الأبناء,وذلك لاختلاف طريقة التفكير بين الجيلين,كما أن معظم الآباء يريدون من الأبناء أن يتصرفوا كما يريدون هم,دون النظر الى رغباتهم وأحلامهم وطموحاتهم,أو حتى مجرد الاستماع إليهم والحوار معهم,حتى يستطيعوا أن يصلوا الى نقطة التلاقي التي تقرب وجهات النظر,وهذا بدوره يؤدي الى لجوء الأبناء الى أصدقائهم وزملائهم للاستماع إليهم,ولطلب النصيحة والمشورة,ومن الطبيعي أن يكون هؤلاء الأصدقاء من نفس المرحلة العمرية التي ينقصها بالتأكيد الخبرة والتجربة,وهو ما قد يؤدي الى أن يتصرف الجميع في النهاية بشكل خطأ أو لايرضي الآباء,والأفضل أن يقترب الآباء من أبنائهم,ويستمعوا إليهم,ويعملوا على وجود حوار دائم بينهم,حتى لايفاجئوا بشيء او تصرف لم يتوقعوه,أو خطأ يصعب إدراكه أو علاجه).
فمن الضروري في الحوار أن نشعر من أمامنا بأنهم متساوون معنا في الحقوق,ونتبادل الصواب والخطأ معهم,ومن هنا يرحبون بالحوار معنا,ويفضون إلينا بمكنونات صدورهم.
4- لا أجد الوقت
هل هناك وقت أثمر مما ننفقه على أبنائنا في الحديث معهم والإنصات لهم,وتحليل مشكلاتهم,والخوض في أمانيهم وطموحاتهم؟!
قد تقول : صحيح ماتقول,لكننا اصبحنا في هذا العصر عصر الضغوط نلهث لتلبية متطلباتهم.
ولكن سيدي كيف للمتطلبات المادية أن تشبع احتياجاً نفسياً لأبنائك؟!
أراك لست محتاجاً الى أن أنصح نفسي وإياك,بأن أبناؤنا هم الامتداد الطبيعي لأنفسنا,ولذلك فكل وقت يحتاجونه ولايعطى لهم,هو إنفاق في غير مكانه.
الأمر الذي يدعو المرء الى أن يرتب أولوياته ويـتأمل احتياجاته المادية والترفيهية,وأن يكون على قمة هذه الأولويات الحوار الفعال مع الأبناء,حتى لايشتكي أبناؤنا من ضيق أوقاتنا.
5- ابي متدين وأنا اريد أن أحيا شبابي
أحياناً,ومن فرط رغبتنا في أن يسلك أبناؤنا نفس مانعتقد,نغالي في هذا الاعتقاد,ونتعامل معهم غير متفهمين لأعمارهم السنية وإدراكهم,ونجبرهم على مانعتقد,حتى يؤدوه أمام أعيننا,وهم يرون المجتمع من حولهم والأصدقاء معهم
في تيار آخر,ومن ثم يكره الابن نموذج الأب ومايعتقد,حتى وإن كان هذا تدينا!!
ولذلك ينبغي أن نفهم ديننا وعقيدتنا بصورة صحيحة,تدعونا الى أن نفرق بين مانصمم عليه مع أبنائنا ومانتركه لهم من مساحة,وينبغي أن نتأمل كلماتنا معهم,فالأحكام الشرعية متعددة,تبدأ من المباح,وتنتهي بالحرام,ومابينهما مساحة واسعةينبغي أن يتفهمها كل أب.
6- اخاف منه
الخوف من رد فعل الأب قد يصبح معوقاً أساسياً في تردد الابن في فتح الحوار مع أبيه,إننا لانبوح بما في صدورنا إلا بعد أن نقيم ردود فعل الآخرين,وهكذا يفعل الأبناء.
فإذا اردت لحوارك مع أبنائك أن يستمر فتنبه الى ردود افعالك لحديثهم,حتى وإن عبرالأبناء عن مشكلة,فينبغي ان تكون هادئاً قدر الإمكان,فهذا سيجعله أكثر جرأة على البوح والحديث,ومن ثم تتدارك مشكلاتهم قبل أن تتفاقم.
ومن بين الأشياء التي تساعد أبناؤنا في الصدق معنا ألا نعاقب فور السماع,إنما نتفهم المشكلة وندرسها سوياً.
إن أبناؤنا لابد أن يمروا بتجارب في حياتهم ويخطئون حتى يصيبوا ويتعلموا من هذه التجارب,ولانبالغ إذا قلنا :إن هذه التجارب الحياتية تعد أكبر معلم يثري صاحبه.
فلماذا لانتعامل مع هذه الأخطاء بروح المودة؟
إن الأخطاء التي يقع فيها أبناؤنا ونحن بخبراتنا نقف بجوارهم,أفضل الف مرة من أن يمروا بهذه الأخطاء وهم في معزل عنا,ويتحدثوا فيها الى أصدقائهم وهم يفتقدون الخبرة مثلهم.