موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
طاقة الحياة كما يسمونها.. هل تغير عالمنا
طاقة الحياة كما يسمونها.. هل تغير عالمنا؟
للدنيا قوانين و سنن تحكمها.. عرفنا نحن البشر الكثير من تلك القوانين إلا أننا دوماً ننسى القانون الأهم و هو القانون الأكثر قوة.. إنه الإيمان..
حينما خلق الله العالم صار من العدم بقوله كن.. هكذا استودع الله في هذا العالم من روحه قوة و سراً عظيماً.. تلك القوة و ذاك السر الذي يدب في جوف الحي و الجماد.. فهل يمكن أن نرى قوة القانون هذا في حياتنا؟
أجل يمكننا رؤية القدرة في أبسط الأشياء.. يمكننا أن نرى قوة الخلق في أيدينا.. فقط انظر إلى يدك و دقق النظر و لاحظ ما فيها من مسارات و خطوط و علامات.. لاحظ تفريعات الخطوط تلك و الفواصل الغريبة التي بالجلد.. إنها تبدوا كتفريعات النبات و تشققات الجبال و الأحجار و تفريعات و سريان الأنهار! ترى هل هي صدفة؟ ليست صدفة فالسبب بسيط أن هذا العالم مكون من ذرات تتراص حسب شحناتها بأشكال هندسية صغيرة جداً على مستوى النانو حتى تكون المادة العضوية التي من البروتينات و غيرها.. كل الكائنات الحية نشأت من تشكيلات هندسية حتى الفيروس له بلورات قمة في الجمال.. و السبب أن كل العالم خرج حسب نظريات نشأة الكون من انفجار عظيم تراكمت مادته و تطورت.. تلك القوة التي أدت إلى تراكيب مختلفة قمة في الدقة تتراكم لتكون منظومة أكبر..
الطبيعة تتحدث دائماً نفس اللغة.. و من خواص هذه اللغة تقسيم الشيء إلى ما هو أبسط و تكوين المعقد من البسيط و تكراره كظهور تفريعات من فرع رئيسي ثم تتفرع فروع أخرى ففروع أخرى إلى اللا نهاية من الدقة.. و هذا النظام يسمى Fractals و يسمى في الهندسة بال Fractal Geometry و هو ما نراه في أرجاء الطبيعة و بالأخص في أيدينا. إن قوة الحدث قد تغير العالم كله كالفراشة التي تضرب بجناحها مغيرة الأحوال الجوية في العالم محدثة الأعاصير Butterfly effect فإذا قام الإعصار لا يمكن الوقوف أمامه.. كذلك يصعب الوقوف أمام الطوفان أو البركان بعد التهابه.. لا يمكن أن تقف أمام البركان لكن يمكنك أن تستغل قوة البركان و تستفيد منه.. كما يمكنك أن تذلل الشلال في توليد الكهرباء..
الإنسان يعمل بنفس الأسلوب و كل كائن حي.. فحينما يجري حصان و يراه حصان آخر يمكن أن يجري.. فإذا أثاروا جموع الخيل سيجري الخيل كله و هي ظاهرة تعرف بال positive feedback و هي تراكم الحدث بمعدلات متضاعفة.. كذلك يمكنك أن تتألم أو أن تسكن ألمك.. فحينما تحترق يستمر الألم بشدة و يزداد الاحتراق و الالتهاب.. فهل يمكنك أن تسيطر على الاحتراق؟ هل يمكنك أن تسيطر على الألم؟ نعم يمكنك ذلك بقوة أكبر.. بالاقتناع بأنك لا تتألم و أنك تعالج نفسك فحينها يبدأ الجسد بمعالجة نفسه و على عجل.. كذلك يمكن مواجهة التوتر و الاكتئاب.. كل ما في الأمر اليقين في القدرة حتى تتم مواجهة الألم بتراكم نتيجة الحدث لا الخوف منه و الهلع..
يمكن توليد طاقة عظيمة من الجسد فقط باليقين في ذلك و يمكن أن تقاس ككهرباء ستاتيكية عالية التردد إلا أن البداية دائماً تكون أصعب شيء.. فحينما تحاول التركيز و الاسترخاء لن تركز و لن تسترخي بالإصرار و العناد و إنما يكون الاسترخاء بالاسترخاء عن طريق الاسترخاء نفسه و اليقين في النتيجة..
أجل يجب مواجهة الألم بالأمل.. و العجز بالإنجاز.. حينها تتفجر منا هذه الطاقة العظيمة لنغير أنفسنا و عالمنا.. هذه الطاقة التي لا يمكن لأحد الوقوف أمامها لأنها تخرج من الأعماق لتغير العالم..
لنحمل الخير إلى العالم و نقدم له الأفضل بسر القوة و القدرة التي وهبها الله سبحانه و تعالى فينا.. لتنتصر فينا قوة الخير و تعم على العالم كله..
المفضلات