خاصةً والقرآن يخاطب الذين آمنوا ليكونوا عبادا الله عزوجل بالاختيار , يقول تعالى في مستهل سورة الانسان
انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا
فهؤلاء الذين يتيقظون فى رمضان ثم ينتكسوا , وما حدث ذلك معهم الا أنهم نزلوا منزل المحاسبة غمضة عين ، فكيف اذا إطمأن ونزل منزل المحاسبة وأجال فكره وخاطره؟ لاشك أنه سيكون منتفعا أكثر بكثير من رجل نزل ثم خرج
أركان منزل المحاسبة وصفاته
كثيرمن الناس يرجع ولا يعرف لماذا رجع , ويُدبِرُ ولا يعرف لماذا أدبر , والسبب أنه لم يعرف معنى المحاسبة ومعنى النفس ...فكل كلمة لها أكثر من معنى, فمثلا تختلف قيام العشر الأواخر من رمضان فى بلاد المسلمين , وهناك من لا يقوم من رمضان الا ليلة واحدة هي ليلة 27 على اعتبار انها ليلة القدر , وذا كان لا يعلم الغيبَ الا الله عزوجل , فمن أدراك أن هذه هى ليلة القدر؟ ويا ترى؟أنحن أسعد بهذه الليلة أم الذين سبقونا بيوم؟ أم الذين تأخروا عنا بيوم ؟ وحتى تريح نفسك , لا تكن كالذى يعبدُ على شفا جرف هار , فهل هو يتملق ربه فى هذه الليلة ؟ أفيخدع الله عزوجل ؟ هذا لم يعرف معنى محاسبة النفس
واذا كان النبي صلى الله عليه وسلم معلمنا الخير قد أمرنا أن نجتهد فى العشرة الأواخر كلها , فمن أقامها كلها فقد أصاب ليلة القدر حتما, لقوله عليه الصلاة والسلام
هي ليلةٍ وِتريّةٍ تحرُّوها في العشر الأواخر من رمضان
وعلى اعتبار أننا قد لا ندرك الليلة الوترية فعلينا أن نقوم العشر الأواخر كي نضمن اصابتها
هذه ليست فزورة, خاصةً بعدما اختلف المسلمون على بداية شهر رمضان , فكل يصوم على هواه
ما معنى محاسبة النفس ؟
هاتين الكلمتين مثل الشجرة لها أصل وفرع , وأما الأصل فهو النفس فهل تعرف شيئا عن نفسك ؟ وهل تعرف شيئا عن النفس عموما ؟
فأما النفس فهى ظلومة جهولة , هذا هو أصل خلقتها , ويزول ظلمها وجهلها بقدر ما يدخل عليها نور الوحى ، فاذا كانت ظلومة جهولة فلن تأمرك بخير أبدا, كما قال تعالى في سورة يوسف
إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربى
ولنلاحظ فى هذه الآية الكريمة : إنّ – واللام حرفان تأكيد – أتيا مؤكدان فى ثلاث كلمات فقط ، أي : هى هى لا يأمر بالسوء غيرها إلا ما رحم ربى وعصمها ونفعها بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم
فالانسان ظالم بطبعه , لكنك تجد من هو عفيفا حليما متسامحا ... لماذا ؟؟ لعلة ما ، فالعلة على عدة أوجه
إما أن تكون في تقوى الله وخشيته وهي من أعظم العلل
وإما أن تكون جبنا وخوفا ممن هو أقوى منه فأظهر العفة وأظهر المسامحة
وإما أن تكون تملقا ونفاقا لتحصيل مصالح دنيوية لا ثواب لها بالآخرة
واما واما عد من العلل ما شئتِ
لكن النفس فى الأصل ظالمة والحلم طارئ , وقد وصف الله عز وجل الانسان بهذين الوصفين اللازمين , يقول تعالى في آية ختم بها سورة الاحزاب
إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال ف؟أبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا
هكذا خُلِق الانسان, قال تعالى
والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا
ثم يُدْخِل عليه من أنوار الوحى وكلام النبى ما يزيل هذا الجهل
ما هو الكلب العقور ؟
اذا كانت نفسك التى بين جنبيك كلبٌ عقور , والكلب العقور هو الذى يعض
يقول العتابى رحمه الله: مررت بذيل راهب فناديته : أيها الراهب ..أيها الناسك ، فلم يرد على أحد فقال : يا صاحب الذيل فخرج الي, وقال : ماذا تريد ؟ قال : ناديت عليك مرة فلم تجيبنى ، قال : لأنك ناديتنى بغير اسمي , فأنا لست راهبا ولست ناسكا , أنا كلبٌ عقور حبست نفسى فى هذه الصومعة كى لا أعقر الناس
، اذن! فنفسك التى بين جنبيك كالكلب العقور متى تركت لها الحبل على الغارب عقرت الناس جميعا
فتخيل أن لديك كلب عقور اذا لم تربطه فى حبل أو عمود آذيت الناس جميعا
ونفسك كذلك .... أتترك هذه النفس هكذا ؟
هذه هى النفس التى أهملت النظر اليها , والتي أهملت رعايتها وأهملت محاسبتها ، ولذلك لو لم ينتبه العبد الى نفسه , يمضى الى الله عز وجل خاسرا اذاً لابد من محاسبة هذا الكلب العقور
كثير من الناس يريد محاسبة نفسه ولكنه لا يدرى من أين يبدأ ولا من أين ينتهى ولا كيف يرتب أفكاره, واذا لم يرتب المرء أفكاره لا يستطيع أن يقول كلاما مرتبا معقولا مفهوما
دليل المحاسبة في كتاب الله
أولا - بقوله تعالى في خواتيم سورة الحشر
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون
وفي قوله تعالى قي سورة القيامة 2
ولا أقسم بالنفس اللوامة
قال الحسن البصرى رحمه الله : لا تجد المؤمن إلا معاتبا نفسه ، ان تكلم بكلمة قال لها : ماذا أردتِ بهذه الكلمة ؟ أردتِ وجه الله أم أردتِ الناس ؟ وان أكل الأكلة قال لنفسه : ماذا أردتِ بهذه الأكلة ؟ تأكلي وتشربي وتصحي لتتم لكِ الشهوة ؟ أم لتتقوي على عبادة الله بصحة؟ واذا شرب الشربة .......وهكذا
أما العاجز فيمضى قُدُماً لا يُعاتب نفسه ، وهذه النفس اللوامة لا تدع المؤمن يهنأ بشئ أبدا, نجده دائما يعاتب نفسه ويلومها : ماذا فعلتِ ؟ أيُرضبك هذا ؟ كيف تقولى لربك غدا اذا لقيتيه ؟ أكسرت قلب هذا وهذه ؟ وظلمت هذا وهذه ؟ وغششت هذا وهذه؟ وهكذا لا تدعه يهنأ لا بنومة ولا بأكلة
وقد أشار النبى صلى الله عليه وسلم الى هذه النفس اللوامة أى نفس المؤمن التى تلومه دائما فقال فى الحديث الذى رواه الترمذى وأحمد وحسنه الترمذى من حديث النواس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبوابٌ مفتحةٌ، وعليها ستورٌ مرخاة، وعلى رأس الصراط داعٍ، يقول: هلم -عباد الله- إلى الصراط ولا تتعوجوا، وفوق الصراط داعٍ ، كلما أراد الإنسان أن يفتح باباً قال: ويحك ! لا تفتحه؛ فإنك إن فتحته تلجه ... فالصراط : الإسلام، والسوران: حدود الله عز وجل، والأبواب : محارم الله تعالى، والداعي على الصراط : كتاب الله عز وجل، والداعي من فوق الصراط : هو داعي الله عز وجل في نفس كل مسلم
وهذا حديث صحيح، وهو من أجمل الأحاديث وأعذبها، وهو كثير الفوائد! والمقصود من ضرب المثل : تبيين الفكرة المجملة؛ لأن العمل بالشيء فرعٌ عن تصوره، فإذا تصورت الشيء عملته
دائما يسمع الوعظ ونفسه تلومه ، فتأمل أخي و أختي في الله هذا المثل ما أروعه وما أعجبه
ما من عاصٍ يفعل العصيان إلا وهو يعلم أنه عصيان ، فاذا قلت له لم فعلت ؟ يقول : لا أدرى , بل كل انسان بصير بنفسه وبما يفعل ولكن كلما سألته يلقى معاذيره .. يعتذر يقول ما كنت أعرف ..اشتبه عليّ ، ولكن أنت فى حقيقة الأمر تعرف نفسك جيدا ، بقول تعالى في سورة القيامة
بل الانسان على نفسه بصيرة ، ولو ألقى معاذيره
فهذا الواعظ فى داخل نفسك كلما انتهكت محارم الله , يقول لك : ويحك ، لا تفتح الباب فانك متى فتحت الباب ولجته, واذا دخلت على محارم الله عذبك
كان السالفون من الفضلاء لا يتركون أنفسهم بلا محاسبة .. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فى بستان فابتعد عمر عني وبينى وبينه حائط فسمعنه يقول
بخ بخ عمر بن الخطاب أمير المؤمنين ، والله يا ابن الخطاب لتتقين الله أو ليُعذبنك
يُسمع نفسه الكلام ....أحيانا تكون المعانى بداخل قلبك لكن تحتاج أن تسمعها قلبك
وما ينسب الى عمر رضي الله عنه أنه قال
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا , وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم , وتزينوا ليوم العرض الأكبر يوم تعرضون على الله لا تخفى منكم خافية
هناك راوٍ ثقة اسمه سعيد بن السائب الكوفى ، قال عنه تلميذه سفيان بن عيينة رحمهما الله
ما رأيت أسرع دمعة من سعيد ، كان يبكى دهره كله , إن صلى فهو يبكى , وإن طاف فهو يبكى , وإن رأيته فى الطريق فهو يبكى , فعاتبه رجل على ذلك, فقال له سعيد رحمه الله : هذا بدلا من أن تلومنى على تقصيرى وتفريطى فانهما قد استوليا عليّ
فلما رأى الرجل منه ذلك تركه كان يجزئه أن تحركه فقط حتى ترى دموعه كالقطر ، يكفى أن تقول له : اتق الله
ما الذى جعل قلبه ساخناً فذرف الدمع الثخين ؟
هكذا تكون المحاسبة - محاسبة النفس
وهذا العرف بالله - إبراهيم التيمي رحمه الله - يعطينا صورة رائعة عن استغلال الوقت في الدنيا قبل الندم عليه في الآخرة, فيقول
مثلت نفسى فى الجنة آكل من ثمارها وأشرب من أنهارها وأعانق أبكارها ، ثم مثلت نفسى فى النار أعانى من حرها وأشرب من صديدها وأتوجع من أغلالها ، فقلت يا نفس ماذا تريدين ؟ أي وهذه النفس في النار
قالت : أريد أن أرجع الى الدنيا فأعمل صالحا فقال : أنتِ فى الأمنية فاعملي , أنتِ مازلتِ على قيد الحياة فاعملي
واذا قيل للمجرم وهو على شفير النار ماذا تريد ؟ لقال كما ذكر الله عز وجل
ولو ترى اذ وُقُفُوا على النار فقالوا يا ليتنا نُرَد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين
والله عزوجل اعلم بهم , هو ربهم الذى فطرهم وخلقهم وهو خبير بنفوسهم وهو سبحانه وتعالى يعلم انهم لو رُدوا لعادوا لما كانو عليه لقوله تعالى
بل بدا لهم ما كانوا يُخفون من قبل ولو رُدوا لعادوالِما نُهوا عنه وانهم لكاذبون
كيف خفت المحاسبة على السلف الأول وكبرت علينا ؟
ذلك بسبب الجهل التام بمعنى المحاسبة ، فيا أيتها السائرة الى الله تبارك وتعالى وترجين النجاة غدا وترجين أن تسيرى بنفس قوة دفع الايمان بعد رمضان ولا ترتدى على أدبارك مهملة غدا اعلمى معنى المحاسبة واعلمى أن للمحاسبة ثلاثة أركان : فهى مثل الفندق له ثلاثة أعمدة تقوم عليها فما هى ؟
أولا- أن تقيس بين نعمى الله عزوجل عليكِ وبين جنايتكِ ، وتجرى المقارنة
ثانيا: أن تعلم ما لله عزوجل عليكِ من حق العبودية ووجوب الطاعة واجتناب المعصية ، أى تعرف ما لكِ وما عليكِ فتؤدى ما عليكِ
ثالثا : أن كل طاعة عملتها فرضيتِ عن نفسكِ فيها فهى عليكِ , وأن كل معصية عيّرت بها غيركِ فهى اليكِ
فاذا أردت أن تحاسب نفسكِ فلتعلم أن حسابكِ لنفسكِ اليوم مهما كان مُراً فهو أخف بكثير جدا من أن تقف بين يدى ربكِ عزوجل , يقول لكِ : فعلت لك فماذا فعلت أنت ؟
والمسألة ليست مسألة عتاب خالٍ من الجزاء ، فعلت لك كذا فماذا فعلت أنت ؟ لا جواب ..وفعلت لكِ ماذا فعلت ؟ لا جواب ...فى النهاية هى النار ..فهو عتاب بعده جزاء
العاقل الذى يعلم أنه لابد أن يصل الى منزله فى يوم من الأيام لا يهمل أبدا هذه المحاسبة
أول شئ يلجم لسانكِ ويكسر قلبكِ ويجعل بصركِ خاشعاً قى الأرض : أن تقيس بين نعم الله عليكِ وبين جنايتكِ ، هذا الركن فى الحقيقة كافٍ جدا لانهاء المسألة قال تعالى في سورة ابراهيم
وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الانسان لظلومٌ كفار
وقوله عزوجل
وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفورٌ رحيم
هذه الآية انتهت بأن الله غفور رحيم , لأنه سبحانه لو آخذنا بما قصرنا لعذبنا جميعا
هنا فى هذه الآية الكريمة لفتة طريفة للعلماء كلمة نعمة هى مفردة فأنت لا تستطيع أن تعد ما بالنعمة الواحدة من النعم فكيف بالنعم كلها ؟؟ سبحان ربى الخلاق العليم
فالعين هذه نعمة واحدة ولكن تشمل على نعم كثيرة .. الحدقة –الشبكية- الخلايا الدمعية , الرموش بحركتها الدائمة لتوزيع الدمع والتخلص من الشوائب دون أن تتضايق من هذه الحركة المتصلة .........الخ
كذلك نعمة البنكرياس والكبد والقلب ...والمخ , ما هى هذه الذاكرة التى تحفظ القرآن كاملا ولا يتفلت حرف وتتذكر أحداث 50 أو 60 عاما مضت
قال أحد الباحثين أنه لو أحضر ورقة بحجم الكرة الأرضية بملايين المرات لرسم خلايا المخ على أن تكون كل خلية تساوى سن قلم (نقطة ) لن نحيط بعدد خلايا المخ
وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها أن الانسان لظلوم كفار
كل هذه النعم بين يديك أيها الانسان ! وتذهب لعبادة صنم أو حجر ! حقا انك لظلوم كفار
وما بكم من نعمة فمن الله ثم اذا مسكم الضر فاليه تجئرون
فكل نعمة عليك هى من الله عزوجل , ولكن يجب أن تعرف أن كل نعمة يكون فى مقابلها عمل وشكر فهى منّة , والا فهي حجّة
مثال
أعطاك الله نعمة الأولاد وحرم آخرين , فاذا أديت الحق الذى عليك فى تربية الأولاد كانت منّة , وتصل بهم الى الدرجات العليا من الجنة ، فكلما يعمل ابنك حسنة يضعها الله عزوجل فى صحيفتك, وهذا معنى قوله تعالى في سورة المدثر
الذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من أعمالهم من شئ كل امرئ بما كسب رهين
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الرجل ليصل الى الدرجة فى الجنة يقول يارب ما عملت لها ؟ قال : هذا باستغفار ولدك لك ولابد ان يكون الولد صالح حتى يُقبل منه
وإذا لم تقوم بما أوجبه الله عز وجل عليكِ من رعاية النعمة كانت حُجّة عليكِ
لقوله صلى الله عليه وسلم
يُؤتى بالرجل يوم القيامة فيقول الله عز وجل له : أي فُلْ ألم أذرُكَ ترأس وتربع وأُزوجك النساء وأركبك الخيل والابل؟ أين شكرك ؟ قال : أي ربى نسيت ، قال : اليوم أنساك
نرى كثير من العباد يلومون الله عزوجل على ما نزل بهم من ابتلاء فيقول: لم أنا تحديدا يارب ؟ ماذا فعلت لأُبتلى ؟ ويعترض على قضاء الله مع أنه سبحانه يوم ابتلاه بهذه المصيبة ليرجعه ويعيده عن معصيته , فهلا رجع ؟ وهلاّ قال أنا مخطئ ؟ وهلاّ اعترف بالذنب؟ وهلاّ قال: اللهم بك أستجير فاكشف عنى ؟
ورحم الله من قال
الهي بك أستجيرُ ومنْ يُجيرُ سواكَ؟ .... ارحم ضعيفاً يحتمي بحماكَ
يا ربّ قد أخطأتُ فاغفــــــــرْ زلّتي ..... أنت المجيبُ لكلِّ مَنْ ناداكَ
جاء أحدهم لأحد العلماء يشكو الفقر فقال له : أتريد سمعك بمئة ألف ؟ قال : لا, قال له : أتريد بصرك بمئة ألف ؟ قال : لا . قال له : ورجلك ويدك وقلبك ........الخ قال : لا . قال له العالم : عندك كل هذه المليارات وجئت تشكو الفقر ؟
المفضلات