وهم التدريب وحقيقة الواقع

[سعد مسعود]

تحية للجميع

هناك شيء من الحقيقة في" سحر التدريب" لأن فلسفة التدريب تهدف إلى" تغيير ذاتي" إلى تطوير قدرات...التدريب إذا كان فعالا فهو يحدث انقلابا في شخصية المتدرب وفي حياته العملية...وهذا له علاقة بتاريخ التدريب في الغرب الذي كان من أهدافه الجديدة لزيادة الإنتاج خلق إنسانية في أوساط العمل .

الانجراف لا أراه فثقافة التدريب في العالم العربي ما تزال تحتاج إلى تفاعل أكبر ولكن أتفق معك في أن محتوى بعض الدورات لا يناسب حتى أن تحضرها فما بالك أن تؤدي مبالغ مالية عليها...ولكن هذا راجع لمسؤوليتنا أيضا في حسن اختيار المدرب والمادة التي سيدربها.

الركض وراء الاعتمادية الأجنبية له علاقة بهويتنا.

التدريب رسالة أم وسيلة لجمع المال : لا أرى أي تناقض بين الرسالة والوسيلة المذكورة إذا كنت ذا مصداقية مع نفسك ومع رسالتك....خاصة في زمن ترك الباحثون والمثقفون وصانعو التغيير الفكري مهملين ولم يعط لهم أي اعتبار لا مادي ولا معنوي...والله هناك من الباحثين في العلم من تركوا البحث والفكر إلى اهتمام بضروريات العيش مع الأسف ..


بعد دخول صرعة التدريب هل زاد علمنا ؟ هل أصبحنا أقوى؟ هل فرضنا أنفسنا على الآخرين بشكل فعال؟

هل تظن سيدي أننا حقا دخلنا صرعة التدريب لكي نجيب على الأسئلة التي تلي ؟ أنا لا أظن أننا دخلناها حتى يتعمم التدريب على أكبر شريحة من المجتمع العربي ولا يتحقق ذلك إلا إذا كان هناك وعي وعمل سياسي واجتماعي ينهض للتغيير ومن بين أعمدته التدريب.


التدريب كما كثير من الأشياء في حياتنا هو سلاح ذو حدين ..أنت تحسن أو تسيئ استعماله.


تساؤلاتك سيد سعد في محلها ..وطبيعي جدا أن نطرحها في أجواء التدريب الحالي الممارس في العالم العربي الذي مازال يقاوم هذه الثقافة بشتى الطرق ...وهي ثقافة ليست غريبة عنه...إلا أنه تناساها في خضم التخلف..

قال الأستاذ محمد بدرة : لا تعليق ولكن أجد أن جوابه يلخص أهم النقاط التي علينا الأخذ بها في هذا المسار:

التفاؤل لكي نتقدم ..

نبدأ بتغيير أنفسنا كمدربين ...

ولنغير ...

الشكر الكبير لك الأخت (صليحة الطالب ) عندما كتبت هذه المشاركة كنت أظن نفسي أنه لا يوجد الكثير ممن يتفقون مع رأيي ولكن الآن بعد المشاركات وجدت نفسي اتفق مع الكثيرين في هذا التوجه

[brahim]

السلام عليكم و رحمة الله

شكرا للأخ الفاضل سعد مسعود الذي طرح الموضوع بكل شجاعة و جرأة .

بداية أقول بأن التدريب رسالة حضارية راقية جدا ...
و الذي عقد العزم على السير في هذا الطريق ... لا بد أن تكون له أهداف سامية و نبيلة , و أن يكون قدوة لغيره , و يكون محفزا لهم , و دليلهم و مرشدهم الى طريق النجاح الحقيقي الذي يتجاوز بكثير المعنى المادي أو المهني ....

هكذا عرفنا مدربينا الذين تدربنا على أيديهم و استفدنا منهم الكثير ......

أما من يتفحص الواقع .... فيجد الغث و السمين , يجد المدرب الذي لا هم له إلا جمع المال و لو على حساب التدريب و المبادئ ......

و تجد المدرب الذي يبحث عن الشهرة و السمعة على حساب التدريب ....
و تجد المدرب الذي يبحث عن .......و .........و.........

نحن لسنا ضد أن المدرب يجب أن يقبض أجرا
و لسنا ضد أن يروج المدرب لنفسه , أو لبرامجه

و لكن المهم .....

نريد فاعلية المدرب
نريد عائد التدريب الواضح في نفوس المتدربين , و نمط تفكيرهم , و سلوكاتهم ,
نريد التغيير في المجتمع نحو الإيجابية , و الفاعلية , و و و و و

و هذه ليست مسؤولية المدرب وحده
هي مسؤولية المدرب و المتدرب , و الأسرة و المدرسة و المنظومة التربوية , و الوزارات الوصية عن التربية و الثقافة و شؤون المجتمع ككل .....

و في اعتقادي أن الشرارة الأولى يجب أن يطلقها المدرب

و لكي يكون في المستوى يجب أن

يتحلى بالإخلاص
تكون له أهداف واضحة من التدريب
يتعهد المتدرب أن يكون قدوة في نفسه , و أن يحسن من نفسه , و قدراته , و ثقافته باستمرار ....


و في الأخير نقول : ليس مهما أن تكون للمدرب صولات و جولات و نشاطات متعددة .....و لكن المهم أن يسير في درب التدريب بخطا ثابتة , يخطط جيدا , يعرف وظيفته و أهدافه جيدا , و الأهم أن يطور من أدائه بالحضور المستمر للدورات و القراءة و متابعة كل جديد .....

هذا باختصار رأيي المتواضع في هذه القضية .... و أدعو جميع المدربين للنقاش