أياً كان الشكل الذي ستتخذه نظرية المستقبل، فإن على معظمنا، أن نفيد ما أمكن من النظريات التي بين أيدينا. ومع اعترافنا، بأنها جميعاً تقصر عن الوصول إلى النظرية المثالثة الواجب توافرها، فإننا نتساءل عن الفائدة التي يمكن أن نجنيها منها؟
لنظريات التعلم المختلفة - بالنسبة لمعظمنا - فائدتان أساسيتان: أحداهما هي تزويدنا بمجموعة من المفردات، وبإطار إدراكي، لتفسير أمثلة التعلم التي نلاحظها. وهذه أمور هامة بالنسبة لكل إنسان متنبه للعالم الذي يحيط به. أما الثانية، وهي متصلة بالأولى اتصالاً وثيقاً، فهي اقتراح حلول للمشاكل العملية. صحيح أن النظريات لا تعطينا الحلول ولكنها مع ذلك توجه انتباهنا إلى التحولات ذات الأهمية الأساسية في إيجاد الحلول.
في هذا التجوال الطويل نسبياً عبر النظريات خلال هذا المساق يكمن خطر كبير، ألا وهو خروج أحدنا بخليط من الانطباعات - بعضها مفيد ومثير طبعاً - ولا يرقى إلى درجة الصورة المتكاملة لنظرية التعلم الصحيحة.
مهما حاول الإنسان أن "يلتزم جانب الحقائق" فإنه ميال إلى اختيار بعض الحقائق على حساب غيرها، وأن يعمم متخطياً حدود الحقائق التي يملك، وهو يعد ميال إلى الحديث عن عمليات لا يستطيع ملاحظتها مباشرة. ولذلك فإن اختيارنا ليس بين حقائق ونظريات بل بين نظريات ضيقة وأخرى أوسع. وثمة تعميمان نستطيع القيام بهما بشيء كثير من الثقة. أولهما هو أن النظريات الضيقة يكون لها خط أكبر من الدقة من النظريات الواسعة. فكلما ازداد طموح صاحب النظرية إلى شمول حالات عديدة بنظريته قلّت الإمكانية في أن تنطبق نظريته انطباقاً على حالة معينة. وثانيهما هو أن النظرية تكون أكثر دقة إذا اعتمدت حوادث تجريبية . إن معظم مفسري التعلم يعتبرون أن النظرية المثالية المستقبلية في التعلم لابد أن تكون نظرية واسعة ودقيقة . (1)
ونتيجة لقراءاتي المتواضعة عن نظرية التعلم القائم على الدماغ تكوّن لدي شبه يقين بأن فيها تكمن الإجابات التي نبحث عنها لمعالجة المشاكل العالقة في عملية التعلم. وهذا ما دفعني لتناول هذا الموضوع في هذه المادة التدريبية التي تحاول أن تساهم في توضيح معالم هذه النظرية وكيفية توظيفها في عملية التعلم .
أهداف المادة التدريبية :
تسعى هذه المادة إلى تحقيق جملة من الأهداف وهي:
1. التعرف على آلية عمل الدماغ.
2. التعرف على ماهية نظرية التعلم القائم على الدماغ.
3. التعرف على العناصر الايجابية والسلبية في بيئة التعلم .
4. التعرف على أهمية تطوير الدماغ في مرحلة الطفولة المبكرة.
5. التعرف على كيفية توظيف نظرية التعلم القائم على الدماغ في العملية التعلمية التعليمية.
المفضلات