عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 23
عام جديد وأمنيات جديدة للمرأة
عام جديد وأمنيات جديدة للمرأة
ساعات ونطوى صفحة العام الماضى بما فيها من ذكريات وأحداث جميلة وأحداث سيئة، وغالبًا ما يكون لدى الجميع الكثير من الأمنيات والطموحات التى نتمنى أن نحققها فى العام الجديد، ولكن تختلف حدة تلك الطموحات والأمنيات من شخص إلى آخر بل ومن الرجل للمرأة، فالنساء هم أكثر تطلعًا لعام جديد وتفاؤلاً بقدومه عن الرجل، ويرجع ذلك إلى مدى الضغوط التى يواجهها الرجل فى حياته العملية، ويكاد الرجل فى بعض الأوقات أن يتذكر قدوم العام الجديد، وأيضًا تختلف الأمنيات من عام لآخر ومن فترة زمنية لأخرى وخاصة الأمنيات العاطفية للنساء فإذا تذكرنا الفترة من الخمسينات إلى السبعينيات كانت أحلام المرأة فى تلك الفترة الزمنية فى قمة البساطه والسهوله فكانت كل أمنياتها أن تتزوج من رجل ذى أخلاق ومن عائلة طيبة.
ويستطيع أن يحافظ على المنزل وأن ترزق بأطفال وتسعى لتربيتهم بأفضل ما يكون، ولكن فى بداية الثمانينيات وأوائل التسعينيات ومع الانفتاح الاقتصادى أصبحت أمنيات المرأة العاطفية تختلف عما سبق، فبدأت المرأة فى التفكير بشكل مادى أكثر فكانت تنتظر عريس مودرن ومتفتح وذو قدرات مالية عالية، والحقيقة حتى لا نظلم المرأة، فقد كانت تلك أيضًا شروط لعائلتها فمن يتقدمون لبناتهم، ومع بداية الألفية الثانية كانت الأمور تطورت قليلاً مع تطور نزول المرأة للعمل والاحتكاك بالحياة العملية أكثر وحصولها على كثير من حريتها ومساوتها مع الرجل فكانت نظرتها للرجل والزواج تختلف عما سبق وأصبحت أمنياتها العاطفية أكثر عقلانية، فكانت تنتظر وتبحث عن الرجل ذو المركز الثابت ولا مانع أيضًا فى أن يكون ذو مركز مادى جيد بخلاف أخلاقه وعائلته كالمعتاد.
وقد نجد أن حدة العاطفة فى تلك الفترة الزمنية قد قلت كثيرًا وكانت النظرة العامة عقلانية وعملية بشكل أوسع وأشمل، ولكن بعد تلك الفترة وفى السنوات القليلة الماضية تغيرت أمنيات المرأة وتطلعتها لشريك حياتها تغير جذرى ومختلف تمامًا عن ما سبق ومع تزايد نسبة العنوسة فى العالم العربى وارتفاع معدلات الطلاق، أصبحت أمنيات المرأة العاطفية تأخذ فى الانحدار والتقليل من كافة تطلعاتها، وكادت أن تنحسر بشكل أساسى فى توفير الأمان لها بشكل تام، وبالأخص الأمان العاطفى، فعلى الرغم من الصعوبات الاقتصادية الحالية وصعوبة الزواج فى الوقت الحالى، فالمرأة أصبحت لا تفكر كثيرًا فى المال أو توفير متطلبات فائقه للحياة الزوجية فكل ما يهمها الآن هو زوج يحافظ عليها وعلى مشاعرها ويوفر لها قدرًا كبيرًا من الحنان والأمان العائلى فهى على استعداد بأن تضحى بكل متطلباتها وطالباتها فى حالة توفر هذا الأمان فى الرجل الذى سترتبط به.
لا أعلم سبب هذا التغير فى أحلام المرأة، ولكن من الممكن أن يكون تأخر سن الزواج وارتفاع معدلات الطلاق فى الوطن العربى مع الأزمات الاقتصادية قد يكون السبب، ولكنى أكاد أن أجزم بأن السبب الرئيسى هو فقدان الأمان فى كل شىء ولكل شىء.
كلاً له طموحاته وأحلامه وآماله التى يريد أن يحققها فى حياته ويتمنى أن يحصل عليها جميعًا، ولكن أن لم تستطع فلا تيأس وحاول كثيرًا فمن عاش بلا أمل عاش بلا أمان.
المفضلات