ملخص البحث
هذا البحث هو عرض لأهم الحقائق العلمية المتعلقة بدورة الماء على كوكب الأرض، هذه الدورة التي قدرها الله تعالى تحفظ استمرار الحياة على الأرض.
سوف نستعرض هذه الدورة التي تعتبر آية من آيات الله ومعجزة من معجزاته الكونية، ونتأمل كيف أشار القرآن الكريم إلى هذه الدورة وأن إنزال الماء يتم بنظام مقدَّر من الله تبارك وتعالى.
وإذا علمنا أن الماء يعتبر العنصر الأهم على الأرض، وأن جسم الإنسان يتكون في معظمه من الماء، ندرك أهمية هذا البحث الذي حاولنا أن يكون ميسَّراً وسهلاً ومدعوماً بالصور والمراجع العلمية المعتمدة لدى أهم الجمعيات العلمية العالمية.
مقدمة
الحمد لله الذي هدانا لهذا العلم النافع، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلَّم، وبعد:
فقد بدأت رغبتي بالتعمق في علم السوائل والمياه منذ سنوات الدراسة الجامعية الأولى، فكنتُ أقف طويلاً أفكر في التعقيد الكبير الذي يرافق هذه الدراسة.
فالقوانين الرياضية والفيزيائية التي تحكم حركة السوائل استغرق العلماء زمناً طويلاً لاكتشافها، ولا يزال الغموض يخيِّم على الكثير من التساؤلات المتعلقة بها.
درستُ الكثير من النظريات العلمية والحقائق المائية في مراجع الغرب الذي تفوّق علينا بشكل كبير في هذا المجال. ولم أكن أتصور أنني سأجد هذه الحقائق جليَّة واضحة في كتاب أنزل قبل مئات السنين!
كُنتُ أقرأ لعلماء بدؤوا رحلة أبحاثهم في بداية القرن العشرين عندما توفرت لديهم وسائل البحث العلمي والتحليل المخبري وكانوا يمضون عشرات السنين في مختبراتهم للخروج بتفسير أو نتيجة أو بحث علمي، أو للعثور على حقيقة مائية واحدة.
إن اكتشاف القوانين التي تحكم حركة السوائل شكَّل قفزة كبيرة في تطور فهمنا للماء من حولنا. فالذي يتأمل هذه القوانين لا يملك إلا أن يقول سبحان المبدع العظيم القائل: ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ﴾ [النمل: 88].
إنها قوانين محكمة أودعها الله في الماء لتكون دليلاً على دقَّة صنعه ولتكون آية تشهد على قدرته عزَّ وجلَّ. وتتجلَّى عَظَمَة هذه القوانين عندما نعلم أن الله تعالى قد حدثنا عنها في كتابه بمنتهى الكمال والوضوح!
في هذا البحث العلمي نعيش مع بعض الآيات القرآنية والتي تناولت علم المياه. وسوف نرى في كتاب الله تعالى معجزات مبهرة في الحديث عن الماء ودورته على سطح الأرض.
وهذه أمور لم يكن أحد يتصورها قبل أربعة عشر قرناً، بما يشهد على صدق كتاب الله تبارك وتعالى، وصدق رسالة نبيِّه عليه الصلاة والسلام.
عبد الدائم الكحيل
المفضلات