مشرف
المدربون المعتمدون
- معدل تقييم المستوى
- 36
طرق ابداعية في حفظ القرآن الكريم..والبرمجة اللغوية العصبية
وهذا ملخص لشريط سمعي أعدته أحد الأخوات هدية.. لمحاضرة ألقاها الدكتور " يحي الغوثاني " على طالبات جامعيات بالشارقة،وهي مسجلة على شريط ينتجه " المركز الإسلامي العالمي للإنتاج والتوزيع "-بني ياس- أبو ظبي، تليفون: 5825200 .
الدكتور يحي هو أحد العلماء الذين كرَّسوا حياتهم لحفظ ودراسة وتجويد القرآن الكريم، تخرج في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،وحصل على الماجستير في الدعوة ،والدراسات الإسلامية من المعهد العالمي لإعداد الأئمة،ثم على الدكتوراه من قسم التفسير بجامعة القرآن الكريم بالسودان ، وهو مُجاز في القراءات العَشر، ومُحاضر بمعهد الإمام الشاطبي .
وقبل أن تبدأ المحاضرة قال السيد مُنسِّق الحوار :" يقول الله تعالى " ولقد يسَّرنا القرآن للذِّكر فهَل مِن مُدَّكِر"؟!!
ومن أدلة هذا التيسير أن القرآن الكريم هو الكتاب السماوي الوحيد الذي يحفظه مئات الألوف من الناس صغارهم ،وكبارهم ،فالتوراة لم يستطع أن يحفظها سوى أربع:
" موسى"،وهارون"،و"عُزير" ،و" يوشع" ..حتى أن التوراة حين ضاعت في سَبي بابل لم يستطع كتابتها سوى "عُزير" !!!
ولقد سمعت عن مستشرق زار القاهرة مؤخراً ،فقال لأحد شيوخ الأزهر:" سننزع الإسلام من صدوركم"!!! فقال له الشيخ :"على رِسلِك"
ثم أخذه إلى الشارع،فلقيا أطفالاً فطلب منهم الشيخ أن يقرءوا-من الذاكرة- سوراً معينة من القرآن ، فقرأوا،والمستشرق مندهش،فسأل:" وهل كل أطفالكم يحفظون القرآن؟!! " فسأله الشيخ:" وهل أبناءكم يحفظون الكتب المقدسة لديكم؟" ثم أردف الشيخ:" مادام أطفال المسلمين يحفظون القرآن،فلن تستطيعوا أن تنزعوا الإسلام من قلوبنا"!!!!!
والآن مع ضيفنا الفاضل الدكتور يحي الغوثاني، فليتفضل.
قال الدكتور الغوثاني:" بدايةً يجب أن نعلم جميعاً أن القرآن الكريم لا يحتاجنا لكي نحفظه،فقد تكفَّل الله تعالى بحفظه،ولكننا نحن الذين نحتاج لأن نحفظه كي يحفظنا الله!!!!
وعنوان محاضرتنا هو:" طرق إبداعية في حفظ القرآن الكريم من خلال البرمجة اللغوية العصبية"
فما معنى هذا العنوان؟ أولاً: البرمجة تعني:عمل برنامج،والبرنامج هو خطة مؤلَّفة من خطوات تؤدي إلى نتيجة .
ثانياً: اللغوية : إن اللغة لها علاقة وطيدة بموضوع المحاضرة لأن اللغة هي الأداة والوسيلة التي تُستخدم في هذا العلم،وللغة نوعين:
اللغة الملفوظة: وهي الحروف ومخارج الحروف.
واللغة الملحوظة: وهي ما يلاحظه الآخرون من خلال حركات العين واليد والجسم ،وكذلك المدلول الخفي وراء الألفاظ..
والمقصود بالبرمجة اللغوية العصبية هو إعادة برمجة العقل من خلال اللغة ليفعل شيئاً نرغب في تحقيقه أو إنجازه،وموضوعنا هنا هو "حفظ القرآن الكريم"
فالكلمة تؤثِّر في العقل اللاواعي فتتحكم من خلال ذلك في العقل الواعي سلباً أو إيجاباً،فبرمجة العقل تعني التحكم في العقل الواعي من خلال تغذيته برسائل إيجابية محفِّزة على التقدُّم والنجاح (وعكس ذلك الرسائل السلبية)
فكيف أرسل لعقلي رسائل إيجابية؟
بأن أجعل داخل شخصيتي حارس على عقلي ،فلا يتحكم فيه سواي،ولا أترك رسالة سلبية تتسلل إلى عقلي اللاواعي فتنتقل إلى عقلي الواعي فيتصرف من منطلق هذه الرسالة.
وبنفس الطريقة يمكنني برمجة عقول الآخرين...وأضرب لكم مثلاً على ذلك :
" دخل مدرس -انتقل إلى إحدى المدارس حديثاً -إلى أحد الفصول ففوجىء بالمستوى المتدني للطلاب،فلما سألهم:" لماذا لا تحاولون ان تجتهدوا"؟ قال له أحد التلاميذ :"ولماذا نحاول؟ نحن أغبياء" ،فقال له :"ومن قال هذا؟" قال "إن المدرس الذي كان يعلمنا قبل مجيئك كان دائماً يقول أن هذا هو فصل الأغبياء!!!"
ففهم المدرس السبب وقال لهم: سأثبت لكم العكس!!
وبدأ بسؤالهم سؤالاً سهلاً فأجابوه،فقال لهم:" هل رأيتم؟"
ثم بدأ بسؤال أصعب قليلاً فأجابوه،فقال لهم:" ألم أقل لكم؟"
ثم ظل يتدرج في صعوبة الأسئلة حتى استعاد التلاميذ الثقة بأنفسهم وبدأوا يُحرزون تقدُّماً ملحوظاً ،خاصة وأن المدرس كان حينما يدخل إلى الفصل كان يحييهم قائلاً:" السلام عليُكم أيُّها الأذكياء!!!!"
والآن ما علاقة الأعصاب بالموضوع؟!!!
إن كل ما نلمسه ونراه ونسمعه ونشعر به إنما يدخل إلى الدماغ عن طريق الأعصاب ،فحينما ينقر دبوس في رأس إصبعي فإن الأعصاب تحمل رسالة إلى الدماغ تقول:" هناك شيء طويل مدبب نفذ إلى الجلد الذي نحن مسؤلون عنه " فيترجم له الدماغ:" نعم إنه شيء مؤذي ،فانتبهوا "،فيصدر أمراً لأعصاب اليد بالابتعاد عن الدبوس،وهذا يحدث في العقل اللاواعي في وقت دقيق جداً.
فالأعصاب إذن هي التي تحمل المعلومات إلى الدماغ ،وحتى الأحاسيس والمشاعر يتم ترجمتها-بنفس الطريقة- في الدماغ بعد أن تنقلها الأعصاب!!!!
والآن دعونا نتحدث عن آليات النجاح في حفظ القرآن الكريم .
إ ن النجاح في أي شيء يمكن تحقيقه من خلال الأشياء السبع التالية،وهذه الأشياء تم استخراجها كقواسم مشتركة بين العديد من الشخصيات الناجحة في العالم بعد أن تم دراسة حياتهم وطريقة كل منهم في النجاح... وهذه القواسم المشتركة هي:
1- الشَغَف بالموضوع:
الشغف ماخوذ من شِغاف القلب ،وهي الجلدة الرقيقة الملامِسة للقلب،ولذلك جاء في القرآن الكريم:" ولقد شَغَفها حُبَّاً" ،فالشغف مرتبة أعمق من الحب ...فإذا أردتَ أن تنجح في مشروع فلا يكفي أن تحبَّه بل أن تكون شَغوفاً به ،فتجد نفسك تعمل به ليل نهار،لا تكل ولا تمَل ،ولا تقصِّر،ولا تشعر برغبة في النوم أو الأكل ...بل تظل مقبلاً على العمل بجد واجتهاد.
ولكن ماذا لو لم أكُن شَغوفا ًبعمل أود إنجازه ....أي بكلمات أخرى:
كيف أقوم بتوليد الشَغَف؟!!! أولاً: حدِّد هدفك ،أي قل لنفسك ماذا تريد بالتحديد
لا تقُل أريد حفظ القرآن،بل قل(كبداية) أريد أن أحفظ سورة البقرة
فحين أرادوا معرفة سر نجاح كبرى الشركات في العالم وجدوا أن هذه الشركات تكتب هدفها بشكل عريض واضح ،ويقوم مجلس الإدارة بقراءة هذا الهدف في كل اجتماع له ،كأن يقولوا مثلاً: " نريد تحقيق مائة مليون هذا العام" أو " نريد إنتاج 10 مليون قطعة من منتجنا "...إلخ
ثانياً:أُنظر إلى مثل أعلى لك في هذا المجال .وفي مجال حفظ القرآن ما أكثر المُثل العُليا،فهناك الكثير ممن حفظوا القرآن الكريم منذ عهد الإمام الشافعي رحمه الله،وحتى عصرنا هذا قبل أن يبلغوا العاشرة من عمرهم.
وفي المدينة المنورة هناك طفلة عمرها ثماني سنوات حفظت القرآن ،فبحثوا في برنامجها اليومي فوجدوا أنها تنام بعد العشاء مباشرة،كما أنها متفوقة جداً في دراستها بالمدرسة ،ومستقرة جداً في حياتها الأسرية ،كما أنها لا تشوِّش على عقلها بالبرامج غير الهادفة على التلفاز.
وهناك نموذج رائع آخر وهي" أم طه "وهي امرأة عمرها سبعون عاماً تعمل في خياطة جلابيب النساء ،فكانت تمر بها أخوات ذاهبات لحلقة تحفيظ القرآن،ليخيطن عندها ،فرأت ذات مرة أوراق بأيديهن،فسألتهن عنها،ولكنهن سخرن منها لأنها أُمِّية ،فقالت لهن:
أنا أريد فقط أن أعرف كيف أكتب اسم ربي( الله)
فلما كتبوا لها لفظ الجلالة أعجبها كثيراً وصارت بعد ذلك تفتح المصحف وتبحث عنه ،وفي مرة تالية قالت لهن:إذا أردتُنني أن أخيط لكن جيداً فعلِّمنَني قراءة العربية...فرقَّت لها إحدى الفتيات ،وقالت لها: "إن كل شيء ممكن يا خالة"،وبدأت بتعليمها تهجئة الحروف،ثم الكلمات،ثم بدأت السيدة تقرأ القرآن الكريم بالتهجِّي ،فلما ختمته قراءة ًعلى إحدى معلمات القرآن أهدتها كتاباً يتحدث عن كيفية حفظ القرآن،فلما قرأته شعرت وكأنها في العشرين من عمرها ،فشغفت بالقرآن،وفي الصيف الماضي علمتُ أن أم طه –ذات السبعين سنة- قد حفظت خمسة عشر جزءاً من القرآن!!!! وأرجو أن أسمع قريبا ً أنها ختمته!!!!!
والآن نعود إلى كيفية توليد الشغف:
ثالثاً: تشجيع النَّفس:بأن تقول لنفسك:" إن عقلي لا حدود لقدراته وطاقاته " ولا تَقُل:"إنني لا أستطيع أن أحفظ سوى جزء عمَّ،والبقرة وآل عمران" ،وهناك عبارة جميلةجداً ومُبدعة يجب أن تقولها لنفسك لتساعدها على الشغف بما تريد أنجازه،وهي مقسمة إلى ثلاث أجزاء:
أنا قادر على ذلك
أنا أستطيع فعل ذلك
أنا جدير بذلك.
ومادام غيري قد نجح فلماذا لا انجح أنا؟
رابعاً: المحاكاة( وهي المفتاح الحقيقي لتوليد الشغف)
وذلك بأن تنظر إلى مَن حفظ القرآن الكريم : ماذا كان يفعل حتى حفظه؟ ماذا يأكل ماذا يشرب،متى وكيف ينام،...إلخ.
ولقد رأيت أحد النماذج من حفظة القرآن، إستطاع أن يحفظ القرآن في خمسة وخمسين يوماً فسألته عدة أسئلة لأستكشف نمط حياته وبرنامجه اليومي،فوجدته شخصاً عادياً جداً لا يأتي بشيء خارق،ولكنه كان يحفظ كل يوم تسع صفحات من القرآن الكريم،كان يبدأ بعد الفجر،ثم يكررها في صلاة الضحى،ثم في صلاة الظهر،ويراجعها في صلاة العصر...وبعد صلاة المغرب يقوم بالتسميع على شيخ .
فإذا حاكيتَ هؤلاء ،وجرَّبتَ عقلك فسوف تكتشف العجب العجاب،فإذا أردت ان تكون داعية فحاكي الدُّعاة الناجحين،وإذا أردت أن تكون صاحب شركة ناجحة ،فحاكي أصحاب الشركات الناجحة،وهكذا.
2- قوة الإيمان والاعتقاد بأنك ستنجح:
هذه القوة يجب أن تكون جازمة، راسخة،لا تهتز،ولا يعتريها أدنى ريب.
وأضرب لكم مثلاً: زرت أخاً لي فأردت أن أشرب،فملأ كأس ماء ثم قال لولده: " إعط هذا الكأس لعمَّك ،ولا تسكب الماء"!!،ولأن هذه العبارة هزَّت ثقة الولد بنفسه فقد سكب الماء!!!
هناك تحليل آخر لهذه العبارة وهو أن العقل اللاواعي لا يحب كلمة ((لا)) بل يحفظ الكلمة التي تليها . فإذا قلت لكم لا تفكِّروا في حصان لونه أسود،فإنكم لابد –بعقلكم اللا واعي- ستفكرون في حصان لونه اسود!!!!
3- الاستراتيجية:
هذه الكلمة تعني الخطة الصحيحة ذات الخطوات المنطقية.
وهي نوعان:
أ-الاستراتيجية قصيرة المدى
ب- الاستراتيجية بعيدة المدى .
ما الفرق بينهما؟
إن الاستراتيجية قصيرة المدى هي التي يبدأ تحقيقها من ((الآن)) ،فأول خطوة منها تبدأ الآن !!فلكي تحفظ القرآن الكريم عليك (الآن) أن تشتري مصحفاً ذا شكل جذاب ومريح للعين،وأن تشتري كتاباً به أفكار عن كيفية الحفظ بسهولة،و تتصل بأخ لك يشجعك على الحفظ،وان تتصل بحلقة قرآنية لتسجل اسمك بها،أو تبحث عن شيخ مناسب تقوم بالتسميع له...وكل هذا لا يحتمل التأجيل.
أما الاستراتيجية بعيدة المدى فهي التي يمتد تنفيذها إلى عشر سنوات، مثل أن تكتب: خلال سنة يجب أن أكون قد ختمت خمسة أجزاء من القرآن .
وهناك مقولة تقول إن الذين يحدِّدون أهادافهم يحققون 30% منها،أما الذين يكتبون أهدافهم فيحققون 90% منها .
ولعل هذا سببه أن الكتابة ترسِّخ المعلومة من خلال الأصابع التي تنقلها إلى الأعصاب،ومنها لى العقل،فترسخ.
ولقد اجروا دراسة في الجامعة الأمريكية فسألوا عينة من الطلاب: " من حدد أهدافه في الحياة وهي لديه مكتوبة؟" (وبمعنى آخر: من كتب ما يريد تحقيقه في حياته؟)وكانت النتيجة أن ثلاثة من الطلاب فقط هم الذين كتبوا أهدافهم....وبعد 20 سنة بحثوا عن نفس الطلاب عينة الدراسة ،فوجدوا أن هؤلاء الثلاثة الذين كتبوا أهدافهم هم الذين يملكون أموالاً أكثر من بقية الطلاب!!!!.
فإذا أردت ان تدخل قاعة بابها مغلق بالمفتاح،فلديك طريقتان: إما أن تكسر الباب،وإما أن تبحث عن المفتاح لدى المختصين...هذا المفتاح له مواصفات معينة ،وسنونه لها تعريجات معينة حتى يفتح هذا الباب بالذات!
،هذه الخطة أو الاستراتيجية هي المفتاح المطلوب لتحقيق الهدف.
أما كسر الباب فيعني الدخول بدون خطة ،وهذا هو حال من يحفظ القرآن وينسى،أو يحفظه بدون تركيز،أو يعجز عن مواصلة الحفظ...إلخ.
4- وضوح القِيَم والأخلاقيات والمبادىء:ما هي أخلاقيات ومبادىء وقيم المشروع؟
إن القيم والمبادىء الخاصة بمشروع مصنع أكواب هي ألا نقلِّد منتج لمصنع آخر ونضع عليه اسمنا،وألا نقترض من بنك رِبَوي،وأن نتقن صناعة الأكواب،وان نكون صادقين في مواعيد التسليم..وهكذا.
و مشروع حفظ القرآن أيضاً له قِيَم مثل:
إخلاص النية لله تعالى ،
والتقوى،
والإيثار،
وصدق الأُخوة في الله،
والعمل بما نحفظ،
والاستعانة بالله تعالى ،
وعدم الغرور أو التكبُّر...وهكذا.
وبقدر ما تنقص القِيَم في حياتنا بقدر ما ينقص النجاح !!!!
التعديل الأخير تم بواسطة نادية أمال شرقي ; 11-Jun-2009 الساعة 06:47 AM
المفضلات