يسعى الكثير من الأزواج إلى الحفاظ على الرابطة الزوجية التي يتفيأ بظلالها الأبناء أيضاً، ومنها تستمد معاني الاستقرار والأمان، فهنالك مجموعة من المؤشرات تبرز مدى صحة العلاقة بين الشريكين، وقراءة هذه المؤشرات بعناية وحرص يقود إلى تحسين الروابط الأسرية وتمتينها.


ولكل علاقة مؤشرات أساسية تدل على قوتها ومتانتها وصحتها ومن أبرزها:


- الاعتراف بالأخطاء
فقد يكون من الصعب الاعتراف بالخطأ، ولكن تذكر أنه ما من أحد كامل، لذا لا تخف من تفكير الشريك واختلافه عنك، والقدرة على الاعتراف بالخطأ هي تجربة للتعلم لكلا الطرفين في العلاقة، وهذا أمر مهم حين يقع جدال أو خلاف بسبب سوء فهم.
وكن متأكداً بأنك تفكر في الوقائع حين تكون مخطئا والاعتراف بذلك والاعتذار فهو أحد اسرار العلاقة الناجحة.


- التحدث عن المستقبل
فمناقشة ما يمكن أن يخبئه المستقبل من توقعات هي واحدة من العلامات المهمة التي تدل على أن العلاقة الزوجية صحية، خصوصاً إن كنت تملك فكرة عن الأشياء التي تريد أن تتطور فيها العلاقة، ويكون لدى الشريك فكرة مغايرة، فهذا مؤشر سيئ، ولكن الاتفاق بين الطرفين على فكرة تخص سير العلاقة مستقبلاً هو عامل إيجابي حتماً.


- الصفح
هو من أصعب الأمور في العلاقة الزوجية، ولكنه مهم جداً، والصفح عامل مهم للمضي قدماً والحفاظ على حياة سعيدة، بمعنى أنه يجب أن لا يبقى الفرد يحمل ضغينة ومستاء حول شيء يمكن تغييره والوقوف عنده، يسبب الغضب بين الطرفين ويوقف سير العلاقة ويكسر روابطها.
- المساحة
كونكما شريكين وثنائياً لا يلغي فردية كل واحد منكما، فقبل أن تلتقيا كان لكل منكما حياته الخاصة ووقته الذي يقضيه مع عائلته وأصدقائه ولنفسه، ويمارس هواياته، وما من سبب يدعو للتخلي عن كل هذا، فالحفاظ على اهتمامات كل فرد لنفسه، وأخذ مساحة له ووقته أمر مهم، فأنتما غير مضطرين لتمضية وفعل كل شيء معاً، وتمضية كل فرد وقته بمفرده مهم كي يستمتع ويقدر تلك اللحظات التي تجمعه مع شريكه وتنمي الشوق بينهما.


- الإنصاف
أن تجري كل الأمور طوال الوقت على طريقتك هو أمر غير منصف، فيجب أن تتبادل الأدوار والخيارات، فمثلاً إن كنت دوماً من يقرر أين تذهبان والطرف الثاني لا يقول شيئاً، فهو وضع يسبب الاستياء ويتحول لصراع حول السلطة، وهي ليست علامة صحية ويدمر ويعكر صفو العلاقة، لذا من المهم أن يكون الوضع منصفا في الخيارات وتبادل الأدوار في اتخاذ القرار.
- الدعم
فالشريك يجب أن يكون داعماً جيداً لشريكه في الأوقات الجيدة والسيئة على حد سواء، بغض النظر عن الأوقات الصعبة، فإن وجود شريك يوفر هذا النوع من الدعم يشكل فرقاً كبيراً في العلاقة ومتانتها واعتماد أحدهما على الآخر والشعور بالأمان، فنقص الدعم هو سبب في خراب علاقات مختلفة نظراً للدور الذي يلعبه الشريك الآخر في تشجيعك ومواساتك وتوفير كتف للبكاء حين تحتاج إليه، وهو ما يمنحك الشعور بالأمان حين تكون الأوضاع قاسية وصعبة.
- التحدث بانفتاح وصراحة
ليس من السهل على أي زوجين أن يكونا منفتحين على بعضهما البعض، بغض النظر عن قوة علاقتهما، فمناقشة كل شيء والتمكن من الحديث عن كل هذه الأمور هي واحدة من أفضل الطرق للجمع بين الزوجين والتقريب بينهما.
وإن كان أحدهما يشعر بالخجل بالحديث عن أشياء معينة يمكنه كتابتها أو إيجاد طريقة أخرى للتواصل بشكل فعال، بغض النظر عن طبيعتها.
- الاحترام
القدرة على احترام شخص بالكامل حين تتطور الأمور بينهما وتتحول لعلاقة مميزة ليس بالأمر السهل، وليس الكل قادراً على فعل ذلك، فأحياناً من الصعب فهم لماذا نسمح للطرف الآخر بفعل ما يريد رغم اختلاف مشاعرنا أو رضانا عنه، ومع ذلك لا يزعجنا هذا بل نتركه على راحته وهذا مرتبط باحترام مساحته وذاته، وهو أمر مهم في العلاقات أن تحافظ على منطقة الراحة للطرف الآخر ومؤشر على صحة العلاقة الزوجية.
- وأخيراً، الثقة
وهي العلامة رقم واحد على أن العلاقة صحية وتسير على نحو جيد، فإن لم يستطع أحد الطرفين الثقة بالآخر، فإن الأفكار السلبية ستملأ تفكيره طوال الوقت، والتي بالمحصلة تقوض العلاقة كلها، فالثقة تعني الاحترام والراحة وإدراك الالتزام وتقدير كل طرف للآخر بشفافية بغض النظر عن عيوب كل طرف.