مشرف
- معدل تقييم المستوى
- 34
دراسة أمريكية كندية:التضامن .. قيمة إنسانية تحقق السعادة للذات أكثر مما تحققه للآخر
التضامن .. قيمة إنسانية تحقق السعادة للذات أكثر مما تحققه للآخر
مدريد - ماريا خيسوس ريباس - يقول مثل قديم يعتبر من الحكم الشعبية المأثورة "بحثت عن روحي ولم أجدها. بحثت عن إلهي وتجنبني، بحثت عن شقيقي ووجدت الثلاثة معا".
التضامن ..الكرم ..الإيثار، هي فضائل إنسانية قيمة تؤكد الأبحاث العلمية والخبرات الحياتية للمتخصصين في تحليل العقل البشري أنها لا تفيد متلقيها فقط وإنما من يطبقها في حياته أيضا.
والأمر لا يقتصر على تحليلات وآراء شخصية، فقد كشفت دراسة كندية أن الإنسان يشعر بسعادة ورضا عند شرائه هدايا للآخرين أكثر من سعادته عند شرائها لنفسه، غير أن الغالبية العظمى تجهل هذا السر البسيط للسعادة.
وتقول الخبيرة النفسية اليزابيث دان، صاحبة الدراسة والأستاذة بجامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر "كندا" أن هذا المفهوم يرتبط بما يسمى "الإنفاق من أجل المجتمع"، بمعنى أنك تنفق نقودك لصالح الآخرين.
وشملت الدراسة 632 أمريكيا نصفهم من الرجال والنصف الآخر من النساء، وقاموا بتحديد مستوى شعورهم بالسعادة، والكشف عن قيمة دخلهم السنوي ونفقاتهم الشهرية المتنوعة، بما فيها الهدايا للآخرين والهبات المخصصة للأعمال الخيرية.
كما شملت الإحصائية 16 موظفا حددوا مستوى سعادتهم قبل وبعد حصولهم على علاوات من الشركات التي يعملون بها، ومجالات إنفاقهم لتلك المبالغ، وما إذا كانت لأنفسهم أم للآخرين.
وقام المسئولون عن الدراسة بتسليم مظاريف بها مبالغ نقدية لـ46 شخصا وطلبوا من البعض إنفاقها في مستلزمات شخصية ومن البعض الآخر إنفاقها في صورة هدايا وتقديمها للآخرين أو التبرع بها لصالح آخرين.
وكشفت الأبحاث التي أجريت على جميع المشاركين أن الأشخاص الذين ينفقون أموالهم لصالح المجتمع يشعرون بالسعادة أكثر من الآخرين.
ويرى الخبير النفسي سكوت هوتل، بمركز جامعة دوكي الطبي، في مدينة دورهام "ولاية كارولينا الشمالية"، أن قيمة الإيثار قد لا تنبع من الرغبة في فعل الخير للآخرين، وإنما عملا بمبدأ "عامل الآخرين كما تحب أن يعاملك الآخرون".
وكشف هوتل وفريقه الطبي أن هناك منطقة داخل مخ الإنسان، تسمى القشرة الوقتية العليا أو "CTSa" وهي مرتبطة بإدراك النوايا والأفعال الخارجية، واتضح أنها تنشط بشكل أكبر لدى الأشخاص الذي يحبون العطاء أكثر من الأشخاص الأنانيين.
ويرى الخبير النفسي أن هذا الكشف يدل على أن التحلي بالإيثار يرجع إلى تفهم مبدأ أساسي هو أن الآخرين لديهم دوافع واحتياجيات قد تكون مشابهة لنا "رغم أنها قد لا تتساوى بالضرورة" وهو بمفهوم أبسط: القدرة على تفهم احتياجات الآخرين ووضع أنفسنا في مكانهم بشكل تلقائي.
ويقول الخبير النفسي أنطونيو دي لا توري إنه "لكي نساعد أنفسنا علينا أن نقدم المساعدة للآخرين".
وإذا راقبنا أسلوب حياة الأشخاص العاملين كمتطوعين في المنظمات غير الحكومية أو المشاركين في مختلف الانشطة أو المؤسسات أو المعاهد الخيرية أو المستشفيات أو الملاجئ، نرى أن معظمهم يشعر بأن حياته لها معنى وهدف وأن أفعاله ذات أهمية.
ويضيف دي لا توري أنه بإتباع القاعدة المعروفة عالميا التي تقول "كلما أعطيت أكثر كلما تلقيت أكثر" نجد أنفسنا أمام الطريقة الأسرع والأبسط والأكثر فاعلية للشعور بالسعادة والرضا الداخلي، والذي لا يخرج عن الشعور الطيب بفعل الخير للآخرين.
ويكفي أن تقوم بعمل خيري واحد، لينقلب يومك الكئيب الثقيل، وتشعر أن الحياة تستحق أن نعيشها، ولا يسعنا سوي أن نتذكر قاعدة "شباب الكشافة" الأساسية وهي أن "عمل خيّر واحد في اليوم" تنتج عنه مشاعر إيجابية فياضة تمهد الطريق نحو إنسان أكثر فاعلية ومسئولية ووعي في مجتمعه.
ويتفق الجميع على أن الابتسامة أو نظرة الامتنان التي يتم استقبال العمل الطيب بها، تكون مشهدا لا يمحى من ذاكرة من يقوم بهذا الفعل.
وهناك العديد من الاختيارات يمكن بها الانضمام إلى حملة التضامن مع الآخرين والنهوض بالمجتمع ومن بينها العمل التطوعي في منظمة أو مؤسسة غير حكومية، أو زيارة دار للمسنين، للقيام بقراءة الكتب لهم أو قضاء الوقت معهم أو اللعب مع الاطفال الايتام أو زيارة المرضى في المستشفيات.
ويقول دي لا توري إن هناك المزيد من الطرق المتنوعة للتضامن مع الآخرين مثل الحديث مع المتسولين والمتشردين في الشوارع وجعلهم يشعرون أنهم أشخاص طبيعيين مثل بقية البشر، أو طهي وجبات ساخنة في المنزل وتوزيعها على المحتاجين، أو كفالة طفل في إحدى مؤسسات الرعاية أو زيارة كبار السن والأرامل الذين يسكنون في الجوار، أو رعاية أطفال بعض الأصدقاء أثناء خروجهم.
قيمة الإيثار قد لا تنبع من الرغبة في فعل الخير للآخرين، وإنما عملا بمبدأ /عامل الآخرين كما تحب أن يعاملك الآخرون/.
كشفت دراسة كندية أن الإنسان يشعر بسعادة ورضا عند شرائه هدايا للآخرين أكثر من سعادته عند شرائها لنفسه، غير أن الغالبية العظمى تجهل هذا السر البسيط للسعادة.
اذا اتبعنا القاعدة المعروفة عالميا /كلما أعطيت أكثر كلما تلقيت أكثر/ نجد أنفسنا أمام الطريقة الأسرع والأبسط والأكثر فاعلية للشعور بالسعادة والرضا الداخلي، والذي لا يخرج عن الشعور الطيب بفعل الخير للآخرين.
17/01/2010 08:39:32 ص
العرب أون لاين
علوم
التعديل الأخير تم بواسطة نادية أمال شرقي ; 22-Jan-2010 الساعة 04:53 PM
Accept the pain and get ready for success
المفضلات