عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
من الأكثر قدرة علي تحمل الألم .. المرأة أم الرجل ..؟؟
كثيرا ما يلقي الرجل والمرأة الاتهامات علي بعضهما البعض حيث يصر كلا الطرفان علي أنه أكثر تحملا للألم عن الآخر؛ فمن جانبهن تستشهد النساء دائما بقدرتهن على الحمل والإنجاب لتثبت للرجل أنها أكثر قدرة على تحمل الآلام، وبعض الدراسات العلمية تثبت ذلك بالفعل، ولكن فى النهاية كل منا له طريقته الخاصه فى التعامل مع الألم، والألم هو تجربة فردية لا يمكن مقارنتها بين شخص وآخر.
علي الجانب الآخر يشير الرجال إلي أنهم أكثر قدرة علي تحمل الألم بصورة تفوق النساء بأضعاف المرات ويبرهنون علي ذلك بقدرتهم الكبيرة علي تحمل الألم الذي ينجم عن الإصابة بالجروح والكسور والأمراض وغيرها.
ما أشارت إليه الدراسات:
من ناحية أخري أشارت نتائج دراسة أجريت في مستشفى ألماني إلى أن هرمون الذكورة المعروف باسم التستوستيرون يقلل فيما يبدو الحساسية للألم وكذلك يؤثر على نوعية الشعور به، لاسيما في ضوء حقيقية أن المخ لدى المرأة يكون أكثر انفعالا بالألم.
أثبتت دراسة رائدة شملت أشخاصا أجريت لهم عملية تغيير جنسهم أن هرمونات الذكورة تجعل الرجل يشعر بالألم على نحو أقل حدة مما تشعر به المرأة أو يشعر بالألم على نحو مختلف عما تشعر به المرأة.
وقد ذكر أشخاص من ذوي الجنس المشترك كانوا يتلقون علاجا بالهرمونات لحالتهم ثم أجريت لهم عمليات لتحويلهم إلى رجال أن حساسيتهم للألم في حياتهم كذكور أقل مما كان عليه الحال قبل إجراء عملية تغيير جنسهم إلى نساء.
هرمون التستوستيرون:
وقال الدكتور "هارتموت جوبيل" -مدير مستشفي باين في كيل بألمانيا- "إن هرمون الذكورة المعروف باسم التستوستيرون يقلل فيما يبدو الحساسية للألم"، وأضاف قائلا: "إن الأشخاص الذين أجريت لهم عمليات تغيير الجنس كانوا يتلقون علاجا بالتستوستيرون تمهيدا لإجراء العملية، ومن ثم زادت لديهم القدرة على تحمل الألم، مشيرا إلى أن التغير لا يطرأ فقط على قدرتهم على تحمل الألم بل على نوعية الشعور بالألم"، موضحا أن المخ لدى المرأة يكون أكثر انفعالا بالألم.
وأشار إلى أن عدد النساء اللاتي يشعرن بالصداع النصفي والآلام المزمنة أكبر من عدد الرجال، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن ما يصل إلى 70 في المائة من النساء يعانين من الصداع مقابل 52 في المائة فقط من الرجال.
اختلافات واضحة:
المرأة أكثر صبرا من الرجل وأكثر تحملا للمشاكل، ولكن الرجل أكثر قدرة على مواجهة هذه المشاكل، وهناك اختلاف بين تحمل المشكلة ومواجهتها والرجل يمكنه مواجهة المشكلة لأنه يفكر بعقله بعكس المرأة التي غالبا ما تتحكم بها مشاعرها وعواطفها؛ فهي عبارة عن مجموعة أحاسيس.
اختلاف القدرات:
المرأة تقدر على تحمل الألم أكثر بكثير من الرجل؛ فهي عندما تمرض تكون أكثر وضوحاً في تحديد موطن الألم، أما الرجل فيعرف أن هناك ما يؤلمه، ولكنه لا يستطيع أن يعبر عن الألم فيعتقد من حوله أنه غير قادر على التحمل.
وإن الدراسات التي تجرى على الرجل والمرأة صعبة التفسير، فإلى جانب الفرق بينهما تختلف القدرات من فرد لآخر من الجنس نفسه، كما تتفاوت لدى الشخص نفسه من وقت لآخر، فعلى سبيل المثال تخف قدرات أي إنسان عندما يكون مكتئباً ومتوتراً.
ويصل بعض الأطباء إلى ذكر أكثر من عشرين عاملاً يمكن أن يؤثر في تحمل الإنسان للألم، فالتعب والتركيز والحركة والخوف من الألم أو طريقة علاجه كلها تدخل في زيادة الشعور بالألم.
من ناحية أخرى ثبت علميا أن النساء بشكل عام يبكين حوالي أربع مرات أكثر من الرجال، ولفترات أطول من الوقت، وأظهرت الأبحاث العلمية أن النساء يذرفن الدموع في نوبات بكاء تدوم عادة نحو ست دقائق.
أما لرجال فإنهم عادة يبكون لأقل من دقيقتين في المرة الواحدة، كما أن الدوافع تختلف: إذ إن نصف النساء تقريباً مستعدات لإظهار انفعالاتهن من أجل الحصول على ما يردن، ولكن 20% فقط من الرجال مستعدون لفعل ذلك.
دور العامل النفسي:
أشارت دراسة أعدها المركز الطبي في العاصمة التشيكية إلى أن العامل النفسي له دور أساسي في تحمل الألم، ليتحول إلى تكوين مواد داخل الجسم تساعد على تخفيفه ولا تقضي عليه تماما، وأيضا النساء يتحملن الألم بصورة طبيعية بشكل أفضل من الرجال عن طريق الاستعداد النفسي، بينما يحاول الرجال التخلص منه بشكل علاجي ودوائي.
ولكن الأمر يختلف عند كبار السن من الجنسين، فهم يتسامحون مع الألم نفسيا ويتحملونه أكثر لاعتقادهم أن الأمر طبيعي مع التقدم بالعمر. وقد أعلنت الدكتورة "ريناتا مارتينكوفا" وهى من المشاركين في هذه الدراسة، أن الآلام المزمنة عند الرجال يمكن معالجتها بشكل أفضل، وأن فترة المعالجة لا تستغرق وقتا طويلا وهذا يعتبر مرضا بحد ذاته لابد من معالجته، أما الآلام الآنية التي يعبر عنها الجسم بشكل طبيعي، بعد ارتفاع درجة حرارته فتعتبر طبيعية وتزول بعد معرفة سبب المرض، وهنا قدرة التحمل تختلف من شخص لآخر ولكن النساء يتأقلمن معه بشكل كبير نظرا لخبرتهن.
وتؤكد "مارتينكوفا" أن طريقة علاج الآلام بشكل جيد تخضع إلى معرفة طبيعة المرض وتشخيصه بشكل دقيق من أجل وصف الدواء المناسب له، فمثلا تتم السيطرة على الآلام القصيرة الأمد، مثل ألم الظهر، الأسنان، والرأس التي تلي العملية الجراحية أو التي تلي الإصابات المباشرة بالأدوية المسكنة، في حين لا تتم السيطرة بشكل كامل على الآلام التي تنشأ من الأورام الداخلية، إلا بعد معالجتها بشكل ناجح
المفضلات