هناك بعض الأشياء التي لا تعلمها لك الكتب إنما المعلم هنا هو فترة الحمل؛ فرغم كونها تجربة لاتستمر إلا 40 أسبوعاً فقط، لكنها تترك عليك تأثيراً عميقاً لأنك خلالها تكونين شخصاً يقف في منطقة وسط بين الأمومة وما ورائها.

فكري في الحمل على أنه وسيلة لتدريب نفسك على أن تكوني أم، فقد أوضحت الدراسات بالفعل أن مخ المرأة يحدث له تغيرات خلال هذه الفترة تساعدها على أن تكون أماً أكثر حساسية وفاعلية، كما يؤدي الحمل إلى زيادة احترامك لذاتك، تعميق روابط علاقتك مع شريك حياتك ووضع الأمور في منظور آخر.



وهنا بعض الدروس الحياتية الهامة التي ستعلمها لك فترة الحمل:


1- الحمل يفرض عليك الاعتناء بنفسك:


تجبر فترة الحمل كل امرأة أن تسير على الصراط المستقيم في كل شيء لأنها فترة لا يجوز بها السهر لوقت متأخر أو الاستمرار في عادات الأكل السيئة، وإذا كنت من أكثر النساء إهمالاً سوف تتغيرين 180 درجة.

فأنت في هذه الفترة تعتنين بنفسك وبصحتك حيث تعيد للبيت أهمية الأشياء مثل تناول نظام غذائي متوازن، ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام ومنح نفسك وقتا للراحة والاسترخاء.

مع الحمل لابد أن تكوني إنسانة قوية من الناحية البدنية والعقلية لتعدي نفسك لتحديات الأمومة.



2- العالم لا يتمحور حولك:


عندما تكتشفين أنك حامل لا يعني ذلك أن عليك الاهتمام بنفسك فقط إنما هناك شخص آخر أصبح عليك الاهتمام به أيضا وما هو أفضل لطفلك سيأتي في المقام الأول بالنسبة لاهتماماتك، وستجدين أن هناك أشياء قد تبدو هامة على نطاق واسع بعد الحمل تصبح غير مهمة.



3- الصبر:


يقولون إن الحمل يشبه لعبة الانتظار، خلاله تنتظرين بشغف أول أشعة لرؤية طفلك ولحظة تحركه بداخلك وظهور علامات الحمل على جسمك، وسترغبين في معرفة إحساس المرأة أثناء الولادة وتنبؤ ملامحه.

كل هذا الشوق والانتظار بعد أن كنت امرأة تعيش حياتها بكل لحظاتها وتستمتع بنفسها وبرشاقتها تجدين نفسك في شكل آخر تماما تفقدين كل ملابسك المفضلة وتجلسين على مقعد يكفي لاثنين بدناء وهذا قد يصيبك بالصدمة، لكن مع علمك بأن من تنتظرين هو فلذة كبدك وقطعة من روحك سوف تصبرين وتتحملين الحرمان والابتعاد عن كل رغباتك.

سوف يمنحك الحمل كثيراً من الوقت لتنمية صبرك، إنها قدرة ومهارة صعبة سوف تصبح شيئاً حيوياً وأساسياً ضمن سماتك الشخصية لأنها ضرورية جدا عند التعامل مع مولود جديد يحول حياتك كلها على طريقته هو لتحقيق رغباته هو.



4- حان الوقت لتصبحي أكثر قوة:


لا يقول أحد إن الأمر سيكون سهلاً، فلجسمك دور كبير ليقوم به خلال الحمل ودائما يأتي بقائمة طويلة من الآثار الجانبية الغير مرغوبة، بدأ بآلام الظهر إلى الإرهاق الشديد والشعور بالغثيان في الصباح وكلها مجرد أشياء قليلة من ما سيحدث لك بصفة يومية.

في هذه الحالة يصبح من الضروري اكتشاف أدواتك الشخصية لمواكبة هذه التغيرات والتعامل معها بمساعدة كل من زوجك، أسرتك أو أصدقائك لأن وجودهم بجانبك يجعلك أكثر قوة وإصراراً.

ومع اقتراب نهاية الحمل تشعر بعض النساء أنهن مخلوقات لا تقهر ويندهشن بمدى ما لديهن من قدرات سمحت بالتكيف مع متطلبات الحمل وتغيراته مما يدعم لديهن الثقة بالنفس واكتشاف مهارات جديدة لم تكن موجودة من قبل.



5- إذا لم تطلبي المساعدة لن تحصلي عليها:


تبدو فكرة طلب المساعدة لدى بعض النساء علامة على الضعف، ولكن مع الحمل ستتخلى تماما عن هذه الفكرة الخاطئة لأنك حقا خلال الحمل تحتاجين إلى مساعدة الآخرين بشكل أكبر مما سبقها، الحمل سيجعلك تدركين أهمية الدعم فمن حولك سوف يمدون لك يد المساعدة والاعتناء بك وسوف تقبلينها بمنتهى اللطف مما يشعرهم بالقرب منك ومشاركتك في مهمة الحمل.

فالحمل عزيزتي ليس رحلة فردية ومن الطبيعي جدا أن تتحدثي مع المحيطين عن ما تشعرين به وأن تطلبي منهم المساعدة.