[SIZE=أكاديمي]

إذا كان الإنسان لا يملك الثقة بمن هم حوله ولا يمكنه الاعتماد عليهم، فإنّه هو نفسه سيكون مُعرضاً للخطر. وعندما يخذله هؤلاء الذين يعتمد عليهم، فإن حياته قد تتعرض للاضطرابات، التي ستؤثر على استمراره في هذه الحياة وبقائه فيها.

إنّ الثقة المُتبادلة بين الناس هي الأساس المتين الذي يُمكن أن يُشّيد عليه صرحُ العلاقات الإنسانية. ومن غير هذا الأساس، فإنّ البنيان بأسره يكون مُعرّضاً للسقوط.

إنّ الجدارة بالثقة هي أمر ذو قيمة عُليا في حياتنا. والإنسان الجدير بالثقة يُقَدَّر تقديراً كبيراً، أما الإنسان غير الجدير بالثقة فيُعتبر عديم القيمة.

يجب على الشخص أن يجعل الآخرين حوله يظهرون استحقاقهم للثقة ويعملون على اكتسابها، الأمر الذي يجعلهم يشعرون بقيمة أنفسهم وبقيمة الآخرين.



أوفِ بوعدك:

عندما يقطع الإنسان عهداً على نفسه فعليه أن يفي بهذا الوعد. وإذا ما قال امرؤ إنّه سوف يقوم بأمر ما، فإن عليه أن يقوم به. وإذا قال إنّه لن يقوم به فعليه ألا يفعله.

إنّ نظرتنا للآخرين مبنية بدرجة كبيرة على مدى وفائهم بوعودهم. حتى الوالدين، على سبيل المثال، قد يتفاجآن بمدى سقوطهما في عيون أولادهما عندما لا يفيان بوعودهما.

إنّ الأفراد الذين يوفون بوعودهم هم أهلٌ للثقة والإعجاب. أما الأفراد الذين لا يوفون بوعودهم، فإنّ الآخرين ينظرون إليهم بعين ملؤها الازدراء. وسيكون من الصعب جدّاً الثقة بهم، وقد لا يُمنحون فرصة أخرى.

الإنسان الذي لا يفي بوعوده، قد يجد نفسه واقعاً في شرك كلّ أنواع الضمانات والقيود، كما قد يجد علاقاته الطبيعية مع الآخرين قد انقطعت. والواقع أنّه لا توجد أيّة طريقة للعزلة عن الناس أصعب من عدم الوفاء بالوعد.

يجب على المرء ألا يسمح للآخرين أن يستخفوا بوعودهم التي قطعوها على أنفسهم. كما يجب عليه أن يُصرّ على أنّ الولد متى قُطع، يجب أن يُوفى به. إنّ حياة الإنسان تُصبح في غاية الفوضى والاضطراب، إذا ما عمل ذلك الإنسان مع أفراد لا يوفون بوعودهم. إن ذلك لا يعتبر أمراً هيناً.

إنّ الطريق إلى السعادة يُمكن اجتيازه بسهولة أكبر مع من هم جديرون بالثقة.[/SIZE]