سأتحدث باسم صديقتي التي وللأسف لم تستطع إنجاب الأطفال رغم محاولاتها هي وزوجها لأكثر من 12 عاماً.

لقد تزوجا بعد قصة حب عارمة منذ أيام الجامعة، وكنا نحن أصدقائهما شاهدين علي عواطفهما النبيلة والجارفة. وكم سعدنا حين تكلل حبهما بالزواج! وكم كنا نحب لو نرى أطفالا لهما! فقد ظلا منسجمين كزوجين نموذجيين حتى بداية العام الماضي...

قرر فايز أن يقترن بأخرى بحثاً عن نصيبه من الأبوة بعد أن أكد الأطباء أن حالة رانيا ليست في دائرة العلاج الممكن الآن، ورانيا اقتربت من الأربعين وفرصها في الحمل صارت أضعف وأقل.

المهم إنه ورغم أن صديقتي قبلت الفكرة واستسلمت لحظها من زوجها، لكن الغيرة تأكلها بل تفترسها، أحياناً تتصل بي ليلاً وتبدأ في وصلة بكاء ونحيب وهي تتخيل زوجها في حضن امرأة أخرى. خاصة وأنه بات يقضي وقتا أطول في منزل الزوجة الجديدة.

أقول لها لأخفف عنها لا بد أن تلك المرأة تشعر بذات الشيء حين يبيت الليل عندك، فتجيبني ولكني أنا حب حياته أنا من تحملت ظروفه الصعبة وفقره وتعبه ومرضه حين مرض أنا شريكته في الضراء وتلك شريكته فقط في السراء. فأي عدل؟

لا أستطيع أن الوم صديقتي ولا أن أضع نفسي مكانها، فنحن بشر، كتلة من انفعالات وعواطف ومشاعر وحاجات والغيرة مسألة طبيعية، بل ربما أكثر الأمور الطبيعية في حالة صديقتي.

لذلك قررت الاتصال بالطبيب النفسي محمد أبو زيد صديق "أنا زهرة" وأن أسأله عن حل الغيرة.

"بما أن المرأة قبلت أن تظل زوجة ثانية ففي هذه الحالة عليها أن تلعب اللعبة النفسية بشكل جيد وإلا عاشت بقية عمرها تعيسة وستعاني من اضطرابات نفسية وقد تتحول إلى اعتلال في صحتها". يبين أبو زيد مضيفاً "إذا عليها أن تجد وسائل ومخارج لنفسها وأولها العمل، إذا كانت تملك مبلغاً سيساعدها أن تبدأ مشروعاً صغيراً، إذا كانت تملك شهادة عليها البحث فورا عن وظيفة، إذا كانت موظفة عليها تطوير أدائها لتحقيق مواقع أفضل. الترقي الوظيفي والنجاح في الحياة العامة يساعد على تحسين الرضا عن النفس والثقة بها بعد أن تنكسر المرأة بزواج زوجها عيها وتفقد ثقتها بأنوثتها أيضا بسبب عدم الإنجاب". كما يقترح أبو زيد أيضاً أنه وإن كانت المرأة لا تنجب بأن تتبنى طفلا أو تكفل يتيماً فهذا يعوض الجانب الأمومي ويشبعه لديها.

ويؤكد الطبيب النفسي واستشاري الأسرة أنه من المهم أن تظل المرأة معتنية بجمالها ورشاقتها بل وأن تحاول أن تصبح أجمل وأكثر أناقة لكي تبين للآخرين تماسكها واعتدادها بصورتها الاجتماعية. وأن تتعلم أمورا جديدة مثل السباحة قيادة السيارة الرياضة الرسم الموسيقى أو حتى فن الطهي الحديث أو تصميم الإنترنت. لأن اكتساب مهارات جديدة يلهي العقل والنفس عن التفكير في الجوانب السيئة في حياتنا.

وأخيرا ينصح أبو زيد بالنشاط التطوعي الاجتماعي ومساعدة المرضى والمحتاجين فهذا يشد من عزيمتنا ويساعدنا على احتمال بؤسنا الشخصي.

والنصيحة الذهبية منا لك أن يكون لك طبيب نفسي ومستشار تلجئين له وتبوحين بمشاعرك الغاضبة والحزينة من دون الخوف من شماتة أحد أو غيرة أو خسارة صديق.