أظهرت دراسة حديثة أن 71 % من الفتيات التونسيات يرغبن في الهجرة إلى دولة أجنبية، بغض النظر عن اللغة المعتمدة في هذه الدولة أو تلك. وبحسب هذه الدراسة، التي أعدها خبير علم الإجتماع التونسي


حسان القصار بالتعاون مع المعهد الفرنسي للدراسات الديموغرافية في باريس، فإن 28.7% من الفتيات التونسيات على استعداد لوقف تعليمهن إن تلقت عرض زواج من مهاجر.

وفي المقابل، أكدت 28% من الفتيات التونسيات أنهن على استعداد لفسخ إرتباطهن (خطوبة أو زواج)، إذا ما توفرت لهن فرص للعمل خارج تونس. وتشير الدراسة، التي شملت عينة من 150 طالبة تونسية من كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية (9 أبريل) في تونس العاصمة، إلى أن هذه النسبة ترتفع إلى 62.7% في حالة قدم الشريك وعدا لهذه الطالبة بتمكينها من مواصلة تعليمها بعد الزواج.

وتعكس هذه الأرقام التحول الهام الذي طرأ على العقلية الثقافية والاجتماعية للمجتمع التونسي بصفة عامة،والفتاة التونسية بشكل خاص في النظرة إلى الهجرة،ما يعني أن حلم الهجرة لم يعد يقتصر على الرجال فقط ،وإنما أصبح اليوم هدفا يسعى إلى تحقيقه الشاب والفتاة على حد السواء أكان ذلك بطريقة شرعية أو غير شرعية.

ورأى الخبير الإجتماعي التونسي حسان القصار أن عدد النساء المشاركات في الرحلات غير الشرعية للهجرة، قد ارتفع بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية، حيث كثيرا ما ضبطت فتيات أثناء إحباط محاولات الهجرة السرية. وعزا القصار هذه الظاهرة التي وصفها بأنها "حديثة العهد" في تونس، إلى التحولات التي شهدها واقع المرأة التونسية التي مكنت المرأة من بلورة مكانة اجتماعية مستقلة توازي في أحيان كثيرة مكانة الرجل.

ولفت في هذا السياق إلى ارتفاع معدل نمو النساء الحاصلات على شهادات علمية عالية في تونس من 2.5% إلى 6.9%، ما دفع بإتجاه إرتفاع حضور المرأة في سوق العمل من 6% في عام 1966 إلى 26% في عام 2004.

واعتبر القصار أن هذا التحول "جعل من هامش الحرية عند المرأة التونسية يرتفع، ما أكسبها مسؤوليات جديدة إجتماعية تعاملت فيها بندية مع الرجل بالاستناد إلى تحصيلها العلمي الذي يمكنها من العمل، وبالتالي إعالة نفسها وعائلتها"


09/08/2009 15:48:28
موقع بانت
شباب