إنّه لمن المؤسف غياب دور المجتمع في تعليم الأفراد كيفية إنجاح علاقاتهم وتخطي أو حل المشاكل التي قد تطرأ عليها، نقصد بالمجتمع هنا الأم والأب أولاً، فهما يتحملان مسؤولية تعليم أبنائهما كيفية التعامل مع الناس ومع المشاكل، فإذا كنت شخصاً محظوظاً وتعرف كيفية التعامل مع الأشخاص المقربين منك، دعني أخبرك بأنّ والديك عظيمين، فالإنسان يكتسب ثقافته وأسلوبه بالبداية من والديه، ليتحمل المجتمع لاحقاً المهمة، ولكنّ الواقع يظهر وللأسف غياب دور المجتمع بكامل مكوناته، وهذا ما أثبتته الدراسات التي تناولت هذا الأمر.
سنعرض في هذا المقال أكثر 5 أخطاء يقترفها الأفراد تؤدي إلى تدمير علاقاتهم مع الغير، لذا وجب الحذر والحرص



الإعتماد على الشريك في تحقيق السعادة



تعبر الإعتماد على الشريك في تحقيق السعادة من الأمور المدمرة، فالسعادة هي منبع داخلي لا يستمد من أحد إن لم ينبع من الداخل! ففي بداية العلاقة يكون الحب والشوق والإهتمام في أوجه، وبعد الزواج ومع تراكم المسؤوليات قد تخف هذه المشاعر ولكنها لا تختفي، هي تحتاج فقط إلى إشعالها قليلا، فنرى العديد من الأزواج يشكون من الملل، ودعونا نكون صريحين، إن مسؤولية إسعادك أنت ليست على عاتق شريكك، بل مسؤوليتك أنت وحدك! لذا إن أردت إنجاح علاقتك، اعتمد على نفسك، فأنت قادر حقا على إسعاد نفسك.



غياب الصبر بين الطرفين



أشار علماء الاجتماع إلى أنَّ نجاح العلاقة الزوجية يقوم في الأساس على الصبر بين الطرفين، ولا يعتبر الصبر فقط من الأدوات الأساسية لإنجاح علاقة بين طرفين، وإنما هو من العوامل الرئيسية التي تساعدنا على مواجهة الحياة بسعادة أكثر، إذ يفضل أن يتمتَّع كل طرف بالصبر وعدم إستسهال العلاقة، حيث لا يمكن لأيِّ علاقة مهما كانت أن تظلَّ على نفس السوية دون أن تصيبها بعض من المشاكل أو أن تصاب بحالة من الخمول. وبعد مرور فترة زمنية ليست بالقليلة على العلاقة، فإنه لا مفرَّ من أن تصاب العلاقة العاطفية بنوع من الخمول، وهذا لا يعني زوال الحب.
ولكن إذا ما صادف ظهور بعض المشاكل في فترة الخمول هذه، وكانت العلاقة قائمة على معرفة نقاط الاقتناع المدروس منذ البداية، فإنَ الحل يكون سهلاً وفي متناول اليد.



غياب الثقة



بالطبع لسنا بحاجة إلى أن نقول لك أن أمور مثل التجسس على الأخر أو مراقبة الهاتف الشخصي أو الملاحقة طوال الوقت كافية لهدم أي علاقة زوجية، لا تتوقعي عند اكتشاف زوجك قيامك بمثل هذه الأمور أنه سيعاود الوثوق بك أو احترامك من جديد، وبالطبع العكس صحيح بالنسبة للرجال!




غياب الصراحة



على الرغم من أنَ الكثير منا قد يرى أحياناً أنَ الصراحة يمكن أن تكون جارحة، إلا أنها تعتبر من أكثر الأمور المهمة لتقوية العلاقة الزوجية، كما أنَّ ما يميِز العلاقات الناجحة في الأساس الصراحة بين طرفي العلاقة! وأشار الخبراء إلى أنَ الصراحة هي دعامة الشعور بالأمان والراحة تجاه الطرف الآخر.
هذا وتعتبر الصراحة من أبسط المقومات الإنسانية التي يمكن أن يتحلى بها الشخص، وفي الوقت نفسه من أعمقها، وبما أننا في النهاية بشر، فإننا بالتالي لسنا أشخاصاً كاملين معصومين عن الخطأ بشكل مطلق، أي أنَ هناك مساحة للأخطاء في حياتنا، لكن المهم أن تكون هذه الأخطاء ليست عن عمد أو بشكل متكرر لنفس الخطأ، حيث يمكن أن تتحوَل العلاقة إلى خط آخر فتقوم على عدم الاحترام وعدم الاهتمام بالطرف الآخر.
ولكن في حال أراد الشخص فعلاً أن ينجح هذه العلاقة، فإنَّ مسألة مواجهة هذه الأخطاء يمكن أن يتمَ تجاوزها، إن كان هو نفسه صادقاً مع نفسه في الأساس وصادقاً مع شريكه.



عدم وجود توازن في العلاقة



يفضل أن تقوم العلاقة الزوجية على الحنان والاهتمام، حيث إنه من الضروري أن تشعر الطرف الآخر بأنك تهتم به لكي تحافظ العلاقة على استمرارها، ولا تعني الشراكة الزوجية أن تتخلى عن حياتك الاجتماعية مع الأصدقاء، إلا أنه يجب أن تعرف كيف توازن بين الحياة العائلية والحياة الاجتماعية مع الأصدقاء.
وينصح الخبراء بأن يكون الشخص متواجداً دائماً عندما يحتاجه الطرف الآخر، ويفضل أن تظهر الرعاية والحب في المقام الأول لشريكك، لأنَّ ذلك سيعطيك قدراً كبيراً من السعادة والاحترام لنفسك قبل الطرف الآخر.