قال ابن حجر: وفي الحديث "سياسة النساء بأخذ العفو منهن والصبر على عوجهن،

وأن من رام تقويمها فاته الانتفاع بهن مع أنه لا غنى للإنسان عن امرأة

يسكن إليها ويستعين بها على معاشه،فكأنه قال : الاستمتاع بها لا يتم إلا

بالصبر عليها"

ثالثاً: الظلم بإيقاع العقوبات التي لا تتناسب مع الخطأ الذي وقعت فيه المرأة ومن صور ذلك:

· استخدام الضرب كأول خطوة للعلاج: والله عز وجل يقول (واللاتي تخافون

نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ

سبيلاً) النساء، الآية: 34. فإذن الموعظة ثم الهجر ثم الضرب غير المبرح.

لقوله صلى الله عليه وسلم "استوصوا بالنساء خيراً، فإنما هن عوان عندكم،

ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن،

فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضرباً غير مبرح"

· ومن الظلم في مبدأ العقوبات: إ***ج الزوجة من بيتها بدون مسوغ شرعي

يقتضي ذلك والله عز وجل يقول: (لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن

يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله، ومن يتعد حدود الله فقد ظلم

نفسه).الطلاق، الآية:1.

· ومن الظلم في مبدأ العقوبات: الضرب على الوجه والسب والتقبيح. جاء رجل

إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: ما حق المرأة على زوجها؟ فقال: "أن

يطعمها إذا طعم، ويكسوها إذا اكتسى، ولا يضرب الوجه، ولا يقبح ، ولا يهجر

إلا في البيت".

ومن أخطاء الرجال في حق زوجاتهم:

رابعا:ً التقتير في النفقة:

إن نفقة الزوج على زوجته واجبة بالكتاب والسنة والإجماع. قال الله تعالى:

(وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف) البقرة، الآية :233 ، والمعروف:

المتعارف عليه في عرف الشرع من غير إفراط ولا تفريط .. وإنما استحقت

الزوجة هذه النفقة لتمكينها له من الاستمتاع بها، وطاعتها له، والقرار في

بيته وتدبير منزله، وحضانة أطفاله وتربية أولاده... فإذا ابتليت المرأة

بزوج شحيح بخيل يمنعها حقها في النفقة بغير مسوغ شرعي فلها أن تأخذ من

ماله ما يكفيها بالمعروف، وإن لم يعلم الزوج. قالت هند بنت عتبة: يا رسول

الله إن أبا سفيان رجل شحيح، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي، إلا ما أخذت

منه، وهو لا يعلم؟فقال: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف".

أيها الزوج الكريم:

إن النفقة على زوجتك وأولادك صدقة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة".

ويقول أيضاً عليه أفضل الصلاة والسلام: "أفضل دينار: دينار ينفقه الرجل على عياله".

خامساً: الغلظة والرعونة وعدم التلطف مع الأهل:

وقد قال صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً،

وخياركم خياركم لنسائهم" .. وروى الترمذي بسند فيه انقطاع: "أكمل المؤمنين

إيماناً أحسنهم خلقاً، وألطفهم بأهله" .. ومن التلطف إدخال السرور عليهم

باللهو المباح، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "كل شيء ليس من ذكر الله

لهو أو سهو، إلا أن يكون أربع خصال: ومنها ملاعبة الرجل أهله". وقد قال

صلى الله عليه وسلم لعائشة: "تعالي حتى أسابقك" قالت "فسابقني فسبقته" ومن

الملاطفة أن تطعمها بيدك، يقول عليه أفضل الصلاة والسلام: "إنك لن تنفق

نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك".

ومن التلطف مع الزوجة نداؤها بأسماء التدليل وأحياناً بالترخيم لزيادة

المحبة والمودة. فقد كان عليه الصلاة والسلام ينادي عائشة رضي الله عنها

فيقول :"يا حميراء، أتحبين أن تنظري إليهم" وأحيانً كان يناديها فيقول:

"يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام".

سادساً: استنكاف الرجل عن مساعدة زوجته في بعض شؤون البيت .. بل بعض

الجهال يعده من خوارم الرجولة ... وهذا هو سيد الرجال عليه أفضل الصلاة

والسلام تحدث عنه عائشة وقد سئلت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يصنع

في بيته؟! قالت : كان يكون في مهنة أهله "تعني في خدمة أهله" فإذا حضرت

الصلاة خرج إلى الصلاة. كيف لا يكون كذلك وهو الذي يقول صلى الله عليه

وسلم: "أنا خيركم لأهلي".

سابعاً: نشر أسرار زوجته وعيوبها. فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن شر

الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم

ينشر سرها".

ثامناً: تسرع وتساهل بعض الأزواج في طلاق زوجاتهم.

أيها الزوج الكريم: إن الصلة بينك وبين زوجتك من أقدس الصلات وأوثقها،

وليس أدل على قدسيتها من أن الله عز وجل سمى العهد بين الزوج وزوجته

بالميثاق الغليظ فقال: (أخذن منكم ميثاقاً غليظاً ) النساء، الآية: 21 .

ولذلك كان حل رابطة الزواج، وإنهاء العلاقة الزوجية أمراً بغيضاً في

الإسلام لما يترتب عليه من تفكيك للأسرة وتشتيت لأفرادها. وقد قال الرسول

صلى الله عليه وسلم: "أبغض الحلال إلى الله عز وجل الطلاق". فلا ينبغي

للمسلم أن يقدم عليه دون مسوغ مقبول.

أيها الزوج الكريم: إن الطلاق لم يشرع في الإسلام ليكون سيفاً مصلتاً على

رقبة المرأة كما يعتقد بعض الأزواج، ولا شرع ليكون يميناً تؤكد به الأخبار

كما يفعل بعض الجهال، ولا ليكرم به الضيوف، ولا لحمل المخاطب على فعل شيء

أو الامتناع عن شيء مثل ما اعتاد عليه بعض الناس حيث يقول مخاطباً صديقه:

"عليّ الطلاق إلا ....." فهذا خطأ عظيم وانحراف كبير في استعمال هذا الأمر

الشرعي...

أيها الزوج : إن الإسلام لا يغفل عن الواقع، فقد ينشب الخلاف بين

الزوجين، مما يؤدي إلى الطلاق، ولكن لا يجوز أن يكون الطلاق الخطوة الأولى

في حسم خلافك مع زوجتك؛ بل لا بد من أن تلجأ إلى الكثير من الوسائل قبل

الطلاق لعلاج هذا الخلاف. فلا تعجل ولا تتسرع بالطلاق فتندم بعد فوات الاوان