السنة في الاصطلاحات الشرعية




أبو الحسن هشام المحجوبي ... وديع الراضي




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد :




فلا شك أن السنة النبوية تعتبرُ نصف الدين أو أكثر، والمصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم؛ لذلك تُعتَبر أكثرَ المصطلحات المهيمنة على اللغة العلمية في جميع العلوم الإسلامية، وكل علم يُعبِّر عنها بالسياق المناسب لوظيفته الشرعية.




*** فعلماء العقيدة يُعرِّفون السنَّة بالفهم الصحيح للإسلام الذي يترتب عليه الاعتقاد الصحيح؛ لكون السنة دلّت عليه في أحاديث كثيرة، ويقابلونها في أغلب استعمالاتهم بالبدعة والضلال.




قال ابن رجب الحنبلي في كتابه "جامع العلوم والحكم": "وكثير من العلماء المتأخرين يخصُّ اسم السُّنة بما يتعلَّق بالعقائد".




*** وأما الأصوليون والمُحدِّثون، فيُعرِّفون السنة بما أُضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الأقوال، والأفعال، والتقريرات، والصفات الخُلقية والخِلقية؛ لأن وظيفة الأصوليين استقراء أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته؛ ليستخرجوا منها الأصول والقواعد والضوابط الشرعية.




*** وأما المُحدِّثون، فإن موضع بحثِهم يرتكز على دراسة أسانيد ومتون أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم المتضمنة لأقواله وأفعاله وتقريراته وصفاته الخُلقية والخِلقية، قصد تمييز الصحيح من الضعيف.




*** وأما الفقهاء، فإنهم يُعرِّفون السنّة بما أمر به الشرع على سبيل التفضيل، يُثاب فاعلها امتثالاً للشرع، ولا يأثم تاركها، ومثال ذلك قول كثير منهم : "رفع اليدين في الصلاة سُنَّة".




نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا جميعًا
وأن يغفر ذنوبنا ويبارك في عملنا
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين