عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
الأدب مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) .
الأدب مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
ربيع شكير
إن الحمد لله، نَحمَده ونستعينه ونستغفره، ونؤمن به ونتوكَّل عليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اختاره لوحْيه، وانتخَبه لرسالته، وفضَّله على جميع خلْقه، رفَع ذِكره مع ذكره في الأولى، وجعَله الشافع والمُشفَّع في الآخرة، أفضل خَلقه نفسًا، وخيرهم نسَبًا ودارًا، فصلى الله على نبيِّنا كلما ذكَره الذاكرون، وغفَل عن ذِكره الغافلون، وصلى الله عليه في الأوَّلين والآخرين أفضل وأكثر وأزكى ما صلَّى على أحدٍ من خلْقه، وزكَّانا وإيَّاكم بالصلاة عليه أفضل ما زكى أحدًا من أُمَّته بصلاته عليه، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته[1].
أمَّا بعدُ :
فمن الأدب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الآتي :
الأدب الأول : الصلاة عليه عند ذكره :
قال تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب:56].
الأدب الثاني : تعزيره وتوقيره :
قال تعالى : ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ [2] وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفتح: 8 - 9].
الأدب الثالث :
محبَّته - صلى الله عليه وسلم - وتقديم ذلك على محبة الناس أجمعين، حتى النفس والولد والوالد.
الأدب الرابع :
اقتفاء أثره، واتِّباع هدْيه، والسَّير على طريقته، والحرص على الاقتداء به.
الأدب الخامس : تحكيم شرْعه :
قال تعالى : ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا [3]مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].
الأدب السادس :
الاعتقاد بأنه بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصَح الأُمة، وجاهَد في الله حقَّ جهاده حتى أتاه اليقين.
الأدب السابع : ألاَّ يُتقدَّم بين يديه بأمرٍ ولا نهي :
يقول ابن القيِّم :
من الأدب مع الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ألاَّ يُتقدَّم بين يديه بأمر ولا نهي، ولا إذنٍ ولا تصرُّف، حتى يأمر هو ويَنهى ويَأْذَن؛ كما قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الحجرات: 1].
وهذا باقٍ إلى يوم القيامة ولم يُنسَخ، فالتقدُّم بين يدي سُنته بعد وفاته كالتقدُّم بين يديه في حياته، ولا فرق بينهما عند كل ذي عقلٍ سليم.
الأدب الثامن :
ألاَّ يَذكره باسمِه فقط، بل لا بدَّ من زيادة ذِكر النبوَّة والرسالة؛ لقول الله تعالى : ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ﴾ [النور: 63].
الأدب التاسع : ألا تُرفَع الأصوات فوق صوته؛ فإنه سببٌ لحبوط الأعمال :
قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 2].
أسأل الله أن يوفِّقنا جميعًا للأدب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
والحمد لله ربِّ العالمين.
المفضلات