لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ.


عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:


(( لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ))


[ مسلم، الترمذي، أبو داود، ابن ماجه، أحمد ]


أنا، وعندي، ولي، ونحن هذه كلمات مهلكات، نحن، قال هذا الكلام قوم بلقيس، قال تعالى:


﴿ نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾


[ سورة النمل: الآية 33]
فأهلكهم الله، وقال: إبليس: أنا خير منه، فأهلكه الله، وقال فرعون: أليس لي ملك مصر، فأهلكه الله، وقال قارون: إنما أوتيته على علم عندي.
العبرة ألا تنسى الله، ألا تعتد بقوتك، ألا تعتد بمالك، ألا تعتد بجاهك، ألا تعتد بنسبك، ألا تعتد بعلمك
هناك حقيقة، أنه كلما تذللت إلى الله عز وجل أعزك الله، المؤمن يمرغ جبهته على أعتاب الله، فيعزه الله، ويرفع شأنه، ويعلي قدره، ويجعل له هيبة، من رآه هابه، والذي يعتز بغير الله بماله أو بسلطانه، أو بنسبه أو بحسبه، أو بمتاعه الله عز وجل تأديباً له، و محبة له من أن يتمادى في الشرك،
فالكبر يفسد العمل كما يفسد الخل العسل، الكبر يتناقض مع العبودية لله عز وجل،


(( إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً ))
هل هذا من الكبر ؟ النبي عليه الصلاة والسلام قال: لا، قَالَ:


(( إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ))
طبعاً هذا الحديث هناك من يبالغ في إساءة فهمه، يملأ عينيه من الحرام، ويقول: إن الله جميل يحب الجمال، ليس هذا هو المعنى، المعنى إذا كان بيتك نظيفاً ومرتباً، فهذا سبب محبة الله لك، إذا كنت نظيفاً ومرتباً، وذا هندام حسن، أصلحت شعرك، أصلحت نعلك، أصلحت ثوبك، حسنوا رحالكم، وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا شامة بين الناس.
أما الكبر:


(( بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ ))
الكبر أن تقول: هذه العلاقة ربوية، تقول: هذا شيء قديم، نحن في عصر لابد من استثمار المال عن طريق البنوك، فهي آمَنُ مكان، تقول له: الاختلاط محرم، لا، المرأة نصف المجتمع، و كل مجتمع فيه امرأة المجتمع منضبط، و مهذب، مادام هناك شباب و بنات فالشاب يميل للنعومة، و اللطافة، لأنه هناك بنت، أما إذا لم توجد الفتاة يصبحون كالبغال، هذا ما يقولون،


(( الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ ))
أنت ترد حكماً شرعياً، أن ترفض آية:


﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾







[ سورة النور: الآية 30]
يقول لك: أين أذهب بعيوني ؟ أن ترد الحق، أن ترفض حكم الله، أن ترفض آية، أن ترفض حديثاً،


(( الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ ))
هناك حالات مرضية، و بدرجة عالية من الخطورة أن الإنسان لا يحتمل أن يرى من هو أفضل منه، فإذا رأى من هو أفضل منه بخسه، و اتهمه، و شكك في نواياه، حتى يبقى هو في الأوج، هذا النمط التوحدي أنه لا يوجد غيرك نمط خطير في المجتمع، فدائماً همه يمدح نفسه، و يبخس الآخرين، يقلل من قيمتهم، يقلل من مكانتهم، يشكك بنواياهم، يفرغ عملهم من مضمونه الأخلاقي، يتهم كل إنسان بأنه منافق، مرائي، لا تصدقه، ليس كذلك، هذا كبر في الإنسان.
قد تتكبر بشكلك، الله عز وجل أحياناً يمنح الإنسان وسامة، و قد تتكبر بعلمك، و قد تتكبر بمالك، و قد تتكبر بنسبك، و قد تتكبر بمنصبك، فالكبر يتناقض مع العبودية لله
أن تقلل من شأن الناس، أن تبحث عن عيوبهم، أن تشكك في نواياهم، أن تزدريهم، ألا تعبأ بهم، هذا من علامة الكبر لذلك هناك معصيتان معصية غلبة و معصية كبر.
معصية الكبر هي معصية إبليس، و معصية الغلبة هي معصية سيدنا آدم، الله عز وجل غفر له سريعاً، لأنه لم يجد له عزماً على المعصية، و يوجد تواضع، و أناب إلى ربه سريعاً.