إنّ القرآن الكريم ليس به كلمات مترادفة أبداً ، فعندما يذكر كلمة [ صـيام ] بحرف [ الياء ] ، فإنّه ﻻ* يقصد بها كلمة [ صـوم ] بحرف [ الواو ] .




إنّ كلمة [ الصـيام ] يقصد بها القرآن الكريم اﻻ*متناع عن الطعـام و الشراب و باقي المفطرات من الفجر حتّى المغرب ، أي فريضة [ الصـيام ] المعروفة خﻼ*ل شهر رمضان المبارك ،


الصيام هو تمرين لكبت جماح النفس و ابعادها عن الشهوات بجميع انواعها و اخص بالذكر شهوة البطن و شهوة الفرج...
, امتناع عن المفطرات المادية و يعتبر خاص بخصوصية العبادة التي تظل بين العبد وربه
لكنه عام نظرا لوجوب صيام شهر رمضان من قبل كل المسلمين باستثناء اصحاب الاعذار... الاكل و الشرب حلال محلل في سائر ايام و اشهر السنة الا في شهر رمضان المبارك




قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كـتب عليكم الصـيام ) البقرة 183 ،
و لم يقل : [ كـتب عليكم الصـوم ] .


أمّـا [ الصـوم ] : فهو امتناع عن المفطرات المعنوية بترك الالفاظ النابية و التحلي بالاخلاق و التكلم بالطيب من الكلام و [ قول الحقّ ] سـواء في رمضان أو غيره
و ترك كل ما يساهم في انحطاط الافراد و المجتمعات من نشر للمنكرات و الموبقات...
كمثال غض البصر عن ما تبثه القنوات الهابطة: هو صوم العين
و صوم اللسان بترك الفحش من الكلام و الغيبة و النميمة...


الصوم عام و شامل :يكون على مدار السنة موجه لجميع المسلمين بشتى الوانهم و اجناسهم و لغاتهم
لكنه خاص: بمعنى من وصل لتلك الدرجة و هي الصوم فقد تحلى بصفة يتميز بها الصالحون و خصوصية لن تجدها عند غيرهم, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة، فمن تركها من خوف الله أثابه جل وعز إيماناً، يجد حلاوته في قلبه) رواه الحاكم وقال: حديث صحيح...و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الصوم أمانة، فليحفظ أحدكم أمانته) أخرجه الخرائطي وإسناده حسن




[ الصوم ] يأتي مع [ الصـيام ] و بعـده
و الدليل على ذلك:


ما ورد في القرآن الكريم : ( فـكلي و اشـربي و قـرّي عيناً و إمّـا تـرينّ من البشـر أحـداً فقولي إنّي نذرت للرحمن صـومـاً ) مريم 26 ،




أي أنّ مريم عليها السﻼ*م قـد نذرت [ صـوماً ] و هي تأكل و تشـرب ،




و [ الصـيام ] لوحده دون أنْ يُرافقـه [ الصـوم ] ﻻ* يُؤدّي الغرض المطلوب تمـاماً لقولـه صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلّم في حديثه الشريف:


: ( مَـنْ لمْ يدعْ قول الزور و العمـل بـه فليس للـه حاجـة في أنْ يدع طعامـه و شـرابـه )


أيْ ﻻ*بـدّ من [ الصوم ] مع [ الصيام ] ،


فمن السهل على اﻹ*نسان الجوع و العطش من الفجر للمغرب ،


لكنّ من أشـدّ الصعوبات عليه قول الحقّ خاصّة إذا كان على نفسـه ، ﻷ*نّ [ الصبْر ] الحقيقي هو في مُعاملة اﻵ*خرين :


( و جعلْنا بعْضكُم لبعْضٍ فتنةً ، أتَصْبرون ) الفرقان 20 ،


و اﻷ*همّ ما في الموضوع هـو فهـم الحديث القدسـيّ جـيّداً و اﻻ*نتباه لكلماته بدقّة أيضاً :


( كـلّ عمـل ابن آدم لـه إﻻ*ً الصـوم فإنّـه لـي و أنـا أجـزي بـه ) ،


نﻼ*حظ أنّـه ذكر [ الصـوم ] و لـم يقل [ الصـيام ] ، ﻷ*نـه ب [ الصـوم ] تنتهي المشاكل و يخفّ الضـغط على المحـاكم ،


أمّـا الصـيام مع سـوء الخلق فإنّـه يزيد عمـل المحاكم ، فصـوموا [ صـوماً ] و [ صـياماً ] لتعمّ الفائـدة