الشفاعة . يوم القيامة . رسول الله صلى الله عليه و سلم و أمته


هَكَذَا سَيَسْتَقْبُلَنَا رَسُولْ اللهْ !




هَكَذَا ..‘
.................... سَيَسْتَقْبِلنَا رَسُولْ اللهْ.


فَيْ الصَحَيحيَن و المَسَند و غَيرهُما : أنْ الله - تَعَالى - يَجْمَعْ الأولَيَن و الآخَريَن فَي صَعيَد واحـدْ / يسَمعهُم الداعَيْ
وينفذهم البصَر و تَدنُو الشَمسْ فيبلغْ النَاس من الغَم و الكرب ما لا يطيقُون و يحتملُون ، فإذا إشتَد عليهم ذلك ،
ورجوا أن يفصل الله بينهم القضاء ، قال بعضهم لبعض : ألا ترون ما أنتم فيه ، و ما قد بلغكم ؟ ألا تنظرون من يشفع
لكم إلى ربكم .




فيقُول بَعض الناسْ : أبوكم ,آدَمْ‘، فيأتُون آدَم فيقولون : يا آدَم أنت أبوالبشر ، خَلقَك الله بيَده ، ونفخ
فيك روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، فإشفع لنا إلى ربَك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا .
فيقول آدمْ / إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، و لن يغضب بعده مثله ، و إنه نهاني عن الشجره
فعصيت نفسي نفسي .. إذهبوا إلى غيري ، إذهبوا إلى ,نوح‘، .




فيأتُون نوحاً فيقولون : يَا نُوحْ أنت أبو الرسَل إلى أهل الأرض و سماك الله عبداً شكُوراَ فإشفع لنا إلى ربَك ، ألا ترى
ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟


فيقول نوح / إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، و لن يغضب بعده مثله ، و إن كان لي دعوة فدعوتها
على قومي ، فيقول نفسي نفسي .. إذهبوا إلى غيري ، إذهبوا إلى ,إبراهَيمْ‘، .








فيأتُون إبراهَيم فيقولون : يَا إبراهيم أنت نَبي الله و خليفَه من أهل الأرض اَ فإشفع لنا إلى ربَك ، ألا ترى
ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟
فيقول إبراهيَم / إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، و لن يغضب بعده مثله ، فذكر كذباته
فيقول نفسي نفسي .. إذهبوا إلى غيري ، إذهبوا إلى ,موسى‘، .




فيأتُون موسى فيقولون : يَا موسى أنت رسول الله إصطفاك برسالته و بتكليمه على الناس فإشفع لنا إلى ربَك ،
ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟
فيقول موسى / إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، و لن يغضب بعده مثله ، و إني قتلت نفسا لم أؤمر
بقتلها فيقول نفسي نفسي ..نفسي نفسي .. إذهبوا إلى غيري ، إذهبوا إلى ,عيسى‘، .






فيأتُون عيسى فيقولون : يَا عيسى أنت رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، و كلمت الناس في المهد
فإشفع لنا إلى ربَك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟
فيقول عيسى / إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، و لن يغضب بعده مثله ،- و لم يذكر ذنباً - فيقول
نفسي نفسي ..نفسي نفسي .. إذهبوا إلى غيري ، إذهبوا إلى ,محمد‘، .






قَال صَلى الله عليه و سلم : فيأتوني فيقولون : يَا محمد أنت رسول الله و خاتم النبيين ، غفر الله لك ما تقدم من ذنبك
و ما تأخر .. فإشفع لنا إلى ربَك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟


فأقوم و أقف تحت العرش / فأقع ساجداً لربي ، ثم يفتح الله علي و يلهمني من محامده ، و حسن الثناء عليه ما لم يفتحه
على أحد قبلي ، فيقال : يا ,محمد‘،.. إرفع رأسك و سل تعط .. و إشفع تشفع .


فأقول ,يا رَبْ ‘ أمتي أمتي يارب أمتي أمتي !
فيقول يا ,محمد‘ أدخل من امتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنه ،
و هم شركاء الناس فيما سواه من أبواب ، ثم يفصل الله القضاء بين الناس .
وهذه الشفاعه العظمى ، و النجاة الكبرى لا تكون :
إلا للمصليَن أما غير المصلين فلا ولا كرامه .
قال تعالى : (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (85) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (86)
لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا)
[مريم: 85 ـ 87]


قال صلى الله عليه و سلم :
العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفرْ .