بـــــــــاب المراقبــــــــة


رواية رياض الصالحين




حديث / 67 / 8








عن أبي هريرة_ رضي الله عنه_ قال




قال : رسول الله صلي الله عليه وسلم


( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)




حديث حسن رواه الترمذي وغيره








رواية الحديث من سنن الترمذي




قال الترمذي في سننه




حَدَّثَنَا ‏ ‏أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ ‏‏وَغَيْرُ وَاحِدٍ



‏ ‏قَالُوا حَدَّثَنَا ‏ ‏أَبُو مُسْهِرٍ ‏، ‏عَنْ ‏ ‏إِسْمَعِيل َبْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَمَاعَةَ ‏ ،‏عَنْ ‏ ‏الْأَوْزَاعِيِّ ‏، ‏عَنْ ‏ ‏قُرَّةَ‏ ‏عَنْ ‏، ‏الزُّهْرِيِّ ‏



‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَلَمَةَ ‏


‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏‏قَالَ ‏



قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏


" ‏مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ‏"





سنن الترمذي / تحقيق الشيخ الألباني




كتاب الزهد عن رسول الله



بابفيمن تكلم بكلمة يضحك بها الناس




حديث رقم: 2317 / التحقيق : صحيح




يلاحظ أن رواية رياض الصالحين مطابقة لرواية سنن الترمذي
شرح الحديث



قال الشيخ العثيمين رحمه الله



فى كتاب رياض الصالحين


محمد بن صالح العثيمين رحمه الله /ج1/


باب المراقبة / الطبعة الإلكترونية



حديث رقم 67/8






إسلام المرء هو استسلامه لله


_ عز وجل_



ظاهرا وباطنا


فأما باطنا فاستسلام العبد لربه بإصلاح


عقيدته وإصلاح قلبه



وذلك بأن يكون مؤمنا


بكل ما يجب الإيمان به على ما سبق


في حديث جبريل.


وأما الاستسلام ظاهرا فهو إصلاح عمله الظاهر


كأقواله بلسانه وأفعاله بجوارحه.


والناس يختلفون في الإسلام اختلافا ظاهرا كثيراً


كما أن الناس يختلفون في اشكالهم وصورهم


منهم الطويل ومنهم القصير


ومنهم الضخم ومنهم من دون ذلك


ومنهم القبيح ومنهم الجميل


فيختلفون اختلافاً ظاهراً.


فكذلك أيضا يختلفون في إسلامهم لله


_ عز وجل_


حتى قال الله في كتابه:



( لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ


لاأُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ


وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى )


(الحديد: من الآية10)



وإذا كان الناس يختلفون في الإسلام


فإن مما يزيد في حسن إسلام المرء


أن يدع ما لا يعنيه ولا يهمه لا في دينه ولا في دنياه.
فالإنسان المسلم إذا أراد أن يجعل إسلامه حسنا


فليدع ما لا يعنيه


فالشيء الذي لا يهمه يتركه







فمثلا: إذا كان هناك عمل وترددت هل تفعل أو لا تفعل؟


انظر هل هو من الأمور الهامة في دينك ودنياك فافعله،


وإلا فاتركه، والسلامة اسلم



كذلك أيضا أن لا تدخل في شؤون الناس


إذا كان هذا لا يهمك


وهذا خلاف ما يفعله بعض الناس اليوم


من حرصه على اطلاعه على أعراض الناس وأحوالهم


ويجد اثنان يتكلمان فيحاول أن يتقرب منهما


حتى يسمع ما يقولان


ويجد شخصا جاء من جهة من الجهات فتراه يبحث وربما يبادر الشخص نفسه ويقول له


من أين جئت؟


وماذا قال لك فلان؟ وماذا قلت له؟


وما أشبه ذلك في أمور لا تعنيه ولا تهمه



فالأمور التي لا تعنيك اتركها


فإن هذا من حسن إسلامك


وهو أيضا فيه راحة للإنسان


فكون الإنسان لا يهمه إلا نفسه هذا هو الراحة







أما الذي يتتبع أحوال الناس ماذا قيل؟


وماذا حدث لهم؟ ...


فانه سوف يتعب تعباً عظيماً


ويفوت علي نفسه خيراً كثيراً


مع انه لا يستفيد شيئاً


فاجعل دأبك داب نفسك، وهمك هم نفسك


وانظر إلى ما ينفعك فافعله


والذي لا ينفعك اتركه


وليس من حسن إسلامك


أن تبحث عن أشياء لا تهمك


ولو أننا مشينا علي هذا وصار الإنسان دأبه داب نفسه


ولا ينظر إلا إلى فعله


لحصل خيراً كثيراً.


أما بعض الناس تجده مشغولا بشؤون غيره


فيما لا فائدة له فيه


فيضيع أوقاته ويشغل قلبه ويشتت فكره


وتضيع عليه مصالح كثيرة.



وتجد الرجل الدؤوب


الذي ليس له هم إلا نفسه وما يعنيه


تحده ينتج ويثمر ويحصل


ويكون في راحة فكرية وقلبية وبدنية


ولذا يعد هذا الحديث من جوامع كلم


النبي صلي الله عليه وسلم


فإذا أردت شيئا فعلا أو تركا انظر هل يهمك أو لا؟!


إن كان لا يهمك اتركه ولا تتعرض له واسترح منه


وأرح قلبك وفكرك وعقلك وبدنك


وإن كان يهمك فاشتغل به بحسبه







فعلي كل حال كل إنسان عاقل


كما جاء في الحديث السابق


(( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت))(1)


فكل إنسان عاقل يحرص علىأن يعمل لما بعد الموت
ويحاسب نفسه علي أعمالها.
والله الموفق