إنّ النور سواء أكان المراد به كتابا يهدي إلى الرشد ، أو حجة تكشف النقاب عن الشبهات . أو رسولا يدعو الناس إلى الحق . أو إيمانا يعمر به قلب المؤمن . أو عملا يحقق لصاحبه رضوان الله ... كل ذلك له مصدر واحد هو الله سبحانه وتعالى . والقرآن على ذلك خير شاهد :
" الله نور السموات والأرض " ، " يهدي الله لنوره من يشاء " ، " ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور " .
ولهذا الاعتبارات وحّد النور في القرآن تبعا لوحدة مصدره . وهو " الله " نور السموات والأرض .
أما الجهل والكفر والظلال فقد تعددت أسبابها ومصادرها . فالشيطان ضال مضل . والأصنام والأوثان مضلة . والأهواء مضلة . وأصدقاء السوء ضالون مضلون .. ولهذا تعددت الظلمات تبعا لتعدد مصادرها .. والله أعلم . "
من كتاب : خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية . د . عبدالعظيم المطعني