سبحان الله الذي رفع قدر العلم والعلماء ، والحمد لله الذي كرمنا بنعمة العقل وحفظه لنا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأن محمدا عبدالله ورسوله.
أما بعد:
فقد سمعت في خطبة الجمعة التي كانت بموضوع العام الدراسي الجديد. وقد بين الخطيب أهمية طلب العلم ومكانة طالب العلم في اسلامنا الحنيف. فقد كرم ديننا الاسلامي العقل وحث على طلب العلم حيث قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :( من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم )1 وقال صلى الله عليه وسلم : ( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة )2 ويقول أيضا صلوات الله وسلامه عليه : (إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير )3.
أخواني وأخواتي: الحمد لله الذي وفقني بقراءة من الكتب الكثير ، وأعلم بأن بعضكم قد قرأ أكثر ، وإن منكم من حضر ندوات ومحاضرات عديدة. وكم كبير منكم من سلك درب التدريب ليعلم الناس الخير والقيم الحميدة. أتذكر مدربنا المهندس محمد بدرة وهو يعلمنا قيمة الانصات في دورته "مدرب إيلاف ترين المعتمد". ليس قيمة الانصات فقط ولكن فقد تعلمت في دورته الكثير من المعلومات ، صقلت بعض المهارات ، تعرفت على بعض الوجوه الجديدة ، تبادلنا بعض الكتب المفيدة ، وكل ذلك في جو من الألفة والأخوة الدافئة ، فما هذا الخير العميم ؟ أهو من المدرب أم من المتدربين أم من الطقم والكادر الإداري التنظيمي ؟ أهو من العلم أم هو نور الإيمان الذي حباه الله لكم في قلوبكم ؟
في الختام أود أن أشارككم حديث النبي صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لا يشكر الله من لا يشكر الناس "4 فحري بي أن أبادر بتطبيق سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم بأن أشكر من عمل في إيلاف ترين وكان سببا في إيقاظي من غفلة الجهل وتحفيزي وحثي للقراءة والإنصات فهما وسيلتا الاتصال الاساسية في طلب العلم.
1 أبو داود: 3157
2 الترمذي: 2570
3 الترمذي: 2685
4 سنن أبي داود: 4813