بقلم روب سيكسميث
دمشق، سوريا، 7 أكتوبر/تشرين الأول 2010 – كافحت سوريا طويلاً لتلبية احتياجات مواطنيها من المعاقين بأفضل السبل، شأنها في ذلك شأن البلدان الأخرى في المنطقة. وتشير الدورة الإقليمية السابعة للأولمبياد الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي عقدت مؤخراً في دمشق، إلى أن سوريا اختارت الاحتفال بذوي الاحتياجات الخاصة والعمل على إدماجهم في المجتمع.
وقد تجمع أكثر من 2000 رياضي من 23 بلداً في دورة الألعاب. وتم حفل الافتتاح بمشاركة السيدة الأولى أسماء الأسد وغيرها من الشخصيات الراعية عالية المستوى، فضلاً عن مجموعة من الشركاء الإقليميين والعالميين، بما في ذلك اليونيسف. وأكد المتحدثون على أن الأطفال ذوي الإعاقة لهم نفس الحقوق التي يتمتع بها جميع الأطفال الآخرون، بما في ذلك الحق في تطوير إمكاناتهم الكاملة.
وأشار رئيس الأولمبياد الخاص الدولي والمدير التنفيذي جيه برادي لوم: "شهدنا في الأيام الثلاثة الماضية مستوى مدهش من الالتزام من جانب الحكومة السورية وسعادة السيدة الأولى والوزارات."
كما أكدّ مدير الشراكات متعددة الأطراف والتنمية للأولمبياد الخاص ديفيد إيفانجليستا نقطة السيد لوم: "أتمنى أن يكون ما حدث هنا في سوريا هو دليل على وجود مستقبل أكثر إشراقا لذوي الإعاقة. إنه مثال على الفرق الذي يمكن لليونيسف أن تحدثه، عند اشتراكها مع المجموعات الأخرى."
تحوّل في المواقف
وبطبيعة الحال، كانت الفعاليات الرياضية والعامة هي العناصر الرئيسية في دورة الالعاب الإقليمية الاولمبية الخاصة. كما كانت المبادرات الصحية والتدريبية المتخصصة، التي جرت على هامش دورة الالعاب، بارزة أيضاً، مثلاً الدورة التثقيفية حول المدارس والصغار من ذوي الاحتياجات الخاصة والتي نظمتها اليونيسف.
وقد تكون دورة الألعاب في غاية الأهمية من أجل حدوث تحول تدريجي في المواقف التي تمثلها والمتعلقة بالطابع الإنساني لذوي الاحتياجات الخاصة. وقد استشعر هذا التحول الكبير وواسع النطاق عدد كبير من المتطوعين في الأولمبياد الخاص في دمشق.
وقال علاء مزين، وهو شاب حديث التخرج: "قبل هذا الحدث، لم تكن لدي أي خبرة عن ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن كمتطوع تلقيت تدريباً وتفاعلت معهم، واشعر الآن أنهم أناس لديهم روح الابتكار وأنهم يتفاعلون بشكل جيد للغاية مع أولئك الذين يهتمون بهم".
إن هذا الجو من التفاعل والقبول هو سبب واحد فقط لشراكة اليونيسف العالمية مع الأولمبياد الخاص. ولكن هناك سبب آخر جوهري وهو الشعور بالإنجاز وروح الجماعة الذي يشعر به الرياضيون الصغار أنفسهم. فقد كان الأطفال والمدربون والمتطوعون والآباء على حد سواء سعداء بالفرص التي تمثلها دورة الألعاب الإقليمية.
العيش بصورة مستقلة
وأشارت والدة أحد الرياضيين الشباب المشاركين في دورة الالعاب الاولمبية الخاصة واسمه عبد الله فالون: "لا يمكنني وصف شعوري. شعرت أن موهبته ظهرت. لقد عرفت طويلاً أن الأشخاص الذين يعانون تلفاً في المخ يكونون موهوبين في نواح كثيرة. ولكن كثيراً ما يعتقد المجتمع أن الأطفال من ذوي الإعاقة لا يمكنهم المشاركة في المجتمع، ولكن مع مثل هذه الأحداث، فهم يثبتون أنهم قادرون على تحقيق الكثير من الامور."
وكان أحد أكبر العوائق التي تحول دون الدخول في التعليم هو الاختلاف بين المناهج الدراسية العراقية والسورية، وتفاقمت هذه المشكلة مع واقع أن العديد من اللاجئين تأخروا في دراستهم بسبب النزاع.
وقال سرور، 17 عاماً: "في البداية كان الأمر صعباً حيث أنني تركت التعليم لمدة أربع سنوات. كنا غرباء وكان النظام صعباً هنا، ولكن بعد ذلك أصبح لدينا فصول اضافية. وزادت جرأتي على التعلّم "
تم إنشاء فصول تقوية مصممة كجزء من مشروع مشترك بين اليونيسف والاتحاد الأوروبي لدعم المدارس السورية. والمشروع بدأه على أرض الواقع المجلس الدانمركي للاجئين، وهو شريك اليونيسف، وكان لفصول التقوية تأثير كبير.
منهج متعدد الأوجه
وقال اوليفييه بيوتشر، المدير القطري للمجلس الدانمركي للاجئين في سوريا: "رأينا أن الأطفال العراقيين يتسربون من المدارس. ولإبقائهم في التعليم، بدأنا فصول التقوية. واذا نظرت إلى درجات الأطفال في هذه الفصول، سترى تحسناً كبيراً "
ويؤكد الطابع العام لدورة الألعاب أن سوريا حريصة على الالتزام بالأحكام الرئيسية لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والتي تتطلب من البلدان الموقعة عليها اتخاذ التدابير التي تساعد المعاقين على العيش بصورة مستقلة.
إن الحُفر الواسعة في الشوارع والأرصفة العالية ونظام النقل العام الذي يصعب على المعاقين استخدامه والتي تميز دمشق كغيرها من مدن الشرق الأوسط، تشير إلى أن التحديات لا تزال قائمة. ولكن نجاح هذه الدورة من الأولمبياد الإقليمي الخاص من شأنها إضافة الدعم لهؤلاء الذين يطالبون بتوفير مرافق أفضل للأشخاص ذوي الإعاقة.