منذ عدة سنوات زرت هذه الدولة دولة بنين والتي يبلغ عدد المسلمين فيها 65 % وتقع غرب أفريقيا بجوار كل من توغو وغانا ونيجيريا .... وقدمت فيها عدة دورات مكثفة وأسهمت في تأسيس جمعية لتحفيظ القرآن الكريم في هذه الدولة ولا زلت أتابع نشاطات هذه الجمعية وهي كل يوم في ارتقاء وازدياد والحمد لله وعدد الحفاظ يتزايد والحمد لله
ومن الأخبار التي حدثني بها رئيس الجمعية وقد زارني منذ يومين في المدينة المنورة خبر إسلام 117 شخصا في قرية وثنية والحمد لله وذلك بسبب ما يقدمه المسلمون لهم من مساعدات
وأترككم مع نص التقرير الذي وصلني :الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين وآله وصحبه وسلم وبعد :

1- كان سبب إسلام ما يزيد على 117 شخصا في إحدى قرى دولة بنين نتيجة الزيارات الدعوية ـ إلى القرى والأرياف ـ التي تنظمها جمعية القرآن الكريم بتمويل المحسنين من الداخل ومن الخارج من جهة ، وبجهودها الذاتية من جهة أخرى 0
فإن لها الآن ما يزيد على 80 قرية تقوم بمتابعة أهلها وتعليمهم القرآن وما يحتاجون من أمور دينهم ، ودعوة غيرهم للدخول في الإسلام ، وتتم هذه الزيارات في شكل قوافل دعوية ، أو دورات تدريبية حسب حاجة المنطقة 0


2- وقد وقع اختيارنا في هذه المرة على منطقة ( باسيلا ) التي يسكنها عدد كبير من الوثنيين والمسيحيين ، والتي طالما كثفنا الزيارات الدعوية إليها لدعوة أهلها ، ولكن دعوتنا لم تلق أذنا صاغية في أول الأمر ، ومع ذلك لم يجد اليأس إلى قلوبنا من سبيل فألهمنا الله أن نستخدم معهم أساليب الدعوة المختلفة ، فاهتدينا إلى أن ننفذ لهم مشروع الأضاحي مع علمنا أنهم لا يستحقونها لأننا لم نجد في هذه القرية غير3 بيوت من المسلمين 00 فكلمنا لأول الأمر سلطان القرية عن هذا المشروع الذي سيق إليهم فاستغربه ثم أعلن ذلك في الملأ 00

3- وهكذا يستجيب الأتباع للدعوة بسهولة إذا انقاد لها الزعماء أولا 00 ومن هنا بدأنا نطمع في إسلام السلطان اعتمادا على التجارب السابقة 00 فإذا أسلم كان إسلام الأتباع أسهل مع اختلاف دياناتهم ما بين مسيحي ووثني 0 وهكذا أسلم السلطان وأعلن ذلك وأسلمت معه كل القرية

4- وللجمعية أساليب لتأليف قلوب المدعوين الذين قد يكون إذعانهم صعبا منها :

1- إقامة مشروع إفطار الصائم
2- مشروع الأضاحي
3- توزيع الكساء
4- كفالة أبناء السلاطين لتعلم القرآن والعلوم الدينية 000 وغير ذلك

5- وبهذا المشروع انقاد زعيم القرية الذي قد يمر عليه فترة طويلة ولم يذق طعم اللحم 00 وأسلم معه هذا العدد الكبير في ذلك اليوم الذي صار لهم عيدا لا ينسونه في حياتهم 00 وخاب ظن أعداء الله من المنصرين الذين كانوا يغرونهم بما لديهم 00 وإن كان ما يقدمونه أثمن وأغلى مما نقدم إلا أن وعد الله أكبر وأوفى حيث يقول عز من قائل

(( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون 000 )) الآية 00

وهكذا صار جميع أهالي القرية مسلمين 00 ولكن هاهنا حاجات نوصي بتلبيتها تعزيزا لإسلامهم وترغيبا لغيرهم ممن لم يدخلوا في الإسلام بعد وهي :

1- أن يتم منح السلطان ووزيره بطاقة الحج ، وتبلغ قيمة الحج للشخص الواحد ( 3.000 يورو ) تشمل جميع مصاريف الحج
2- بناء مسجد أو مصلى لهم في هذه القرية لأداء الصلوات الخمس والجمع
4- تنفيذ المشاريع الموسمية لهم ( الإفطار ، الأضاحي ) 0

6- وقد أكرم مدير الجمعية هذا الزعيم بهدية عبارة عن لباس وطني 00 فرح به كثيرا وخاصة أن هذا الملبوس خاص للسلاطين والزعماء 00

7- وهكذا يؤثر الشيء القليل في الدعوة على المدعوين 000 ولكن أين المنفقون والباذلون فهذه التجارة الرابحة 00 اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك 00 وصلى الله على نبينا محمد 0

هذا موجز نبأ إسلام هؤلاء 00 والأخبار في ذلك تطول

وإنني بدوري أشكر الإخوة القائمين على هذا النشاط الدعوي الرائع وهم معروفون لدي ومزكون
وأهيب بكل من يطلع على هذا الكلام أن يستجيب بالدعم المادي والمعنوي وخاصة في هذا الشهر المبارك
فمن أحب أن يكون له يد في التعاون معهم على هذا الخير فليتواصل معنا هنا في هذه الصفحة أو على الخاص.

الدكتور يحيى الغوثاني
منتدى البحوث و الدراسات الاسلامية