السلام عليكم و رحمة الله

اليكم قصيدة من روائع الشاعر
عبد الرحمن العشماوي


قُل لِمَـــنْ يأبى إلى الحـقِّ استماعا ... هكذا يُقــــتَـــلَعُ البغْيُ اقتِـــــــلاعا


هكذا ينــــتفضُ المظــــلومُ ، حتى ... يرحلَ الظــالمُ ، أويُبدي انصياعا


قصَّةٌ ينقُـــــلُها التــــــــــاريخُ نقلاً ... واضِحَ المعنى ، ويرْوِيها تِــــباعا


كمْ سِباعٍ فَـــتَــكَتْ ، لكنَّ شهـــــماً ... واحِداً روَّعَ بالسَّـــــــهمِ السِّــــباعا


كمْ رأيــــنا ظالماً أغــــــراهُ نصرٌ ... زائـــفٌ حتَّى تمـــــادى وأذَاعَـــــا


نامَ فـــي سكْرتِهِ عـــنْ كـــفِّ داعٍ ... يـــــسألُ الله عــــــــن الحقِّ دِفاعا


حــــــــينَما زلْـــــــزلَهُ الله رأيْــــنا ... وجْــــــهَه الكالـــحُ يــزدادُ امتقاعا


أدركَ المسكيـــــنُ أنَّ الظــــلْمَ نـارٌ ... تأكُـلُ البــــغيَ وإنْ ذاعَ وشـــــاعا


ياضِعَافَ الأرضِ لا ترضوا بظلْـــمٍ ... من رجـــــالٍ لبسوا فـــــيكم قناعا


همْ ذئـــابٌ وضـباعٌ ، كيف يصــفو ... عيشُ منْ ولَّى ذئــــــــاباً وضباعا


أنا لا أدْعــــــو إلى العُنْــــفِ فهــذا ... مسْلكٌ يُحدِثُ في الصَّرحِ انصداعَا


إنَّما أدْعـــــــوا إلى وقــــفةِ حـــقٍّ ... ترفُضُ الحاكِـــمَ شيــــطاناً مُطاعا


تونُسَ الخضراءَ إنْ نـاداكِ شعري ... واهِنَ الصوتِ ، فهـذا ما استطاعا


نحنُ لمْ نَغْفل ،فإنَّــــا في بـــــقـاعٍ ... تخدِمُ الإســــلامَ ، ما أغلى البقَاعَا


رفــــرَفَتْ رايَاتُــــــنا بالأمــنِ حتَّى ... أصبـحتْ في ظُلْمةِ العصرِ شُــعاعا


غيـــــرَ أنَّا مانســــــينا كُلَّ شعبٍ ... مسلمٍ أورثَهُ البـــــغيُ الصُّـــــداعا


نُصرةُ المظلومِ حـقٌّ ، منْ تراخى ... دونَهُ ، ذاقَ انكــــساراً و الْتِـــياعا


تُونُسَ الخضراءَ إنَّ الظــلمَ لــــيلٌ ... سوف يلْقى ،كيفما طالَ ، انقشاعا


إنَّها سُنَّـــــةُ هـــــذا الكــــونِ مهْما ... أســــرَفَ الظَالِمُ وازْدَادَ انْــــدِفاعا


حيـــنما ينـــــتفضُ المظلومُ يحمي ... أرْضَهُ ممَّنْ شرى الوهـــــمَ وباعا


ويُعـــــــيدُ الناسَ منْ رِحْلةِ وهـــمٍ ... كُلَّ من رافق فيها الوهمَ ضـــــاعا


ليتَ من يسرفُ في الغفْوةِ يصْحـو ... لـيرى صَــرْحَ الهوى كيفَ تداعى


إنَّه العــــدلُ ،فهــــلْ يفهَـــــمُ باغٍ ... أنَّ هَـــــدْمَ العــــدْلِ لا يبني قِــلاعا


إنَّهُ العــــــــدلُ يُــريحُ الناسَ ممَّنْ ... مـــلأَ الأرضَ خِــــــلافاً ونِـــــزاعا


إَّنهُ العدْلُ ، فمنْ حقَّـــــقَ عـــــدْلاً ... قادَ في دوَّامةِ البحــــرِ الشِّــــراعا


تونُسَ الخضْراءَ إنَّ الحـقَّ غُصْـنٌ ... مُـثْمِرٌ يجنيهِ منْ مـــــدَّ الذِّراعــــا


جامِـــــعُ الزَّيتــونةِ الأسمى سيبْقى ... رمْــزَكِ الأسمى، فزيــدِيهِ ارتفاعا