الحـمد لله الـذي ربـاني
وأغاثني كرماً وثبت حجتي
ثم الصلاة مع السلام لأحمد
والآل والصحب الكرام ومن سعى
هذي قصيدة كل شهم ناجح
لأولي العزائم صغتها وحبكتها
يا من أراد المجد من أطرافه
اسمع هديت نصائحي وأعمل بها
اسمع للفظة سابقواْ أو سارعواْ
ويقول أحمد: بادروا بل فاغتنمْ
والمؤمن الشهم القوي أحبُ من
احرص على النفع العظيم أتى به




وأزال عن قلبي العمى وهداني
وأنا رهين الذنب والنقصانِ
خير البرايا من بني الإنسانِ
لسبيله من تابعي الإحسانِ
ذي همة كالكواكب والنوراني
تُهدى لأهل الفضل من إخواني
وسعى إلى الفردوس والرضوانِ
واحرص عليها غاية الإمكانِ
جاءت بنص الوحي في القرآنِ
خمساً رواهُ أحمد الشيباني
عبد ضعيف خائر الأركانِ
ابنُ الحسين العالم الرباني



وتعوّذ المختار من كسل ومن
هذا رسول الله قام لربه
وهو الذي ضحَّى بكل حياته
بأبي وأمي خير من وطئ الثرى
أثرُ الحصير بجنبه وقميصُه
شتموه بل أدموه وهو مصابر
وضعوا السلى والشوك فوق جبينه
وتراه في صبر وعزم راسخ
حتى حباه الله أعظمَ نصرِه
واْذكر أبا بكر وحسنَ جهادهِ
يدعى لأبواب الجنان جميعها
في الغار صاحبَهُ وفازَ بهجرة
وانظر إلى الفاروق واعرف قدره
ورسوخه في العلم بعد جهاده
وعزوفه عن كل مغرية ولو
وبكائه حتى تبلل خده
والثالث البر الرشيد تحيتي
هو منفق الأموال ساعة عسرة
ولبئر رومة قصة محفوظة
واذكر أبا حسن وبجِّل قدره
وهو الذي ذبح الطغاة بسيفه
إذ بيته كوخ ومفرشه الحصى
وأُبيُّ في حفظ المثاني آية معلومة
وأبو هريرة جد في طلب العلى
في الحفظ أصبح آية معلومة
أما ابنُ عباسٍ فأخبر أنه
بل كان ينتظر الصحابة في الضحى
من أجل نيل العلم حتى حازه
حي العبادلةَ الكرامَ وجهدَهم
للعلم سافر جابر من طيبة
وابن المسيب للحديث محصلُ
ولمالك صبر الرجال لنيله
ومشى ابن حنبل جامعاً لحديثه
جذ الحصاد بأجرة وتمزقت
وطوى الإمام الشافعي منازلاً
وتألق الثوري في زهد وفي
والأصمعي طوى القفار جميعها
وأقام دهراً سيبويه منقحاً
حتى روى ذاك الكتاب وإنه
برع الكسائي باجتهاد دائم
وتفرد الزهري بالسنن التي
وابن المعين إمام كل معدل
أهدى الخليل النجمَ نومَ عيونه
وأقام من علم العروض عجائباً
وروى ابن حبان حديث شيوخه
همم لو أن الدهر يحمل بعضه
هذا ابن عبد البر في تمهيده
وكذا ابن حزم المعي زمانه
والظاهري هو النهاية في العلا
أما ابن تيميةٍ فأعظمُ قصة
أنفاسه في العلم حتى حدثوا
في اليوم يكتب عشر كراس كذا
وله المواقف في الجهاد فسل بها
هذا البخاري أنفق الأوقات في
ولربما ترك الفراش بليلة
قلبي على أهل الحديث وحزبهم
كم فيهمُ من باذل لرقاده
ومشتت العزمات لا يلوي إلى
ألِفَ النَّوى حتى كان رحيله
يا دمع أسعفني على ذكراهمُ
ذرعوا البلاد وخلفوا أوطانهم
جاعوا فما شبعوا وكل مرادهم
واذكر أبا اسحق من شيراز في
مائة من المرات كرر درسه
ويكرر التنظير ألفاً صابراً
ومحمد بن جرير في تاريخه
تفسيره من حفظه فاْعجبْ له
واعرف جلال القدر لابن خزيمة
وأبو الفداء ابن العقيل الحنبلي
وله الفنون يكون ألف مجلد
بل كان أكل الكعك دون الخبز من
وانظر إلى المزني كرر دهره
خمس مئات وهو فيها دائب
أما ابن جوزي الجليل فإنه
جمع العلوم وجد في تحصيلها
لا تنس حافظ عصره في مصره
شرح البخاري خير شرح كامل
سلم على الذهبي وانظر جده
وله مع النبلاء تاريخٌ له
هذا النواويْ مات قبل مشيبه
هجر الكرى للعلم وهو مثابر
فأجاد في تأليفه حتى غدا
هذا السيوطي فاق في تصنيفه
وعلى ابن خلدون تحية شاعر
لما نفوه أتى بتاريخ له
أما ابن سينا فهو صاحب همة
حتى على ظهر البعير تراه في
وانظر إلى الرازي في تاريخه
والقيم الجوزي وابن دقيقهم
والعالم النحرير صاحب همة
الكل في جلد على تحصيله
وأراك في نوم عميق لاهياً
قضيَّت عمرك في اللذائذ سادراً
فأطرح أماني اللهو واصعد واثباً
شمِّر وواصل للمعالي دائباً
واحفظ زمانك واحترس من فوته
وانظر إلى القمري أصبح غادياً
والنمل ما عرف النكوص ولم يزل
والنحل مص رحيقه من زهرة
والسهم لولا وثبه من قوسه
السيل لولا زحفه بتدفق
والليث لما هاج عفَّر بالردى
والذئب لما هاج في أوطانه
والشمس لو بقيت لمل مقامها
والريح لو سكنت لما أهدت لنا
والبدر لو لزم المقام ببرجه
حتى الذباب له طنين زائد
لولا اشتعال النار فيما جاورت
والعود لو لزم المقام بأرضه
در البحور على النحور لأنه
وجواهر التاج المرصع لم يكن
فاكتب لنفسك أنت تاريخاً ولا
فالورد من بصل وزهر الروض من
وبلال عبد وهو فينا سيد
وعطاء مولى والصقليُّ الذي
ما ضرهم أن فاتهم نسب العلا
كم فاشل في عمره من أسرة
لم يغنه نسب ولو آباؤه
واذكر أبا لهب أليس جدوده
لكنَّ نفس النذل لم تصعد به
لا تأنف العمل المباح فإنه
يغنيك عن فَسْلِ بَخِيْلٍ فاجر
حَمْلُ الصخورِ أخفُّ من حمل الأذى
قم فأطلب الأرزاق من أبوابها
بكِّرْ لكسب القوت وأحرص أن تكن
ودع التكبر فالحلال عبادة
أو كنت تبني حائطاً وتجذ من
يكفيك في شرف المقام بمهنة
داود حداد ويوسف تاجر
والخضر طاف الأرض يعبد ربه
أو ما ترى الفراء وهو مبجل
وانظر إلى الزجَّاج وهو إمامنا
وكذا ابن زيات الوزير محمد
وأبو حنيفة كان بزازاً وذا
وأعوذ بالله الكريم إلهنا
أو باطل أو عاطل أو فارغ
جلسوا مع الأشرار في أوهامهم
بل قال وليم جمس إن فراغنا
وانظر نيوتن عبقري زمانه
حتى أتى بعجائب وغرائب
واذكر انشتاين يعقد نسبة
وكذا أبو إسحق من نيرون في
وأذكر لنا أدسون يوم صراعه
عشر من الآلاف جرَّب فكره
واْعجب للنكولن من رئيس بارع
قد كان يقرأ فوق ظهر حصانه
وغدا تشرشل وهو رهن فراشه
هذا وهم لا يطلبون الأجر من
لكنهم أنفوا فوات زمانهم
ملؤوا المكان صناعة وزراعة
وصلوا إلى المريخ حتى أنزلوا
واعجب معي من ثورة هدارة
وبني قومي في سبات منامهم
خف الحديث لهم فأصبح همهم
واطلب بجدك كل علم نافع
قيد وذاكر واستفد واكتب ولا
لو كنت تعلم ما النتائج لم تنم
أتقن إذا ما رمت شغلاً إنه
لا تتركنْ أمراً يحل بيومه
إن الأهم على المهم مقدم
وعليم بالترتيب واحرص أن ترى
في هيئة مقبولة ورزانة
عش في حدود اليوم واترك ما مضى
واحذر فراغك فهو لص جاثم
إن الفراغ خديعة لعقولنا
واقصد إلى عمل تجيد أداءه
وعليك بالتنويع في الأعمال والأ
فالقلب ذو ملل وخير أن ترى
وإذا النجوم تسابقت وتنزلت
فاختر أشد نجومها نوراً ولا
فالليث لا يأكل فريسة غيره
والبرق لما أن علا في جوه
والغيم لما اختار عز محلّه
ركب الملوك الخيل لما هملجت
وانظر إلى الذهب المرصع صابراً
قد صار أغلى من رموش عيوننا
قالوا لطير الحش مالك ساقط
ولثعلب قالوا له أَوَمَا ترى
فأجاب ليث الغاب عِيسٌ أكله
والسيف لما صار أمضى مضرباً
أتريد سكنى جنة وتنام عن
أتريد أن تحظى بمنزل ماجد
أتريد رفقة أحمد وصحابه
كلا لقد كَذَبَتْك نفسك إنما
المجد أقسم ألا أساق لفاشل
أما العلا فابت محبة خامل
وأبى النجاح دخول كل مقصر
من غاص في قاع البحار أتى لنا
وأخو الخمول مخدر في بيته
أرني سواعدك القوية أنتشي
فلرؤية العلماء والعمال والـ
أشهى إليّ من الفنون جميعها
ولمطرقُ الحدَّادِ أبهى منظراً
هاتوا طبيباً واحداً متألقاً
وخذوا صفوف العابثين جميعهم
لو أن أهل الغرب كانوا مثلنا
ما سيَّروا طيارة وسفينة
أسفاً على قومي وهم أحفاد من
كنَّا بحاراً في البحار وربما
مََنْ غيرُنا كشفَ الظلامَ ولم نكن
وبالليل رهبان وعند لقائنا
حتى تركنا المجد يهتف صارخاً
يا ألف أغنية تخدر جيلنا
هب لي دماغاً زاكياً لأري به
وخذ الألوف إليك من أوطان
رفعوا لنا الأسعار في تعدادهم
عدد الحصى والرمل في تعدادهم
نستورد المصنوع والمزروع والـ
القدر من روما وصحن طعامنا
والثوب من أثينا وختم شماغنا
ونقول نحن أجل من وطأ الثرى
هل كوكب الشرق استردت قدسنا



عجز رواه عندنا الشيخانِ
فتفطرت لقيامه القدمانِ
من أجل دين الواحد الديانِ
وتهللَّت لقدومه الثقلانِ
صوفٌ وتحت حزامه حجران
في همة ما كان بالمتوانِ
بل من أذاهم ضاق بالأوطانِ
أقوى على الأبصار من ثهلانِ
فاق الخليقةَ أنسَهم والجانِ
وثباته في السر والإعلانِ
من كثرة الأفضال والإحسانِ
حتى أتى في الوحي ذكر الثاني
في قوة الإخلاص والإيمانِ
في كل موقعة مع العدناني
جاءت إليه بزينة الألوانِ
وصموده في حومة الميدانِ
تسعى بما يشفي إلى عثمانِ
متهجداً في الليل بالقرآنِ
وله ببنتي أحمد نورانِ
خير الشيوخ وقدوة الشبانِ
في بدر والأحزاب يوم الشأنِ
مركوبه في عمره نعلانِ
ومعاذ ذو عزم بغير توانِ
والجوع يصرعه على الجدرانِ
لا تعتريه بوادر النسيانِ
بلغ المدى في الصبر والإمعانِ
والشمس تصهره بحر دانِ
لسفينة الآثار كالربانِ
في ضبط آثار وفهم قُرانِ
شهراً لمصرَ بهمة الشجعانِ
يبقى ثلاثاً ليس بالوسنانِ
أعلى المراتب عند أهل الشأنِ
حتى أتى لإمامها الصنعاني
بالمشي نعل الماجد الشيباني
من أجل بعض مسائل النعمانِ
ورع وفي علم وفي عرفانِ
لمراد آداب وحسن بيانِ
لعلومه في الحضر والبدوانِ
أصل الأصول لنحو خير لسانِ
هو واحد القراء للفرقانِ
سارت مسير الشمس في البلدانِ
علم الرواة وماله من ثانِ
والعين سفر ظاهر البرهانِ
ما كان في خلد ولا حسبانِ
ألفين من شيخ ومن شبانِ
لوجدته بالعزم في رجفانِ
أفنى ثلاثيناً من الأزمانِ
قد حل في العلياء أيَّ مكانِ
بل قدوة لنوابغ الأزمانِ
في الجمع والتحقيق والإتقانِ
عن عزمه قاصي الملا والداني
تعليمه في همة وتفانِ
أهل النقول وحافظي البلدانِ
جمع الحديث وسنة العدناني
متذكراً ما غاب بالنسيانِ
هم صفوة الأخيار كل زمانِ
من أجل قول رسول ذي الفرقانِ
أهل ولا صحب ولا جيرانِ
للبين رحلته إلى الأوطانِ
واهجر قفا نبكي لكل جبانِ
قطعوا القفار بصحبة السرحانِ
عن سعد عن عمار عن سلمانِ
فقه وتأصيل وحسن بيانِ
من قبل شرح فيه للإخوانِ
مع أنه في الزهد شيء ثانِ
أملاه من ذهن بلا نسيانِ
يا همة تسمو على كيوانِ
صافي القريحة فائق الأقرانِ
حفاظ أنفاس ورب معانِ
من غير ما أملاه في الديوانِ
عاداته حفظاً لذي الأزمانِ
سفر الرسالة نسخة الرباني
من غير ما ملل ولا نكرانِ
قد صاغ ألف مؤلف ببنانِ
حتى دعوه بواعظ البلدانِ
ذا الفتح والتهذيب والميزانِ
لا هجرة من بعد فتح ثانِ
إذ بز حفظاً سائر الأقرانِ
وتذكر الحفاظ من أزمانِ
من بعد تحقيق مع الإتقان
حتى الزواج رماه بالهجرانِ
شمس العلوم وقصة الركبانِ
حتى لقد قالوا له مئتانِ
يا عبقري الدهر نعم البانِ
ذكراه من صنعا إلى تطوانِ
كالنار في حطب من العيدانِ
تأليفه يا صبر شيخ فانِ
وابن الكثير وصاحب البرهانِ
وابن الوزير وبعده الصنعاني
وقادة أعني به الشوكاني
متدرعاً بالصبر والسلوانِ
يا خيبةً للفاشل الكسلانِ
يشجيك يا حيران صوت أغانِ
للمجد واترك صحبة الولهانِ
واهجر فديت وساوس الشيطانِ
واذكر إذا ما صرت في الأكفانِ
في نَيْلِ رزق ليس بالمتوانِ
متوثباً في الصخر والصّوانِ
والباز خلف الصيد في طيرانِ
لم يلق صيداً وهو في القضبانِ
ما كان يدعى هادم الجدرانِ
ظبياً وأهدى الموت للثيرانِ
حاز الكباش وفاز بالحملانِ
والماء إن يركد فغير مصانِ
أرج الزهور ونفحة الريحانِ
ما كان حاز المدح من إنسانِ
كزئير ليث فاتك غضبانِ
لم تسم عن ترب وعن دخانِ
حطب يحرق في لظى النيرانِ
يسعى إلى الغواص بالأحضان
لولا الفؤوس سوى حصى المرانِ
تذكر لنا الأجداد من أزمانِ
شوك وطيب المسك من غزلانِ
وانظر إلى عمار أو سلمانِ
عَمَرَ الديارَ يعد نسل قيانِ
بنفوسهم فاقو بني الإنسان
مرموقة في المجد والسلطانِ
من آل شيروان وعبد مدانِ
من آل هاشم درة الأزمان
كبلال في فضل وفي إيمانِ
شرف الحياة ومفخر الشبانِ
ويكف وجهك عن رفيق هوانِ
من مانع لعطائه منانِ
لو أنها في الصين واليابانِ
ذا نية لتثاب من ديانِ
لو كنت تطلي الإبل بالقطرانِ
نخل وتسقي الزهر في البستانِ
الأنبياء رعوا قطيع الضانِ
إدريس خاط غلائل القمصانِ
وانظر مزيد الفضل من لقمانِ
كانت صناعته جلود الضانِ
في النحو كان مزينَ الألوانِ
قد باع زيت الناس في بغدانِ
كابن المبارك تاجر الرضوانِ
من عاجز في الناس أو كسلانِ
رأسُ الأماني مالُ كلِ جبانِ
فبُلْوا بكل وساوس الشيطانِ
كبسول موت في يد الشبانِ
ما كان يترك شغله لثواني
علم الرياضيات والحسبانِ
هي آية في علم أهل الشانِ
يوم الوفاة يجد في الاتقانِ
في الكهرباء بحرقه وتفانِ
في شغل تيار من النيرانِ
نشر العدالة وهو أمريكاني
في موكب كالبحر في الهيجانِ
من ألمع الحكام للرومانِ
رب الوجود مصور الإنسانِ
من غير ما جهد ولا إتقانِ
وبراعة في السفح والوديانِ
في أرضه سفناً بلا إنسانِ
دلفت كموج البحر من يابانِ
يا حيرة للخامل الحيرانِ
في سهرة ولذائذ وأمانِ
واحرص عليه غاية الإمكانِ
تكسل عن التكرار كل أوانِ
إلا كنوم الذئب بين الضانِ
لا خير في عمل بلا إتقانِ
لغد فإن غداً لشغل ثانِ
راعِ التدرج عند أهل الشأنِ
وسطاً بلا فوت ولا نقصانِ
مع خشية في السر والإعلانِ
واهجر غداً فاليوم ضيف دانِ
يدعوك للإهمال والعصيانِ
ومحطة للهم والأحزانِ
حتى تكون لحسنه متفانِ
قوال والأوضاع والأوزانِ
متنقلاً بالجد في ألوانِ
كل إليك من المجرة دانِ
تختار إلا منزل الكيواني
لو بات رهن الجوع في قضبانِ
لمحوه بالأبصار في رجفانِ
فاق الجبال كهيئة التيجانِ
أما الحمير فمركب الكسلانِ
لم ينصهر بحرارة النيرانِ
فاق الحديد التافه الأثمانِ
قال الهوان على أبي جعلانِ
ليث العرين يسود في الحيوانِ
وأنا رفيق الهر والفئرانِ
حفظوه في قرب وفي غمدانِ
داعي الصلاة أذاك في إمكانِ
وتظل رهن عزائم الصبيانِ
وأراك رب بلادة وأمانِ
هذي الأماني خدعة الشيطانِ
لو أنه كسري أنوشروانِ
لو كان نسل إسكندر اليوناني
لو كان في الأجداد كالنعمانِ
بالماس والياقوت والمرجانِ
في منزل الاوباش والصبيانِ
من حسنها فصريفها قواني
ـصناع في عزم وفي إتقانِ
أو صوت غانية وعزف قيانِ
من دف ذي طرب على الأوزانِ
بجميع من في الأرض من فنانِ
لمهندس في أرضنا يقظانِ
في الرقص والتهريج والهذيانِ
أو أرسلوا الصاروخ كالبركانِ
شادوا صروح المجد في البلدانِ
صارت منائرنا ندا الرحمانِ
إلا نجوم سماء كل زمانِ
لعدونا من أشجع الشجعانِ
أين الألى ملكوا يدي ولساني
يا ألف فلم خائب فتانِ
صنع الخبير الواحد المنانِ
من غير ما عوض ولا أثمانِ
بل أكسدوا حتى الهواء الداني
لكنهم كالريش في الميزانِ
ـمنسوج حتى جزمة الولدانِ
من لندن والرز باكستاني
بسويسرا والخبز من يوناني
وطأ الثريا غيرنا بثمانِ
أو حل في المريخ دانٍ داني