سياسيون، نشطاء، إعلاميون، متضامنون من كل بلد ودين، جمعهم الضمير الإنساني فتجمعوا في سفن مساعدات تسعى لكسر حصار إسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني، وجمعوا ما يغيثون به أطفالا جياعا وشعبا أعزل، ومخروا عباب البحر تشخص إليهم أبصار العالم وتأمل أن يتمكنوا من بث السعادة والأمل لنحو مليون ونصف فلسطيني.

لكن يد القتل الإسرائيلي كانت أسرع، فواجهت القافلة الإنسانية نيران البحرية الإسرائيلية ليُقتل حتى الآن 19 أعزل، ويجرح العشرات، ويحتجز من تبقى.

بقصيدة "دمهم" يوثق الشاعر الفلسطيني إبراهيم نصر الله المجزرة الإسرائيلية في أسطول الحرية، ويتوجه عبر الجزيرة نت إلى أولئك الشهداء الذين امتزجت دمائهم الطاهرة بماء البحر فوصلت شواطئ غزة عوضا عن سفن الحرية تصبغها بلون دم العزة، وتوثق فصلا آخر من فصول انتهاكات إسرائيل.

دمُهم صباحُ الخيرْ
دمهم مساءُ الخير
دمهم تحيتُهم .. رسالتُهم إلينا
دمهم حكايتُهم .. وخوفهمُ علينا
دمهم مساجدُهم .. كنائسُهمْ
نوافذُ دورِهمْ
دمهم محبتُهم وغضبتُهم
دمهمْ عتابٌ جارحٌ
دمهم فضاءٌ فاضحٌ
دمهم حكايةُ أمّهمْ لصغارهِا
دمهم رسالةُ وردةٍ لرحيقها
دمهم طيورُ بلادهم ورياحُها
دمهم معاركُهم .. وهدنتُهم
وطرفتُهم إذا اندفَع الغزاةْ
دمهم ذراعُ صلاتِهمْ
دمهم صلاةْ

***

لم يتركوا شجرًا يعاتبهم
ولا قمرًا على شرفاتِ منـزلهمْ
ولا أغنيّةً عطشى لأنهُرهمْ
لم يكسروا أُمنيّة سكنتْ عيونَ صغارِهمْ
أو خاطرَ الزيتون فوق تلالهِم
.. .. ..

هُمْ أصدقاء البحر
هم أصدقاءُ النهرْ
هم أعينُ الزيتونْ
هم زهرةُ الحنّونْ
هم خُضرةُ الأشجارْ
وطفولةُ الأنهارْ
هم قِبْلةُ الشعراءْ
وذخيرةُ الفقراءْ
هم شارعٌ في الفجرْ
هم ضحكةٌ في الصخرْ
ووضوحُ هذا السّرْ:
دمهم صباحُ الخير
دمهم مساءُ الخير