ذكرتُ غزَّةَ، فارتاعتْ بأشجاني
مروءةُ الصِّيدِ في قلبي وشريانـي
فقمتُ أصـرخُ يانـوَّامُ إنَّ لنـا
أهلا وأرضـا بـآلامٍ وحرمـانِ
هبُّوا من النُّومِ يكفـي مايكابـدُهُ
أهلُ الرّبـاطِ بأعـداءٍ وإخـوانِ
ضعوا الأصابعَ في العينينِ واعتبروا
مايوجعُ النَّفسَ مكروهٌ لإنسـانِ
فكيفَ نرضى بأن نحيا على فرحٍ
وأهلُ غزةَ في سجـنٍ وأحـزانِ؟!!
بكا الثكالى بجوفِ الليلِ نحسبُهُ
هديلَ طيرٍ بصبرٍ طـيّ كتمـانِ
طووا على الجوعِ والأجفانُ متعبةٌ
والفكرُ منشغلٌ من هولِ طغيانِ
أطفالُهم في زحامِ الموتِ من سقمٍ
ولا دواء لهم يُعطى من الجاني
ولامجيبٌ لصوتٍ بالنداءِ سرى
لنصرةِ الحقِّ من قاصٍ ومن داني
الظلمُ داءٌ بغيضٌ ليسَ يقبلُهُ
شعبٌّ تربَّى على عيشٍ بإيمانِ
أهلُ الشهامةِ رغمَ القهرِ عزَّتُهـمْ
أعلتْ بهم رتبةً في شـرعِ ديَّـانِ
قد جاوزوا النجمَ لكنْ من يحاربُهم
ويزهقُ الرُّوحَ ظلما قيدَ خذيـانِ
من يحرق الزَّرعَ والأحياءَ مقعدُهُ
في أسفلِ النارِ مصفودا كشيطانِ
ياأمَّةَ العُرْبِ إنَّ الجّرحَ يؤلمُنا
نزيفُ غزَّةَ سيلٌ فوقَ شطآنِ
والجرحُ يكبرُ والمليارُ يرقبُهُ
بميِّتِ الحسِّ في أهلٍ وجيرانِ
شعر
زاهية بنت البحر
البحر البسيط
المفضلات