مراجعات صائم

[السابق بالخيرات]

[COLOR="DarkRed"]

مراجعات صائم[/

COLOR]بقلم محمود أبو زهرة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد  وبعد .. ما أسرع أيام الصيام وشدة انقضائها ، وتتابع انسلاخها ، لذلك من الضروري اللازم الحتمي أن ننتبه لكل عمل نقوم به ، ولكل ساعة تمر علينا ، فالناس جميعا أحد فريقين أمام شهر رمضان ، فريق تديره وتؤثر فيه حركة وتقلبا أيام الشهر ، وصنف آخر هو الذي يؤثر في أيام الشهر ويحركها تصريفا وإعمالا ، وأقصد أحبتي المسلمين بذلك وجوب وجود الوعي الكامل لكل صائم لما يدور حوله من عبادات واجتهادات من جميع العباد ليدخل في سباق نحو الجنان ليدخل على الله من باب الريان والأعمال كثيرة والأوقات قليلة والأيام معدودة والأزمنة محسوبة فلننتبه !!!
مراجعة الصائم مع القرآن :• رمضان شهر القرآن الكريم ( بمعنى أن القرآن الكريم أنزل في رمضان ) وليس كما يفهم البعض أن القرآن أنزل لرمضان ، فمن كان يقرأ القرآن طوال العام وجعله منهج حياة واجتهد في التلاوة أكثر في رمضان فقد فهم المعنى الصحيح لنزول القرآن في رمضان ، ومن كان تاركا للقرآن الكريم هاجرا له طوال العام ثم أفاق في رمضان وبدأ يتلو القرآن فهذا بعمله يعتقد أن القرآن أنزل لرمضان فهو عبد رمضاني والأول عبد رباني ، لأنه يوقن بأن رب رمضان هو رب العام كله وليس رب رمضان فقط ..
• انطلاقا من مراجعات النبي لنفسه مع القرآن خاصة في رمضان ، فقد ورد أن نبينا محمد  كان يراجع جبريل القرآن في كل عام مرة ، وقد راجعه القرآن مرتين في السنة التي مات فيها صلى الله عليه وسلم ( بأبي هو وأمي )
وبناء على ما تقدم سنقف مع المراجعات المطلوبة من المسلم مع القرآن الكريم فنقول وبالله التوفيق :
أنواع مراجعات الصائم للقرآن الكريم :
• مراجعة الصائم للتلاوة :
o قال تعالى ( ورتل القرآن ترتيلا ) سورة المزمل آية 4 ، عن عائشة رضي الله عنهما قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ’ والذي يقرأ القرآن ويُتعتع فيه وهو عيه شاق له أجران ) حديث صحيح ، ففي رمضان ينبغي على المسلم الصائم أن يراجع تلاوته ، في كم يختم القرآن الكريم ، وما الوقت الصحيح الذي ينبغي ختم القرآن فيه كما ينبغي ، وأين هو من طريق الصحابة والسلف والتابعين وليجتهد أن يكون رمضان بداية الصلح مع القرآن وإنشاء الورد المرضي لله وليكن أول طريق الختمات الثابتة الشهرية ليرضي الله عنه ويكون بحق عبدا ربانيا متبعا للنبي محمد  وهذا هو أول مراجعة له مع التلاوة ..
o كذا مراجعات الصائم لتلاوته تشمل كيفية وطريقة القراءة فينبغي على كل صائم أن يراجع طريقة التلاوة هل يقرأ قراءة مرتلة جيدة مجودة كما كان يقرأ النبي وصحابته وكما ينبغي أن يكون ، قراءةً يراعي صاحبها معرفة الوقوف وأحكام الحروف ودروس التجويد وأنواع اللحن ، بمعنى يكون ماهرا بالقراءة ، فإن كان مستواه في القراءة ضعيفا أو ركيكا أو صاحب لحن فعليه بمراجعة تلاوته وتصحيحها في رمضان على يد مشايخ موثوق في تلاوتهم وعلمهم ، ولا يخفى علينا تلاوة النبي على جبريل وسماع النبي من ابن مسعود وقوله له ( إني احب أن أسمعه من غيري ...
• مراجعة الصائم للفهم القرآني :
o قال الله تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) سورة محمد آية 24 ، بمعنى أنه على الصائم مراجعة فهمه للقرآن ، كم من كتب التفاسير قرأ وهل مفردات القرآن الظاهرة للعامة واضحة معناها في ذهنه أم غابت عنه ، ومتى وجد فراغا في هذا الجانب ( وكلنا هذا الرجل ) عليه بقراءة التفاسير الميسرة أمثال ( صفوة التفاسير – زبدة التفاسير – تفسير القرطبي – تفسير ابن كثير – تفسير الظلال ) كل على قدر طاقته وجهده ، فيكون رمضان فرصة ذهبية للمراجعة القرآنية لفهم المعاني التي يرددها اللسان ليصل الصائم إلى مراد الله تبارك وتعالى منه ، ويفهم عن الله ، ويعبد الله على بصيرة من أمره ، فتتضح بين يديه الأمور وتتكشف أمام ناظريه الحواجب ، ويرى على نور من ربه ، فالحق ما أثبته الله ورسوله ، والباطل ما أبطله الله ورسوله ، فيفهم ما يقرأ ، ويقرأ ما يفهم ، ثم يعمل بما قرأ وفهم ، وإلا فعليه بحلق التفسير ودروس العلم وتخصيص وقت لدراسة آية كل يوم كمثال والله المستعان ، ليخرج من رمضان أوسع فهما وأعمق فكرا وأزكى نفسا وأطيب منهجا و أرسخ عطاء ...
• مراجعة الصائم للاحتكام للقرآن الكريم :
o قال الله تعالى : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) سورة النساء آية 65 ، الصائم ما أسهل أن يتلو القرآن ، ومن الممكن أن يفهم معانيه ويحفظ تفاسيره ، أما الواقع فهو الذي يصدق ذلك أو يكذبه ، لذا على الصائم رجلا كان أم أنثى أن يراجع حال احتكامه ورجوعه إلى القرآن في كل وارد أو شارد ..
o بمعنى هل علاقتك بزوجتك وما يستجد من مواقف حياتية أول ما تفكران فيه هو الاحتكام إلى شرع الله والعودة إلى منهج الله المتمثل في قرآنه الكريم وكتابه القويم ، أم الطبيعي كما هو واقعي تحتكمان لعقلاء القوم ممن يفكرون ويدبرون ويخططون بعقولهم ، بعيدا عن حكم الله وشرعه المستنبط من كتاب الله عز وجل
o كذا علاقاتك بالمحيطين بك ( جيرانك – عائلتك – أصحاب العمل – عند الشكاوى – مع الأعداء ) هل ترى أنك كمسلم ترجع في معاملاتك مع كل شرائح المجتمع إلى كتاب الله فتطبق ما فيه ، وتعمل بمقتضاه ، وتذعن إلى توجيهاته وتعاليمه أم أنك تعمل فكرك وتجتهد بعيدا عن الأحكام الشرعية الموجودة بدستور المسلمين كتاب الله المقروء ..
o أينما كنت وكيف كان حالك مع القرآن فرصة في هذا الشهر أن تراجع نفسك فتقومها وتنظر في أمورك نظرة حيادية فتقبل على نفسك بالتزكية والتخلية والتحلية وإزالة العيوب ودعم الأخلاق الحميدة وفق كتاب الله وسنة رسول الله ...
وإلى مراجعة ثانية من مراجعات صائم وهي مراجعته مع التزامه بعبادته مع ربه ، إلى أن نلتقي لكم منا كل الحب والتقدير ولا تنسونا من صالح دعواتكم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
محمود أبو زهرة
مدرب تنمية بشرية
وباحث في العلوم الإسلامية

[أحلام]

جزاك الله خيرا